قال موقع «كلمة» الإلكتروني المعارض في إيران أمس إن «الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني اتهم زعماء إيران بعدم الكفاءة والجهل»، فيما «تحسر على أحوال البلاد في عهد شاه إيران»، وذلك بعد يومين من منعه خوض انتخابات الرئاسة التي تجري الشهر المقبل. ومن المؤكد أن تذكي تصريحات رفسنجاني الصراع السياسي بين مؤيدي زعماء إيران وجماعات المعارضة التي همشت بدرجة كبيرة بعد الاحتجاجات التي اندلعت في أعقاب الانتخابات الرئاسية عام 2009. وفي تصريح نادر من قبل شخصية بارزة لعبت دوراً في قيام الثورة الإيرانية، بعد إسقاط شاه إيران إثر ثورة عام 1979، ذكر رفسنجاني باعتزاز ما اعتبرها «مفاخر إيران قبل الثورة»، قائلاً: «إن المفاخر التي تعتز بها إيران قبل الثورة لا يمكن كتمانها، إيران كانت ذات عزة، ففي تلك الأيام تجولت بسيارتي شخصياً في كافة البلدان الأوروبية، وانتقلت من بلد إلى بلد بمجرد إظهار جواز سفري، ولكن اليوم بلغ الأمر درجة يتخوّف معها الرجال من السفر إلى الخارج مع زوجاتهم حتى لا يتعرضوا للإهانة أمامهن». ونقل موقع «كلمة» عن رفسنجاني قوله لأعضاء حملته «لا أعتقد أن البلاد يمكن أن تدار بشكل أسوأ من هذا حتى لو كان قد خطط لهذا مسبقاً، لا أريد أن أهبط إلى مستواهم في الدعاية والهجمات لكن الجهل مزعج، ألا يدركون ما يفعلون». وقدم رفسنجاني «78 عاماً» الذي يعد من أبرز شخصيات الثورة الإسلامية في ايران عام 1979 أوراق ترشحه لخوض سباق الانتخابات الرئاسية التي تجري في 14 يونيو المقبل كمرشح إصلاحي في اللحظة الأخيرة مما زاد الاهتمام بالانتخابات التي يعتبرها كثيرون سباقاً بين محافظين متشددين. واستبعد مجلس صيانة الدستور الذي يجيز المرشحين المؤهلين لخوض الانتخابات الثلاثاء الماضي الرئيس الإيراني المعتدل الأسبق كما استبعد اسفنديار رحيم مشائي حليف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ورئيس مكتبه السابق ومنعهما من خوض السباق مما يخلي الساحة لمرشحين متشددين موالين للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. وغضب المحافظون المتشددون من رفسنجاني لأنه انتقد تعامل السلطات بشدة مع المحتجين في أسوأ اضطرابات تشهدها الجمهورية الإسلامية عقب إعادة انتخاب أحمدي نجاد في انتخابات عام 2009 التي يقول معارضوه إنها زورت لصالحه. واعتبرت السلطات رفسنجاني منذ ذلك الحين خطراً على المؤسسة الحاكمة. وحذر رفسنجاني الذي شغل مقعد الرئاسة فترتين من تهديدات «خطيرة» من الولايات المتحدة وإسرائيل اللتين هددتا باللجوء إلى العمل المسلح لاشتباههما في أن إيران تطور أسلحة نووية. وصرح أنه لم يدرك أن ترشحه للرئاسة سيحدث حراكاً في البلاد لكن هذا مؤشر على يأس الناس. وأضاف أن هذا هو وقت التزام الهدوء. وقال «يجب ألا ييأس الناس في أي موقف. سيجيء اليوم الذي يجيء فيه من يجب أن يجيئوا» في إشارة إلى دعاة الإصلاح السياسي والاجتماعي الذين همشوا. ومازال في سباق الرئاسة حسن روحاني حليف رفسنجاني وهو مفاوض نووي سابق والإصلاحي محمد عارف. وقال رفسنجاني إن هناك حاجة الآن إلى تجربة إعادة بناء البلاد بعد الحرب الإيرانية العراقية. وكان قد انتخب عام 1989 بعد عام من انتهاء الحرب وكان يطلق على إدارته اسم «حكومة إعادة البناء» وهي فترة من إعادة البناء والإصلاح أعادت إيران للوقوف على قدميها. وأضاف «الأجانب وصفوني بأني رجل سهل لأنه لم يمر وقت طويل قبل أن تفتح الأبواب. والآن يمكن بسهولة استخدام هذه التجرية مجدداً باستثناء أن الناس كانوا متعاطفين في ذلك الوقت». وقال رفسنجاني «جاء سيل من الرسائل والاتصالات الهاتفية من النجف وقم ومشهد من رجال دين مهمين مؤيدين لترشحي. كيف أكون عنيداً بهذا الشكل وأقول لهم لا خاصة للشبان؟». ويقول محللون إن رفسنجاني منع من خوض انتخابات الرئاسة لأن حملته اكتسبت شعبية كبيرة بالفعل واعتبر أنه يشكل تهديداً للزعامة. من جانب آخر، اتضحت آفاق تشديد العقوبات الأمريكية على إيران مع تبني لجنة في مجلس النواب نصاً يوسع العقوبات إلى قطاعي السيارات والمناجم وإلى احتياطي اليورو الذي يملكه النظام. وأوضحت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب في اقتراح قانون أن الرئيس الأمريكي بإمكانه أن يحدد قطاعات أخرى في الاقتصاد الإيراني على أنها قطاعات استراتيجية مثل البناء والهندسة. وتتركز العقوبات الأمريكية حالياً على قطاع المال والطاقة ومن بينها الصادرات النفطية. ولا تزال 6 دول تستورد النفط من إيران هي الصين والهند وتركيا وكوريا الجنوبية واليابان وتايوان. ولكن بما أن هذه الدول خفضت استيرادها من النفط الإيراني منذ 2012 فإن الإدارة استثنتها من العقوبات. من ناحية أخرى، قال الاتحاد الأوروبي إن توسع إيران في أنشطة نووية حساسة ينتهك قرارات الأمم المتحدة ويزيد المخاوف بشأن ما إذا كان برنامجها النووي سلمياً بحتاً. وقال الاتحاد إن تقريراً للوكالة الدولية للطاقة الذرية أظهر أن إيران تتوسع في أنشطتها النووية في انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن الدولي ومجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال متحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون «هذا يؤدي إلى تفاقم المخاوف القائمة بشأن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني».من جهتها، اعتبرت فرنسا أن التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول البرنامج النووي الإيراني «يظهر أن إيران تواصل تفضيل طريق التحدي والإنكار»، مؤكدة أنها تريد «زيادة الضغط الدبلوماسي» على طهران. في المقابل، دعت روسيا إلى إجراء الجولة التالية من المفاوضات بين السداسية الدولية وإيران بشأن الملف النووي الإيراني مباشرة بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية.«فرانس برس - رويترز - العربية نت»