عواصم - (وكالات): تتوجه الأنظار إلى البرلمان العراقي المنتخب اليوم، الذي يعقد أولى جلساته وسط تساؤل رئيسي حول احتمالات بقاء رئيس الوزراء نوري المالكي على رأس الحكومة، فيما تحاول على الأرض قواته التي تشن عملية عسكرية واسعة في تكريت معقل الرئيس العراقي السابق صدام حسين ضد مسلحي الفصائل العراقية وقف زحفهم حيث أحكمت السيطرة على مدخلي المدينة الجنوبي والغربي وسط اشتباكات متواصلة، فيما يؤكد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش» الذي يسيطر مع مجموعة من الفصائل والعشائر المسلحة إضافة إلى عناصر من حزب البعث السابق على أراض واسعة تمتد بين العراق وسوريا المجاورة تصميمه على توسيع سيطرته هذه بإعلانه «الخلافة الإسلامية» ودعوته المسلمين في جميع أنحاء العالم إلى إعلان الولاء لزعيمه أبو بكر البغدادي.وفي الوقت الذي تتواصل فيه المواجهات بين القوات العراقية ومسلحي التنظيم المتطرف، تستعيد العملية السياسية زخمها اليوم مع الجلسة الأولى للبرلمان الجديد وسط تساؤل رئيسي: «هل يبقى نوري المالكي على رأس الحكومة لولاية ثالثة؟».وفي تسجيل صوتي للمتحدث باسمه أبو محمد العدناني أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» «قيام الخلافة الإسلامية» وبايع زعيمه أبو بكر البغدادي «خليفة للمسلمين». وقال العدناني إن «داعش» قررت «إعلان قيام الخلافة الإسلامية وتنصيب خليفة دولة المسلمين ومبايعة الشيخ المجاهد أبو بكر البغدادي، فقبل البيعة وصار بذلك إماماً وخليفة للمسلمين في كل مكان»، علماً أن نظام الخلافة في العالم الإسلامي انتهى في عام 1924 بسقوط السلطان العثماني.وأضاف المتحدث «عليه يلغى اسم العراق والشام من مسمى الدولة من التداولات والمعاملات الرسمية ويقتصر على اسم الدولة الإسلامية ابتداء من هذا البيان». واعتبر الباحث تشارلز ليستر في معهد بروكينغز الدوحة أن إعلان الخلافة «هو التطور الأهم في الجهاد الدولي منذ هجمات 11 سبتمبر 2001».وأضاف «قد يكرس هذا الإعلان ولادة مرحلة جديدة من الجهاد العالمي ما يشكل خطراً فعلياً على القاعدة وزعامتها» مضيفاً أن تنظيم «داعش» يعتبر من جهة ثانية الأغنى مادياً. وأبو بكر البغدادي رجل الظل الذي يتزعم «داعش» والمولود في سامراء عام 1971، التحق بالعمل المسلح ضد القوات الأمريكية التي غزت العراق بعد فترة وجيزة من عام 2003 وقضى بعض الوقت في أحد سجون أمريكا في العراق. ويوصف البغدادي داخل تنظيم «داعش» بأنه قائد عسكري ميداني وتكتيكي، وهذا ما يميزه بشكل كبير عن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وهي الميزة التي جذبت أعداداً كبيرة من المقاتلين الأجانب إلى تنظيمه، حيث بات يقدر عدد هؤلاء بالآلاف.ويسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» حالياً على مناطق شاسعة في محافظات دير الزور شرق سوريا والرقة في شمالها وبعض مناطق حلب المجاورة، كما يسيطر على مناطق واسعة من شمال وشرق وغرب العراق منذ أكثر من 3 أسابيع في هجوم كاسح شنه التنظيم إلى جانب تنظيمات متطرفة أخرى.في مقابل ذلك، تستعد القوات العراقية لإدخال طائرات «سوخوي» الروسية في معاركها مع «الدولة الإسلامية» والتنظيمات الأخرى فيما تقوم بدراسة «أهداف مهمة» مع المستشارين العسكريين الأمريكيين وتواصل عملياتها قرب مدينة تكريت شمال بغداد لاستعادتها من أيدي المسلحين.ميدانياً، أحكمت قوات المالكي السيطرة على مدخلي المدينة الجنوبي والغربي، فيما أعلن مصدر أمني وصول تعزيزات عسكرية إلى قاعدة «سبايكر» العسكرية الواقعة شمال المدينة تشمل مدافع ودبابات، مؤكداً أن «القوات استعادت جميع الطرق المؤدية إلى تكريت ولم يبق سوى اقتحام المدينة براً».تتوجه الأنظار إلى البرلمان المنتخب اليوم، الذي يعقد أولى جلساته وسط تساؤل رئيسي حول احتمالات بقاء رئيس الوزراء نوري المالكي على رأس الحكومة. وفازت لائحة المالكي الذي يحكم البلاد منذ عام 2006 بأكبر عدد من مقاعد البرلمان «92 من بين 328» مقارنة باللوائح الأخرى في الانتخابات التشريعية التي جرت أواخر أبريل الماضي، إلا أن هذا الانتصار لا يضمن للمالكي البقاء على رأس الحكومة.ويتعرض رئيس الوزراء إلى انتقادات داخلية وخارجية خصوصاً حيال استراتيجيته الأمنية في ظل التدهور الأمني الكبير في البلاد وسيطرة المسلحين المتطرفين على مساحات واسعة من العراق، ويواجه كذلك اتهامات بتهميش السنة واحتكار الحكم.من جانبه، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لائحة المالكي «دولة القانون» إلى ترشيح شخص جديد لرئاسة الوزراء «من أجل مصلحة العراق والمذهب والإسلام». من جهة أخرى، أعلنت مصادر رسمية مقتل 1922 شخصاً وإصابة 2610 في أعمال عنف متفرقة خلال شهر يونيو الماضي.من جهة ثانية، وفي إطار تهيئة الرأي العام الإيراني في مختلف الأقاليم والمحافظات الإيرانية، حول ضرورة التدخل العسكري في العراق، تستمر دعوة الناس للتطوع من أجل القتال في العراق تحت ذريعة الدفاع عن المقدسات الشيعية. ويقوم رجال دين ومسؤولون كبار في النظام والحرس الثوري في مختلف المناطق الإيرانية بإلقاء الخطب وإقامة المهرجانات التطوعية للحض على الذهاب للعراق ونجدة العتبات المقدسة.وفي هذا السياق، دعا أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، خلال زيارة له لإقليم أذربيجان شمال غرب إيران، الأتراك الآذريين إلى التطوع من أجل الحرب في العراق قائلاً: «إن عليهم أن يستعدوا للحرب، وأن هناك عاشوراء وكربلاء أخرى في الطريق». وناشد رضائي الآذريين عدم السماح بوقوع عاشوراء أخرى في كربلاء أخرى، قائلاً: «ألم تروا بأن رؤوس مسلم «ابن عم الحسين» وأصحابه على أسنة الرماح في سوريا والعراق؟».