قالت حرم السفير المغربي لدى البحرين فوزية بلقايدي إن الطقوس الرمضانية التقليدية لايزال لها مذاق خاص ونكهة متفردة، مشيرة إلى أن الأسرة المغربية تبدأ في الاستعداد لاستقبال شهر رمضان منذ دخول شهر شعبان.وأوضحت فوزية بلقايدي -في تصريح لوكالة أنباء البحرين (بنا)- أن المرأة المغربية تحرص على إعداد البهارات الخاصة برمضان بنفسها، لتكسبها النكهة البيتية الخاصة، كما تقوم بإعداد (الشبكية وهو طبق لابد أن يرافق حساء الحريرة على مائدة الإفطار، وتتكون الشبكية من الدقيق والبيض وقليل من السمسم والمستكه والزعفران والزيت ومقطعة بطريقة معينة، ثم تقلى في الزيت وتسقط في العسل ويتم رشها بالسمسم).وأكدت أن المائدة المغربية الرمضانية تتكون من العديد من أصناف المأكولات تتصدرها «الحريرة»، (حساء يتكون من اللحم والطماطم مع الكزبرة والكرفس والبقدونس بكثرة وحمص ودقيق وشعرية)، معلقة «من يسير في شوارع المغرب وقت الإفطار يستطيع أن يشم رائحة الحريرة في مختلف الشوارع والأزقة».وأشارت إلى أن المائدة الرمضانية المغربية تشتهر (بالسفوف وهي حلوى تتكون من الدقيق المحمص والسمسم المطحون المحمص واللوز المقلي مع إضافة السكر والقرفة والينسون والعسل والزيت)، مؤكدة أن هذه الحلوى تمنح الصائم القوة والطاقة.وأوضحت أن المائدة المغربية تتميز بجمع الأصناف المالحة والحلوة في نفس الوقت، وأن المائدة الرمضانية تقدم على عدة مراحل، المرحلة الأولى وهي التي تعقب انطلاق آذان المغرب مباشرة وتتكون المائدة من (الحريرة والشبكية والمعجنات، والتمر والتين والبيض المسلوق واللبن والعصائر)، ثم تأتي المرحلة الثانية للمائدة الرمضانية وهي التي تعقب صلاة التراويح وتحمل الأطباق الرئيسة الأخرى للإفطار، مضيفة «اعتدنا دعوة الأهل والأصدقاء على مائدة الإفطار لنفطر جميعاً سوياً».وذكرت أن المرأة المغربية لاتزال تحرص على إيجاد التوازن بين الاهتمام بالبيت والعمل، موضحة أن المرأة المغربية العاملة على الرغم من استطاعتها شراء الوجبات الخارجية لأسرتها في رمضان، إلا أنها تسعى دائماً للاهتمام بإعداد المائدة الرمضانية بنفسها، ولو كلفها ذلك الشعور بالتعب والمشقة، لكونها تضع صحة أسرتها على رأس قائمة أولوياتها.وأشارت إلى أن شهر رمضان الفضيل يمثل لدى الشعب المغربي فرحة خاصة مرتبطة بالطفولة، حيث تقوم الأسرة بالاحتفال باليوم الأول لصيام أبنائها وبناتها خلال طقوس احتفالية خاصة في ليلة القدر.وقالت بلقايدي «في ليلة القدر إضافة إلى الاحتفالات الدينية المعروفة، يرتدي الطفل الصائم للمرة الأولى الزي المغربي التقليدي، ويطلب منه اعتلاء سلم، ويرمز السلم إلى تدرج الطفل إلى خطوة أعلى في حياته، ويقدم له في وقت الفطور الحليب والتمر والعسل، وترتدي الفتاة الصائمة للمرة الأولى ملابس العرس وتتجمل وتتزين بالمجوهرات، وتقوم الأسر بجولة لهما وسط الأهل والأصدقاء احتفالاً بصيامهما ويلتقطون لهما الصور».