أشار تقرير أصدرته "مجموعة بنك قطر الوطني" أن الولايات المتحدة لن تصبح من الدول المصدرة للغاز الطبيعي في المستقبل القريب فحسب، بل أصبح من المحتمل أن تحقق الاكتفاء الذاتي، حيث يتوقع أن تعمل التقنيات الجديدة في مجال استخراج النفط والغاز على تغيير قواعد اللعبة.وأشار إلى أن إدارة معلومات الطاقة الأميركية تتوقع أن يرتفع إنتاج النفط الخفيف الربط بمعدل 800 ألف برميل أخرى بحلول عام 2020، وسيمثل ما يقارب 40 في المئة من إجمالي إنتاج النفط في الولايات المتحدة، وفقا لصحيفة "الحياة" اللندنية.لكنه لفت إلى أن أحدث توقعات وكالة الطاقة الدولية على المدى المتوسط، والتي صدرت في 14 مارس الماضي تبدو أكثر تفاؤلاً، وهي تتوقع ارتفاع إنتاج النفط الأميركي الخفيف الربط بمعدل 1.5 مليون برميل يومياً بحلول عام 2018، مقارنة بمستويات عام 2012، وأن هذه التوقعات تعني أن الزيادة في إنتاج النفط الخفيف الأميركي ستمثل أكثر من ربع الزيادة المتوقعة في إنتاج النفط على مستوى العالم حتى عام 2018، وحتى أكثر من الزيادة المتوقعة في إنتاج العراق من النفط خلال تلك الفترة.وتبدو شركة «بريتيش بتروليوم» أكثر تفاؤلاً من ذلك، وتتوقع أن يرتفع إنتاج النفط الأميركي الخفيف بمعدل 2.8 مليون برميل يومياً بحلول عام 2020.وأفاد التقرير بأن وكالة الطاقة توقعت في وقت سابق أن يتجاوز إنتاج الولايات المتحدة من النفط معدلات الإنتاج في روسيا والسعودية وأن يصبح البلد أكبر منتج للنفط في العالم، بما في ذلك إنتاج المكثفات وسوائل الغاز الطبيعي بحلول عام 2017. كما توقعت أن تحقق الولايات المتحدة اكتفاء ذاتياً من الطاقة بحلول عام 2030، مقارنة باستيراد 45 في المئة من استهلاكها من النفط في عام 2011.وخارج الولايات المتحدة لا تتوقع وكالة الطاقة الدولية تطورات مهمة في إنتاج النفط الخفيف الربط قبل نهاية العقد الحالي، ومثلما يحدث مع الغاز الصخري، ستكافح بقية دول العالم لاستنساخ الطفرة في إنتاج النفط الخفيف الربط في الولايات المتحدة بسبب عوامل محلية. وبشكل خاص، تمتلك الولايات المتحدة قطاعاً قوياً للخدمات النفطية وأسطولاً ضخماً من منصات الحفر والتي تعتبر أساسية نظراً الى ضخامة العمل المطلوب لاستخراج النفط الخفيف الربط مقارنة باستخراج النفط من الحقول التقليدية (تعمل أكثر من 5,000 منصة حفر حالياً في حقل باكن وحده).وأشار التقرير الى أن التقديرات توضح أن أكبر احتياطات النفط الخفيف الربط تقع في مناطق شرق الصين. ويُقَدِر المعهد الفيديرالي للعلوم الجغرافية والمصادر الطبيعية في ألمانيا مخزون النفط الخفيف الربط الذي يمكن استخراجه في الصين بحوالى 300 بليون برميل، وهي تقديرات تتجاوز 10 أضعاف تقديرات المخزون (المتحفظة) في الولايات المتحدة. في حين تأتي تقديرات شركة «بريتيش بتروليوم» أكثر تحفظاً، حيث تتوقع أن يبلغ حجم مخزون النفط الخفيف الربط الذي يمكن استخراجه من الناحية التقنية على مستوى العالم 240 بليون برميل. وعلى رغم ذلك، فإن الشركة تتوقع أن يرتفع إنتاج النفط الخفيف الربط على مستوى العالم بمقدار 9 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2020، والذي سيمثل أكثر من نصف الارتفاع في إنتاج النفط العالمي خلال هذه الفترة.وخلص تقرير «بنك قطر الوطني» الى أن هناك درجة مهمة من الغموض تكتنف مستقبل إنتاج النفط الخفيف الربط سواء في الولايات المتحدة أو على مستوى العالم. وعلى رغم أن إنتاج هذا النفط سيعزز بالتأكيد إمداداته في الأسواق العالمية، إلا أن ارتفاع كلفة إنتاجه، والتي تتراوح حالياً بين 50 و70 دولاراً للبرميل، تشير إلى أنه لن يمثل ضغطاً كبيراً على أسعار النفط العالمية.إضافة إلى ذلك، رحب رئيس «أرامكو السعودية» خالد الفالح، بتطوير إنتاج النفط الخفيف الربط خلال زيارته للولايات المتحدة أخيراً، وأشار إلى أن زيادة إنتاجه ستخفف المخاوف حول أمن إمداداته وتعمل على تأمين الطلب على النفط على المدى البعيد في مواجهة مصادر الطاقة الأخرى، ما سيدعم كبار منتجي النفط التقليدي.وأكد التقرير أن حجم التراجع في الإنتاج التقليدي يقابله إنتاج جديد من حقول النفط والغاز «غير التقليدية». وهناك غموض في التفريق بين الإثنين. لكن، عموماً، تعتبر الحقول «غير التقليدية» تلك التي يصعب استخراج النفط والغاز منها بسبب نوع الصخور الموجودة فيها أو مستوى تركيز النفط والغاز أو التركيبة الكيماوية للنفط والغاز في هذه الحقول.