عواصم - (وكالات): تواصل إسرائيل عدوانها الجوي على قطاع غزة الذي أدى إلى استشهاد 89 فلسطينياً وإصابة أكثر من 650، منذ أن أطلق جيش الاحتلال عمليته العسكرية الثلاثاء الماضي والتي عرفت باسم «الجرف الصامد»، فيما ردت فصائل المقاومة الفلسطينية بإطلاق صواريخ على الأراضي المحتلة. من جانبها، أعلنت الإمارات العربية المتحدة تقديم 25 مليون دولار كمساعدة عاجلة للشعب الفلسطيني على أن يقوم الهلال الأحمر الإماراتي بإنشاء مستشفى ميداني في غزة لمعالجة المصابين جراء القصف الإسرائيلي، بينما قرر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي فتح معبر رفح لنقل الجرحى الفلسطينيين. وتحدثت تقارير عن أن الحكومة الإسرائيلية أعطت الضوء الأخضر لبدء عملية اجتياح بري لغزة.ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الثلاثاء الماضي، استشهد 89 فلسطينياً في الغارات التي أدت واحدة منها مساء أمس الأول إلى استشهاد 8 فلسطينيين كانوا يتابعون مباراة الأرجنتين وهولندا في مقهى في خان يونس جنوب القطاع، كما قال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة.وفي خان يونس أيضاً، أدت غارة إسرائيلية إلى استشهاد 4 نساء و4 أطفال في منزلين تعرضا للقصف. واستشهد طفل خامس في غارة على بيت لاهيا شمال قطاع غزة.وبين المدنيين الآخرين الذين قتلوا في عمليات القصف الإسرائيلية سائق وكالة الصحافة الفلسطينية «ميديا 24» الذي كان يتنقل في المدينة بسيارته التي تحمل لوحة «صحافة»، كما قال شهود عيان. ووصف مراقب عسكري إسرائيلي «بالمأساة» غارة أخرى أودت بحياة 8 أشخاص في خان يونس الثلاثاء الماضي بينهم طفل في الثامنة من العمر ومراهقان، مؤكداً أن الجيش الذي قال إنه يريد تصفية قيادي في منظمة مسلحة أصدر أمراً بإجلاء السكان قبل ذلك. ورأت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية «هيومن رايتس ووتش» أن «توجيه إنذار لا يعفي الطرف المهاجم من الامتناع عن توجيه الضربات لغير الأهداف العسكرية وعن الامتناع عن توجيه أي ضربة إذا كانت الخسائر والأضرار المدنية غير متكافئة».وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه أغار على أكثر من 430 هدفاً لحماس في قطاع غزة، مما يرفع عدد الغارات الإسرائيلية إلى 850 منذ بدء عملية «الجرف الصامد» التي بدأت الثلاثاء الماضي، كما أعلن الناطق باسم الجيش.وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن التهدئة مع حركة حماس في قطاع غزة «ليس على جدول الأعمال»، بحسب ما أوردت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية.وعبر وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون عن ارتياحه، قائلاً أن «النتائج التي حققها الجيش الإسرائيلي مهمة حتى الآن وسنواصل مهاجمة حماس والمنظمات الأخرى».إلا أن العملية الجوية الإسرائيلية لم تنجح في وقف دفعات الصواريخ التي يطلقها مقاتلو حماس وحليفتها حركة الجهاد الإسلامي. والمنظمتان مسلحتان بشكل جيد ومزودتان بصواريخ بعيدة المدى.وسقط 15 صاروخاً في الأراضي المحتلة واعترضت منظومة القبة الحديدية 7 صواريخ أخرى. وأطلق ناشطون من غزة 4 صواريخ تجاه مدينة القدس، تم اعتراض اثنين وسقط آخران في منطقتين خاليتين، بحسب ما قال الجيش الإسرائيلي.وسمع دوي انفجارات في القدس بعد إطلاق صفارات الإنذار، ليتوجه الإسرائيليون بسرعة إلى الملاجئ.وانطلقت صافرات الإنذار أيضاً في مستوطنة معاليه ادوميم، وسمع سكان رام الله دوي انفجار.وفي المجموع وصل أكثر من 220 صاروخاً إلى الأراضي المحتلة منذ بداية المعارك.وتبنت حماس التي تسيطر أمنياً على القطاع إطلاق صواريخ على تل أبيب والقدس وحيفا التي تقع على بعد أكثر من 160 كلم عن غزة، وكذلك على موقع مفاعل ديمونا النووي.ولم تؤد الصواريخ إلى إصابات بين الإسرائيليين الذين أصيب بعضهم بصدمة.ورأى مراقبون أن «حماس تعزز ترسانتها بصواريخ وفرق كوماندوز بحرية».ودوامة العنف الجديدة هذه هي الأخطر منذ الهجوم الذي شنته إسرائيل في نوفمبر 2012.واندلعت المواجهات بعد اختفاء 3 من طلاب معهد يهودي ثم العثور على جثثهم في الضفة الغربية. واتهمت إسرائيل حركة حماس بالوقوف وراء هذه الحادثة التي تلاها إحراق شاب فلسطيني حياً بأيدي شبان يهود متطرفين في القدس المحتلة.وفي مواجهة هذه التطورات، عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً بطلب من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمجموعة العربية في المنظمة الدولية.وصف بان كي مون الوضع في غزة بأنه «خطير جداً»، معتبراً أن الشرق الأوسط يواجه أكثر التحديات خطورة منذ سنوات. ودعا بان كي مون إلى وقف إطلاق النار في مستهل الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن.وبحسب الأمين العام فإن «اتفاقاً أشمل حول وقف لإطلاق النار يجب أن ينظر في الأسباب غير المنظورة للنزاع» مشيراً إلى «الوضع الهش المزمن للظروف الإنسانية» في القطاع.من جهته دعا ممثل فلسطين لدى الأمم المتحدة «مجلس الأمن للتحرك فوراً لحماية أرواح المدنيين». في المقابل تلقى نتنياهو دعم عدد من القادة الأوروبيين والأمريكيين. وعبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن «تضامن فرنسا في مواجهة إطلاق الصواريخ من قطاع غزة». من جهته، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه من «الضروري» وقف المواجهة المسلحة بشكل عاجل» في غزة بين إسرائيل وحماس.إنسانياً، فتحت مصر معبر رفح لاستقبال الفلسطينيين الجرحى في الهجوم الإسرائيلي، بناء على أوامر من الرئيس السيسي.من جانبها، أعلنت الإمارات العربية المتحدة تقديم 25 مليون دولار كمساعدة عاجلة للشعب الفلسطيني على أن يقوم الهلال الأحمر الإماراتي بإنشاء مستشفى ميداني في غزة لمعالجة المصابين جراء القصف الإسرائيلي.وذكرت وكالة أنباء الإمارات، أنه «بتوجيهات» من رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وولي عهد أبوظبي سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، «تم تخصيص مبلغ 25 مليون دولار كمساعدات إنسانية عاجلة لدعم صمود أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق الذي يتعرض للعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة والمتواصل منذ أيام».