كتبت - شيخة العسم:رغم أنه لا يزيد على 30 يوماً، يغفل أغلب الصائمين عن استغلال شهر رمضان في تغييرهم أنفسهم، والبدء بحياة جديدة ملؤها التقوى والطاعة والالتزام!. ذلك ما لا يؤكده كثيرون استطلعت «الوطن» آراءهم.تقول إنجود فيصل -34 سنة- أستغرب من شبابنا هداهم الله والذين يصبرون على الشيشة والسجائر طوال النهار، ليرجعوا بكل لهفة لها بعد الفطور، فكما استطعتم أن تصبروا عليها في النهار سيعينكم الله على التوقف عنها ليلاً بدل أن تخسروا أرواحكم، فرمضان كما أقول دائماً فرصة للتغير.وتعلق عنود خالد -27 سنة- الحمد لله أنا شخصياً استطعت ترك عادة سماع الأغاني في رمضان قبل ثلاث سنوات تقريباً وقد جاهدت نفسي في رمضان على الابتعاد عنها والحمد لله، والله عز وجل يقول (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)، وهذا هو ما أريد أن أوصله من خلال حديثي، فلابد لنا نحن المسلمين من تذكير بعضنا البعض ونصح بعضنا وإن كانت النصيحة ظاهرة وبائنة ، إلا أن البعض ربما يجهلها أو يتناساها، فشهر رمضان ليس شهر يمر مرور الكرام ليذهب و»تعود ريما لحالتها القديمة».وتحرص سارة زيد -26 سنة- على قراءة ورد من القرآن يومياً، وهي عادة اكتسبتها في رمضان ومازالت تحافظ عليها في رمضان وبعد رمضان فقليل دائم أفضل من كثير منقطع، «جميل أن يربط الإنسان يومه بعمل طاعة لا ينقط عنها حتى بعد رمضان، وأثني على الكثير ممن يحرم نفسه في رمضان من فعل المعاصي، لكن أنصحه بمجاهدة النفس وتعويد النفس بمقاطعتها».ويرى عبدالرحمن تلفت أن شهر رمضان فرصة للتغيير، وكسب العادات الحسنة، والحمد لله من العادات التي اكتسبتها من رمضان ومازلت أداوم عليها هو قيام الليل وإن كانت قليلة ولكني أحرص على الشفع والوتر أنا أصدقائي والحمد لله، كما إنني اعتدت منذ مراهقتي على أداء صلاة الفجر في المسجد بعد أن عودني أبي بأخذي معه في رمضان عندما كنت في 14 من عمري، ومازلت عليها.بدورها تؤكد الداعية الشرعية لولوة سلمان أن رمضان هو مدرسة الثلاثين يوماً يدخله المجتهد والمتكاسل معاً لكن تختلف مراتبنا جميعاً عند التخرج بين الفائز والخاسر، فيجب أن نجعل من أنفسنا ومن أسرتنا طلاباً متفوقين في هذا الشهر ويجب أن نعد أنفسنا ونعد أبناءنا أيضا لاستقبال شهر رمضان المبارك.وتضيف أن كلمة ضيف تتكرر على رمضان، والحقيقة أننا نحن الضيوف لأن الضيف يذهب ولا يعود ورمضان كل عام يعود، وكم من أناس كانوا معنا في رمضان الماضي ضيوفاً والآن هم غير موجودين، وعلينا أن نحترم أنفسنا كضيوف ونعمل كادحين، يجب أن نجهد أنفسنا حتى لا يغلبنا النوم، وعلينا أن نعلم أبناءنا وندربهم على عدم تضييع الوقت في النوم. وعند قدوم رمضان يجد الإنسان نفسه قد تغيرت هذه النفس التي تغيرت هي بفضل الله سبحان وتعالى» ..وتواصل سلمان «إن تعويد النفس في رمضان للعادات الحسنة هو الأساس فإذا لم تنجح في التغيير مع وجود الكم الغفير، والزمن الطويل فلن تقدر على التغيير، بل أعتقد أنك لا تريد التغيير، وإذا لم تغير قبائح العوائد في رمضان فأنت من المحرومين، ومن ضمن الذين خالفوا حكمة رب العالمين، لأنه جعل الصوم للعباد ليغيروا فيه من صفات أنفسهم، فما غيروا إلا مواعيد أكلهم، فلا ترضَ أن تكون من هؤلاء، وكن من العقلاء الأتقياء الذين يدورون مع مراد الله، ويحققون مقاصد شرع الله. فاغتنموا هذه الفرصة.