المطلك: مرحلة المالكي الأكثر فساداً في تاريخ البلادبغداد - (وكالات): أكد محللون أن اتهام السنة في العراق للحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي بالطائفية وباعتماد أسلوب التهميش تجاههم، يزيد التصاعد الأخير في اعمال العنف، مشيرين إلى أن «تلك الأعمال تدفع البلاد نحو نزاع شامل بغطاء طائفي». ومنذ بداية مايو الجاري، قتل أكثر من 440 شخصاً في هجمات متفرقة في أنحاء عدة من البلاد. وحملت معظم الهجمات طابعاً طائفياً حيث إنها بدأت في الأسابيع الأخيرة تشمل المساجد السنية بعدما كانت تتركز في السابق على الجيش والشرطة بشكل خاص، إلى جانب المساجد الشيعية التي بقيت هدفاً للعنف. ويقول مدير فرع مجموعة اورواسيا الاستشارية للشرق الأوسط وشمال افريقيا كريسبين هاوس إن سياسات رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي تجاه المكونات الأخرى تمثل أحد أسباب تصاعد العنف في العراق. ويوضح أنه منذ الانسحاب الأمريكي من البلاد نهاية 2011 «بدأ المالكي يلاحق مجموعة من السياسيين السنة». وكان نوري المالكي المدعوم من طهران وواشنطن والذي يحكم البلاد منذ عام 2006، دعا إلى إقالة نائبه لشؤون الخدمات صالح المطلك، الشخصية السنية النافذة، بعدما وصفه الأخير بالديكتاتور. وصدرت بعيد هذه الدعوة في ديسمبر 2011 مذكرة توقيف بحق نائب الرئيس طارق الهاشمي، احد ابرز قادة ائتلاف «العراقية» السنة، على خلفية اتهامات له بالتورط في أعمال إرهابية سرعان ما تحولت إلى أحكام غيابية بالإعدام. ويتصاعد منذ اندلاع فصول هذه الأزمة المتواصلة، التوتر الطائفي في بلاد تحكمها الغالبية الشيعية منذ اسقاط نظام صدام حسين عام 2003 بعد عقود من حكم السنة. وبدا التوتر يتحول الى اعمال عنف متبادلة عقب مهاجمة قوات الامن الشهر الماضي لاعتصام سني مناهض لرئيس الحكومة في الحويجة غرب كركوك شمال البلاد قتل خلاله 50 شخصاً.وأعلن المالكي مؤخراً عن تغييرات في قيادات عسكرية وامنية، وحذر في مناسبات عدة خلال الأسابيع الماضية من الانزلاق نحو نزاع طائفي جديد و»حرب لا نهاية لها»، معتبراً أن السبب الرئيسي للعنف هو «الحقد الطائفي». ويرى خبير الشؤون العراقية في مجموعة «ايه كي اي» جون دريك ان «شعور السنة بالتهميش» يقود بالفعل أعمال العنف الأخيرة. وتابع «هذا الأمر يزيد من رغبة الجماعات السنية المسلحة في ضرب أهداف جديدة، حيث إن «استهداف الحكومة والقوات الأمنية قد يفيد هؤلاء في كسب تعاطف المواطنين السنة العاديين». في مقابل ذلك رسخت الجماعات الشيعية وبينها «تيار الصدر» و»عصائب أهل الحق» مسار تصالحها مع الحكومة، وانخرطت بأغلبها في العملية السياسية، علما ان الغالبية العظمى من هذه الجماعات لا تزال مسلحة.ورأى هاوس ان ارتفاع وتيرة العنف قد تسرع الخطى نحو «الحرب الأهلية» او التقسيم، لكنه شدد على أن «مزيداً مما نراه اليوم» يبدو الاحتمال الأقرب إلى التحقق في المدى القريب. وتقول ماريا فنتاباي المحللة في «مجموعة الأزمات الدولية» إن «الوضع سيكون عبارة عن اشتباكات متواصلة بين المتظاهرين والقوات الموالية للحكومة». ميدانيا، قتل 12 شخصاً بينهم 6 من عناصر الشرطة العراقية وجنديان وأصيب 16 في هجمات متفرقة في العراق، بحسب ما أفادت مصادر أمنية وطبية.من جهة أخرى، قال نائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلك إن الفساد «مشكلة كبيرة» في العراق»، مؤكداً أن الكثير من الكتل السياسية «متورط» في هذا الفساد. وأوضح المطلك أن «أكثر مرحلة حصل فيها فساد هي فترة رئاسة نوري المالكي لكنه لا يتحمل وحده الموضوع بل جميع الكتل السياسية».