كتب - صالح الرياشي:طوى مونديال البرازيل آخر صفحاته أمس الأول عندما توج المنتخب الألماني بطلاً للعالم على حساب نظيره الأرجنتيني بهدف نظيف بعد شهر كامل من الإثارة والتشويق والمباريات القوية والحماسية، واستمرت الإثارة حتى الرمق الأخير في المونديال بحصول ليونيل ميسي قائد المنتخب الأرجنتيني على لقب أفضل لاعب في بطولة كاس العالم 2014، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً في شتى أنحاء العالم على أحقية ميسي بهذه الجائزة. وكان ميسي من ضمن العشرة المرشحين لنيل الجائزة، حيث كان ينافس كلاً من توماس مولر وتوني كروس وفليب لام وماتس هوميلز من ألمانيا، أما من الأرجنتين فتم اختيار ميسي وخافيير ماسكيرانو وأنخيل دي ماريا، بالإضافة إلى الكولومبي جيمس رودريغيز والهولندي آريين روبن والبرازيلي نيمار، لكن الاختيار جاء على البرغوث الصغير رغم استحقاق العديد من النجوم للجائزة أكثر من ميسي.ولا يختلف اثنان بأن ميسي لاعب مهاري ودائماً ما يصنع الفارق لفريقه، وكان له دور كبير في تصدر الأرجنتين لدور المجموعات، لكن اختياره كأفضل لاعب في المونديال هو أمر غير منطقي ولا يقبله العقل، لأن هناك لاعبين قدموا أكثر مما قدمه ميسي في البطولة وهم أحق بالجائزة منه، وميسي اختفى أثره عقب دور المجموعات ولم نشهد له شيئاً كبيراً في الأدوار المتقدمة، بعكس روبين الجناح الهجومي لمنتخب الطواحين الهولندية قدم أداءً احترافياً طوال البطولة، وليس في فترات معينة فقط.من ناحية الأهداف فإن ليونيل ميسي سجل 4 أهداف في البطولة 3 أهداف منها حاسمة فقط، أما جيمس رودريغيز فإنه تفوق على ميسي بتسجيله 6 أهداف مع العلم بأن كولومبيا ودعت البطولة من الدور ربع النهائي، مما يدل على أن اختيار ميسي لم يكن من ناحية الأهداف! كما إن ميسي لم يقم بدوره كقائد في الملعب، خاصة عندما سجل ماريو غوتزه هدف الفوز شهدنا تراجعاً واضحاً للتانغو، وغاب القائد الذي كان وجوده مهماً لتحفيز الفريق وبث روح العزيمة والإصرار، وثبت ذلك بالصور عندما كان ماسكيرانو هو من يوجه الفريق قبل انطلاق الوقت الإضافي من المباراة، كما إن ماسكيرانو كان أحد المرشحين وأفضلهم من الناحية الدفاعية، وقدم مستويات احترافية حيث كان يعتبر روح الفريق، وترك لمسته في الفريق لكن لاعبي الدفاع دائماً ما يظلمون إعلامياً بتوجه الكاميرات إلى المهاجمين فقط.أما من الناحية البدنية فإن ميسي لم يكن يجهد نفسه كثيراً، ويعتبر الأقل جرياً في صفوف المنتخب الأرجنتيني، حيث قطع الأرجنتيني 51.9 كلم خلال 573 دقيقة لعبها في المونديال، بينما جاء ماسكيرانو الأكثر من ناحية المنتخب الأرجنتيني بـ 67.2 كلم، في حين جاء في المركز الأول الهولندي شنايدر حيث قطع 69.6 كلم وجاء مواطنه روبين في المركز الثاني بـ 69.1، أما توماس مولر فقد جاء في المركز الثالث مسجلاً مسافة 68.8 كلم، والأمر المستغرب هو أن الأرجنتيني هيغوين زميل ميسي في الفريق قطع مسافة 54.7 في 493 دقيقة فقط، ولم يكن يلعب أساسياً طوال المونديال وإذا لعب يتم استبداله بعكس ميسي.وبالنسبة لحصول ميسي على جائزة أفضل لاعب 4 مرات متتالية، فإنه يستحق ذلك نظير ما قدمه لكسب الفوز لفريقه، لكن ميسي حصل على الجائزة في مباريات سهلة كان الضغط للمنتخب الأرجنتيني في دور المجموعات، بينما غاب عن المباريات الكبيرة، حيث لم يلمس الكرة داخل منطقة الجزاء في مباراة منتخب بلاده مع هولندا في نصف النهائي طوال 120 دقيقة، كما مرر أكثر من 25 تمريرة خاطئة في المباراة النهائية ولم يكن مستواه جيداً أمام ألمانيا رغم حصوله على بعض الفرص للتهديف.المناقشات:اتفق جميع المتابعين على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر” بأن النجم الأرجنتيني لا يستحق جائزة أفضل لاعب في مونديال البرازيل 2014، وأجمعوا بأن اللقب كان يجب أن يذهب إلى روبين أو رودريغيز أو مولر، أما ذهاب الجائزة إلى ميسي فهو أمر غير منطقي ولا يمكن أن يصدق، حيث لم يجد المتابعون أي سبب مقنع من الممكن أن يرجح كفة ميسي لاستحقاقه الجائزة.وباعتقادي أن سيناريو الكرة الذهبية "أفضل لاعب في العالم” التي يتم تحديد الفائز بها كل عام يتكرر في المونديال، حيث دائماً ما تثير هذه الجائزة الجدل في الأوساط الرياضية خصوصاً باستحواذ ميسي على اللقب لأربع سنوات متتالية، ماعدا 2013 عندما حاز عليها النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.