كتبت - مروة العسيري:قال نواب مستقلون إن ارتباط العمل الخيري لبعض الجمعيات الدينية التي لها ذراع سياسي بالعمل الانتخابي والسياسي محاولة للتأثير على قرار الناخبين في اختيار المرشح الذي ينزل باسم الجمعية.وبين النواب أن العمل الخيري مستمر طوال العام ولا يجب أن يزيد في الفترات ما قبل الانتخابات واستغلال المناسبات المعروف عنها كثرة العطاء كشهر رمضان المبارك.وقال النائب عثمان شريف الريس إن وعي الشارع ومفهومة للعمل السياسي والعملية الانتخابية بدأ يتغير بحسب المتغيرات والتطورات الحاصلة في مجريات الأحداث سواء إن كانت الأحداث الداخلية أو حتى الإقليمية والعالمية، مبيناً أن أغلب المواطنين لديهم مواقف من توجهات بعض الجمعيات بحسب مواقف هذه الجمعيات من الأحداث التي جرت في المنطقة، مما يجعل نسبة تأثير المساعدات التي تقدمها هذه الجمعيات الخيرية التي لها ذراع سياسي نسبية وقليلة في بعض الأحيان على قرار الناخب في اختيار المرشح في الانتخابات البلدية أو النيابية.ولمح الريس إلى أن الأسر التي تندرج تحت فئة الفقراء أو الفئة المعدومة هي من قد تتأثر فعلياً بالمساعدات الخيرية التي تقدم لها في شهر الخير شهر رمضان، فهذه الأسر تنتظر الدعم السنوي عن طريق الزكاة والصدقات والتبرعات من قبل هذه الجمعيات، وهو عمل متعارف عليه، إلا أن تزامن انتهاء الفصل التشريعي مع الترتيب والاستعداد للانتخابات القادمة ساهم بأن تكون هذه المساعدات مبالغ فيها بعض الشيء، أو اتجاه البعض الآخر من الجمعيات إلى تأجيل المبادرة بالمساعدات إلى وقت متأخر من رمضان وذلك محاولة لتقريب وقت الانتخابات الزعم بدأها بعد 3 شهور.وانتقد العسومي الحركات التي تقوم بها بعض الجمعيات الخيرية التي لها امتداد لجمعيات سياسية، في محاولة التأثير على المواطنين من خلال المساعدات الخيرية التي تقدمها في رمضان أو غير رمضان، مبيناً أن العمل الخيري عمل مستمر ولو أنه يزيد بعض الشيء في رمضان بسبب خروج الزكاة، إلا أن المواطن على قدر من الوعي الذي يجعله يميز الغرض من خلف المساعدة سواء إن كانت مساعدة بنية ابتغاء مرضاة الله أو إنها تمهيداً لشراء صوت الناخب من اجل العملية التنافسية في الانتخابات.وأشار العسومي إلى أن شعبية الجمعيات السياسية التي تعتمد هذه السياسة قلت في الفترة الأخيرة ولاحظ الجميع ذلك العزوف من قبل الشعب عن اختيار المرشح التابع لهذه الجمعيات، موضحاً أن العمل الخيري لا يجب أن يرتبط بالجانب السياسي وألا يختلط المال الخيري بالمال السياسي.ومن جانبه أشار النائب محمود المحمود إلى أن المقارنة بعيدة كل البعد عن الجانب الإنساني والروحاني للشهر الفضيل، قائلاً إن الله سبحانه وتعالى قال في محكم كتابه الكريم (أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون) ومن المفترض على الجميع المبادرة بفعل الخير في شهر رمضان وغيره، وهو ما يفعله كل مواطن بحريني أو كل مسلم في شتى بقاع الأرض، أما أن يتم تسليط الضوء على ما تفعله الجمعيات الخيرية في شهر رمضان المبارك فهو بعيد عن الإنصاف، لسببين، الأول هو أن تلك الجمعيات تمارس النشاط الخيري على مدار العام ولا يمكن التفرقة بين أشهر السنة وشهر رمضان، ولكن يزداد نشاطها في رمضان بالتزامن مع التبرعات من أهل الخير فلا يمكن الربط بينها وبين الانتخابات البرلمانية أو البلدية، والثاني أن الانتخابات البرلمانية والبلدية ستكون في شهر نوفمبر أي بعد ثلاثة أشهر من نهاية شهر رمضان المبارك، مما يعني أن تأثير تلك المعونات والمساعدات لن يمتد إلى تلك الفترة.ونوه المحمود إلى أنه من غير المنطقي أن يتم انتقاد الصدقات وأعمال الخير في شهر رمضان أو ربطها بالانتخابات النيابية، فمن يفعل الخير يبتغي رضا الله وتبقى النية الصادقة محلها القلب لا يستطيع أحد أن يطلع عليها إ? الله سبحانه وتعالى، لكن لا نفترض الظن السيئ في أحد ونتمنى من الجميع أن يقدم ما يقدر عليه من تبرعات ومساعدات للمحتاجين الذين ينتظرون رمضان كل عام أملاً في تبرعات المحسنين وأهل الخير.