يدرك كل منصف يبحث عن الحقيقة أن الأمور تعظم وتكبر في نفوس أهلها باعتبارات تارة بحجم عطائها وسخائها، وتارة بزمانها ومكانها، وتارة بمنافعها ومصالحها، وتارة بسرعة مبادرتها وانطلاقتها.وكل هذه الأمور تتجسد في توجيهات جلالة الملك وقراراته وأوامره في هذا الشهر الفضيل شهر القرآن والإحسان؛ سواء ما تعلق منها برعاية حفظة القرآن الكريم، ومنع الخمور ومظاهر الفساد والانحراف، أو بدعمه للمنكوبين في غزة الصامدة وهو أول المتبرعين، أو ما تعلق بالمشروع الإصلاحي الذي يعمل جلالته حفظه الله على تحقيقه ورسم معالمه وتشييد بنيانه لتكون مملكة البحرين رمز السلام والبناء والعطاء؛ ليس لأهل البحرين فحسب بل للأمة العربية والإسلامية.ونحن في هذه الأيام الفاضلة والساعات المباركة نتقلب بفضل من الله بين ملوك الإحسان وإحسان الملوك؛ فإن مبادرة جلالة الملك في إصلاح الفاسد وإعانة الصالح وإغاثة الملهوف والمنكوب تعكس أمرين مهمين:أولهما: أداء واجب الوقت؛ والسعي لتحقيق المصلحة الشرعية والوطنية في القيام بهذا الواجب.والأمر الثاني: هو منع الفساد الواقع والمتوقع، والسعي لبناء منظومة إصلاحية شاملة تقوم على حماية النسيج الاجتماعي والسلوك الديني والنظام الاقتصادي من الانحلال والاختلال.فهذا الإصلاح الشامل الذي يقوده جلالة الملك يشكل اليوم نقطة فارقة وعلامة دالة على نهضة المملكة وتقدمها؛ في الوقت الذي نرى شعوباً تقتل، وأموالاً تتلف، وأعراضاً تنتهك، وقيماً تباع، وثوابت يتاجر بها ؛ ومملكتنا بفضل الله ثم بحكمة قائدها ورائد الإصلاح فيها تعيش حياة كريمة متعدية الخير والعطاء للغير.فهذه المكاسب وهذه الحقائق وهذه النعم وهذه المبادرات هي من حسنات ملك البلاد الذي جعل الشرع ومقتضى العدل حقاً له علينا بالشكر والثناء والدعاء؛ فإن الدعاء لأولياء الأمور شامل لخير الدنيا والآخرة؛ وصاحب الأصل يحرص دائماً على شكر من أجرى الله على يديه وفي ظله النعمة، والأصيل لا ينكر النعمة ولا يستجلب النقمة.