بقلم - الشيخ زياد السعدون:بعض النســـاء لا يفكــــرن بحكمة وعقلانية، فحين تحدث مشكلة بينهن وبين أزواجهن، تراهن يتبعن سياسة حافة الهاوية، والتصعيد وتكبير الأمور وتضخيمها، وفي أغلــب الحالات ينتج عن ذلك مشاكل أكبـر، بل قد تنتهي الحياة الزوجية برمتها، وتحصل الحياة الزوجية على شهادة الوفاة «الطلاق»، وبعض الزوجات يعتقدن أنهن بذلك يستطعن الضغط على أزواجهن، ليحققن لهن ما يردن، بل يظنن، أن العناد يحققن لها ذلك، مع العلم أن بعض النساء قد جربن هذا الأسلوب، مراراً وتكراراً، ولم يحقق لهن شيئاً، إلا اتساع الهوة بينهن وبين أزواجهن، وأن المشاكل تزيد ولا تنقص، وتكبر ولا تصغر، بينما هناك الكثير من النساء جربن عكس هذه الوسائل، وأبرزها الصبر، والحكمة، والحوار الهادئ، وغض الطرف عن بعض الزلات، واستخدام سلاح الأنوثة بكل ما لهذا السلاح من تأثير، فكلما كانت المرأة شديدةً عنيدة، كانت أبعد عن قلب الزوج وعقله، وكلما كانت هادئة مطيعة رفيقة، كانت أملك لقلب وعقل زوجها، ولهذا يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه»، فكلما زاد الضغط على الزوج، وزاد العتاب العنيف، يبدأ القلب يتقلب، والعقل يفكر، وأقولها بصراحة، ومن خلال مشاكل الناس التي تمر عليّ، كم من امرأة كانت سبباً في انحراف زوجها، فما أن تحدث مشكلة، وتغضب من زوجها، حتــى تعاقبه، بمنعه حقه في الفراش، فإذا كان الزوج ضعيف الإيمان، وفي دينه رقة، فلا دين يمنع ولا أخلاق تردع، فما الذي يمنعه من الحرام، خاصة إذا كان الحرام أقرب إليه من شراك نعله، فالغضب والصراخ والزعل، لن يحل مشكلة ولا يقدم بديلاً، ومن أجل هذا، أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن من النساء من أهل الجنة «العؤود» وهي المرأة التي يظلمها زوجها ولما يحل الليل تأخذ بيده، وتقول «لا أذوق غمضاً حتى ترضى»، فمتى تملك المرأة عقل وقلب زوجها، حينها تطمئن أنه لن يفكر بغيرها، أما إذا ملأت قلبه غيظاً، وعقله هماً، فلا تأمن تبدل حاله.