عواصم - (وكالات): شهد قطاع غزة أمس يوماً دامياً سقط خلاله نحو 100 شهيد فلسطيني ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الثالث عشر على التوالي، بينهم 62 شخصاً غالبيتهم من النساء والأطفال، سقطوا بمجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال في حي الشجاعية شرق القطاع، في حين مني الجيش الإسرائيلي بضربة قاسية حيث سقط له 13 قتيلاً من لواء غولاني الشهير بنيران كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس التي أعلنت في وقت لاحق، أسر جندي إسرائيلي يدعى شاؤول آرون وذكرت رقمه العسكري. وارتفع بذلك العدد الإجمالي للشهداء الفلسطينيين منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 8 يوليو الجاري إلى 440 شهيداً بينهم 112 طفلاً و41 سيدة و25 مسناً، وأكثر من 3 آلاف جريح، في عملية عسكرية عرفت إعلامياً باسم «الجرف الصامد».وسقط غالبية الشهداء في حي الشجاعية شرق غزة والقريب من الحدود مع الأراضي المحتلة، حيث استشهد 62 شخصاً في القصف الكثيف الذي بدأ منتصف ليل أمس الأول والذي يعد الأكثر دموية منذ عملية الرصاص المصبوب في أواخر عام 2008.وأصيب أيضاً 250 شخصاً في الشجاعية. من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أن 13 جندياً إسرائيلياً قتلوا وأصيب 60 في قطاع غزة، بحسبما أعلنت متحدثة عسكرية.وقالت المتحدثة «قتل 13 جندياً من لواء غولاني للمشاة» في إطار العملية الجارية في قطاع غزة. وأعلنت كتائب القسام في وقت سابق أنها قتلت 14 جندياً إسرائيلياً في «كمين شرق التفاح» شرق غزة، وقالت أمس إنها قتلت جنديين إسرائيليين على الحدود الشرقية لوسط قطاع غزة، و»قنصت» جندياً آخر شمال القطاع وفقاً لبيانات صحافية.وبهذا يرتفع عدد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي منذ بدء العملية البرية ضد قطاع غزة مساء الخميس الماضي إلى 18 جندياً.ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس مجلس الأمن إلى عقد جلسة طارئة من أجل تحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. واتهم الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إسرائيل «بارتكاب جريمة حرب ضد المدنيين» في حي الشجاعية بغزة، داعياً إلى «الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين»، مؤكداً أن «اسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الرهيبة». ودانت حكومة الوفاق الوطنية الفلسطينية في بيان ما حصل في الشجاعية ووصفته بأنه «جريمة حرب» تستدعي التدخل الدولي العاجل. وجددت الحكومة الفلسطينية «مطالبتها للمجتمع الدولي للتحرك بسرعة لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني». كما دانت الرئاسة الفلسطينية في بيان نشرته وكالة وفا الرسمية للأنباء «المجزرة الجديدة التي ارتكبتها الحكومة الإسرائيلية فجر أمس في حي الشجاعية شرق مدينة غزة». من جانبه دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من الدوحة، إسرائيل إلى تجنب سقوط مدنيين خلال حملتها العسكرية على غزة. ومن المقرر أن يزور بان كي مون الكويت والقاهرة والقدس ورام الله وعمان، في محاولة لوقف إطلاق النار بالقطاع. وكانت إسرائيل وافقت على هدنة إنسانية لساعتين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة بطلب من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ثم عادت ومددتها لساعتين أخريين بحسب الجيش الإسرائيلي. وبعد الإعلان عن الهدنة، توجهت أجهزة الطوارىء لإخلاء القتلى والجرحى والأشخاص المذعورين الذين بقوا داخل الحي بعد ليلة من قصف الدبابات الإسرائيلية الذي لم يتوقف. وتناثرت الجثث في الشوارع، وكان بعضها محترقاً لدرجة تجعل من الصعب التعرف على أصحابها.من ناحيته ألقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اللوم على حركة حماس في استمرار النزاع في قطاع غزة، مؤكداً أنها ترفض جميع الجهود لوقف إطلاق النار.وقال كيري لتلفزيون اي بي سي «عرض عليهم وقف إطلاق النار إلا أنهم رفضوه»، مشيراً إلى أن حماس رفضت «بتعنت» جهود وقف النزاع «برغم أن مصر وآخرين دعوا إلى وقف إطلاق النار». وقال إن حماس تسببت بذلك في «مزيد من التحركات» من قبل الإسرائيليين لوقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على الأراضي المحتلة. وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في بيان أن عدد النازحين الذين لجأوا إلى المراكز التابعة لها في قطاع غزة وصل إلى 81 ألف نازح ويتم إيواؤهم في 61 مدرسة.وأمام ردود الفعل والتظاهرات المنددة بسقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين من الفلسطينيين في غزة قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يحظى بدعم عالمي «كبير للغاية» في العملية العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة.وأضاف نتنياهو «نحن نقوم بعملية معقدة ومكثفة وعميقة داخل قطاع غزة، وهي تحظى بدعم دولي. وهذا الدعم من قبل المجتمع الدولي للعملية التي يقوم بها الجيش كبير للغاية». وبحسب نتنياهو فإن إسرائيل كسبت «الشرعية الدولية» لعمليتها العسكرية ضد قطاع غزة بعد قبولها لمقترح هدنة تقدمت به مصر ورفضته حماس.من جهته قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعالون الذي شارك في المؤتمر الصحافي إلى جانب نتنياهو إن عملية تدمير الأنفاق بين قطاع غزة وإسرائيل ستنتهي سريعاً. وفي وقت سابق، قال نتنياهو في مقابلة مع شبكة «سي ان ان» إن العملية التي تستهدف تدمير شبكة الأنفاق التي يستخدمها المسلحون الفلسطينيون في غزة قد تنتهي «سريعاً نسبياً». وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان صباح أمس «توسيع المرحلة البرية من عملية الجرف الصامد مع انضمام قوات إضافية إلى الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب في قطاع غزة وخلق واقع يمكن للسكان الإسرائيليين أن يعيشوا فيه بأمن وأمان».وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين إسرائيليين آخرين في مواجهات داخل قطاع غزة وحوله. وقال إن بار راهاف قتل بصاروخ مضاد للدبابات بينما قتل بنايا روبيل في تبادل لإطلاق النار.دبلوماسياً وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الدوحة لإجراء مباحثات مع رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل تتركز حول التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.من جانبه قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن على الولايات المتحدة -حليفته في الحلف الأطلسي- أن «تنتقد نفسها» بعد أن وصفت تصريحاته بشأن الهجوم الإسرائيلي على غزة بأنها «مسيئة». ويثير العدد المتزايد للأطفال الذين يستشهدون في غزة في المعارك بين إسرائيل وحركة حماس قلق الأسرة الدولية التي تسعى لحماية القاصرين العالقين في دوامة العنف.وحثت مجموعة من المؤسسات الحقوقية الدولية والفلسطينية على التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، مشيرة إلى ارتفاع عدد القتلى من الأطفال.
عشرات الشهداء الفلسطينيين في مجزرة إسرائيلية مروعة بالشجاعية
21 يوليو 2014