يا بني: إني لك ناصح أمين، فاقبل ما ألقيه عليك من النصائح، واعمل به بينك وبين إخوانك، وبينك وبين نفسك. فإنك إذا لم تعمل بنصيحتي في خلوتك، فقلما تحافظ عليها بين إخوانك.يا بني: لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المسلم شراً، وأنت تجد لها في الخير محملاً، قال تعالى: ?يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم? [الحجرات:12].يا بني: إذا تعرض أحدهم لأخيك، فبادر إلى الدفاع عنه، والذب عن عرضه، والانتصار له، قال صلى الله عليه وسلم: (من ذب عن عرض أخيه بالغيبة، كان حقاً على الله أن يعتقه من النار)[صحيح الجامع]. وقال صلى الله عليه وسلم: (ما من امرئٍ يخذل امرأً مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته، وما من أحد ينصر مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته) [صحيح الجامع].يا بني: إذا بدرت من أخيك هفوة أو زلة فبادر إلى العفو والصفح، وما أجمل مقابلة ذلك بالإحسان، قال تعالى: (الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) [آل عمران:134].يا بني: خليلك أقرب الناس إليك، وهو أهل الوفاء عندك، فلا تتردد من اصطناع المعروف إليه بقضاء حاجاته وإعانته بما تملك، مع مشاركته في الأفراح والأتراح، قال صلى الله عليه وسلم: (أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً، ومن كف غضبه، ستر الله عورته، ومن كظم غيظاً، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل، كما يفسد الخل العسل) [صحيح الجامع].