عواصم - (وكالات): يواصل الجيش الإسرائيلي لليوم الخامس عشر على التوالي عدوانه العسكري ضد قطاع غزة الذي استشهد فيه 633 فلسطينياً وأصيب أكثر من 3752، بينما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى «وقف القتال»، فيما قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن المبادرة المصرية هي الإطار لأي وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و»حماس» في غزة. وبعد زيارته إلى مصر، وصل بان كي مون إلى تل أبيب حيث دعا إلى وقف القتال في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ووصف بان إطلاق صواريخ فلسطينية على الأراضي المحتلة «بالصادم»، مؤكداً بأن على الدول «التزاماً دولياً بحماية» مواطنيها.وأضاف بان أن «موقف الأمم المتحدة واضح، نحن ندين بشدة إطلاق الصواريخ، يجب أن تتوقف على الفور».ولكنه أكد في ذات الوقت أن على إسرائيل ممارسة «أقصى درجات ضبط النفس». بينما اعتبر نتنياهو أن على العالم أن يحمل حركة حماس مسؤولية بدء دوامة العنف لرفضها مبادرة التهدئة المصرية الأسبوع الماضي. وقال نتنياهو «يجب أن يأخذ المجتمع الدولي موقفاً واضحاً وأن يحمل حماس مسؤولية رفضها المتواصل لاقتراحات التهدئة ولبدء وتطويل هذا الصراع». واعتبر نتنياهو أن حماس ليست مذنبة بمهاجمة المواطنين الإسرائيليين فحسب بل أيضاً «باستغلال المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية وتعريضهم للأذى بشكل متعمد». وفي القاهرة، دعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حركة حماس إلى قبول وقف إطلاق النار والتعامل مع المبادرة المصرية على أنها «إطار» لوقف الحرب في غزة. وكان كيري يتحدث عقب لقاء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي طرحت بلاده الأسبوع الماضي مبادرة لوقف إطلاق النار قبلتها إسرائيل ورفضتها حماس.وأعرب كيري مجدداً عن دعمه للمبادرة التي اعتبرها «إطاراً» لإنهاء المواجهات المستمرة منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية. وفي وقت لاحق، قال القيادي في حركة فتح عزام الأحمد في القاهرة اليوم إن القيادة الفلسطينية اقترحت على مصر خطة لوقف إطلاق النار في غزة تليها مفاوضات على مدى 5 أيام لوقف القتال بين الفلسطينيين والإسرائيليين. واستشهد أكثر من 30 فلسطينياً أمس فقط في الغارات الإسرائيلية والقصف المدفعي على القطاع.صعدت إسرائيل لهجتها بشكل غير مسبوق بعد بدء عدوانها البري على قطاع غزة وبات مسؤولوها يكررون القول بأنهم لن يقبلوا بوقف لإطلاق النار قبل تركيع حركة حماس وإخضاعها.وقالت وزيرة العدل تسيبي ليفني التي تعتبر من الحمائم في حكومة نتنياهو «لن يكون هناك وقف لإطلاق النار قبل الانتهاء من تدمير هذه الأنفاق وهو أحد أهداف العملية».وتمت تعبئة 60 ألف جندي احتياطي لاستخدامهم في حال توسع الحملة العسكرية وهم ينتشرون حول القطاع.وقال وزير الاقتصاد الإسرائيلي والضابط السابق نفتالي بنيت «ندفع ثمناً غالياً ولن نقبل بعدم إنجاز العمل كاملاً». واستشهد أكثر من 620 فلسطينياً منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية التي عرفت إعلامياً باسم «الجرف الصامد» في يوليو الجاري، بينما تواصل قوات الإسعاف والطوارئ في القطاع انتشال جثث المزيد من الفلسطينيين الذين استشهدوا تحت ركام المنازل، وخصوصاً في حي الشجاعية الذي شهد يوماً دامياً الأحد الماضي.وفي الجانب الإسرائيلي قتل 27 جندياً إسرائيلياً منذ بداية الهجوم البري، وهي أكبر خسارة يتكبدها الجيش الإسرائيلي منذ حرب يوليو 2006 مع «حزب الله» اللبنــاني. وقتل مدنيان إسرائيليان جراء إصابتهما بشظايا صواريخ أطلقت من غزة. وأعلن الجيش أمس أن بين الجنود القتلى الجندي الإسرائيلي الذي أعلنت حركة حماس أنها خطفته في غزة، موضحاً أنه لم يتمكن بعد من التعرف على جثته التي قال إن جزءاً منها مازال لدى حماس.وقال الجيش في بيان إن «السرجنت اورون شاؤول الجندي في لواء غولاني ويبلغ من العمر 21 عاماً، هو الجندي الذي لم تنته إجراءات التعرف على جثته».وبحسب الجيش، أطلق أكثر من ألفي صاروخ على الأراضي المحتلة منذ بدء العملية، سقط 1600 منها في الأراضي المحتلة بينما تمكن نظام القبة الحديدية من اعتراض 396. وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» أن إحدى مدارسها في غزة التي تؤوي نازحين فلسطينيين تعرضت لقصف إسرائيلي.وقال المسؤول إن فريقاً من الأمم المتحدة كان في المدرسة الواقعة في مخيم المغازي وسط القطاع، عندما أصيب المبنى بقذائف مدفعية. وأضاف أن الفريق كان يتفقد، وبموافقة إسرائيلية، أضراراً وقعت في المدرسة، عندما استؤنف القصف المدفعي الإسرائيلي على المبنى.وطرحت القاهرة مبادرة للتهدئة وافقت عليها إسرائيل ورفضتها حماس مشترطة لوقف إطلاق النار رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 2006 وفتح الحدود مع مصر والإفراج عن عشرات المعتقلين.والعدوان هو الخامس منذ الانسحاب الإسرائيلي الأحادي من قطاع غزة في 2005. من ناحية أخرى، أخلت قناة الجزيرة القطرية مكتبها في قطاع غزة بعد تعرضه لإطلاق نار، وفق ما أعلنت القناة محملة إسرائيل مسؤولية سلامة موظفيها. وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان أن قواته تواصل عملياتها «في حي الشجاعية لأنه يشكل مركزاً للأنشطة الإرهابية فيه». وأضاف البيان أنه «تم استهداف أكثر من 100 هدف في الحي في الساعات الأربع والعشرين الماضية»، مندداً «باستغلال حماس للمدنيين بإطلاقها النار على إسرائيل من المدارس والمستشفيات والمساجد».وذكرت منظمة العفو الدولية أن تواصل القصف على السكان المدنيين ومستشفى «تضاف إلى جرائم حرب محتملة تستدعي فوراً أن تكون موضع تحقيق دولي مستقل». ويتصاعد التوتر في الضفة الغربية أيضاً حيث قتل شاب فلسطيني في وقت متأخر برصاص مستوطن بالقرب من بلدة الرام المحاذية لمدينة القدس في الضفة الغربية. وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن الشاب محمود حاتم شوامرة قتل بعد أن أطلق مستوطن عليه النار إثر قيام شبان كانوا يتظاهرون تضامناً مع غزة، بإلقاء الحجارة عليه. وبدأت دوامة العنف بعد مقتل 3 شبان يهود في الضفة الغربية الشهر الماضي، أعقبه قتل فتى فلسطيني حرقاً في فعل انتقامي في القدس. وزعمت إسرائيل أن حماس هي المسؤولة عن خطف وقتل الشبان الثلاثة. ولم تتبن حماس أو أي فصيل فلسطيني العملية.ووجهت الولايات المتحدة تحذيراً طلبت فيه من رعاياها عدم التوجه إلى الأراضي المحتلة وقطاع غزة والضفة الغربية بسبب التوتر البالغ الذي يسود المنطقة.وأعلنت شركات طيران أمريكية عدة تعليق رحلاتها المتوجهة إلى الأراضي المحتلة بسبب مشاكل أمنية في مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب.وقد علقت «دلتا ايرلاينز» جميع رحلاتها إلى الأراضي المحتلة حتى إشعار آخر، بسبب التوتر في المنطقة «لضمان سلامة ركابها وموظفيها». وألغت شركتا «يو اس ايرويز» و»يونايتد ايرلاينز» رحلاتهما إلى تل أبيب وبالعكس.وعلى الإثر أعلن اتحاد الطيران الأمريكي حظر توجه الطائرات الأمريكية إلى ومن الأراضي المحتلة لمدة 24 ساعة. من جهته، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنه توقف عن التحدث مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما هاتفياً مع تزايد التوتر بين أنقرة وواشنطن بسبب الأزمة في سوريا والنزاع في غزة. وقال أردوغان في مقابلة تم بثها مباشرة على تلفزيون ايه تي في الحكومي «في الماضي كنت أتصل بأوباما مباشرة، ولأنني لا أتوقع الحصول على النتائج المتوقعة بشأن سوريا، فإن وزيري خارجيتنا يتحدثان الآن مع بعضهما». في الوقت ذاته، دان مجلس النواب الأردني في بيان «الاعتداء الوحشي العنصري» الذي تشنه إسرائيل ضد قطاع غزة، مؤكداً أنه «أبشع عملية قتل جماعية».وقال المجلس إن «أهلنا في قطاع غزة يتعرضون لأبشع عملية قتل جماعية يمارسها الاحتلال العنصري الإسرائيلي» محذراً من «تداعيات الصمت الدولي إزاء ما يحدث داخل قطاع غزة والكارثة الإنسانية المستمرة هناك».في شأن متصل، يتوقع أن تنظم تظاهرة جديدة مؤيدة للفلسطينيين في باريس وسط إجراءات أمنية مشددة بعد منع الحكومة الاشتراكية لتظاهرتين نهاية الأسبوع الماضي تحولتا إلى أعمال شغب تخللتها تصرفات اعتبرتها الحكومة معادية للسامية. وأجازت السلطة تنظيم التظاهرة. ويتوقع أن تنظم تظاهرات في مدن كبرى فرنسية أخرى على أن تنظم تظاهرة السبت المقبل في باريس.وكانت الحكومة منعت تظاهرتين في باريس وسارسيل بضاحية باريس احتجاجاً على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة لعدم «الإخلال بالأمن العام» ما أثار جدلاً حول حرية التعبير في فرنسا.