أن نسعى إلى تغيير عادات غيرنا من الناس أمر لا جدوي منه ولا يجدي نفعاً بالمرة، بل يكون العكس نضيع حياتنا في المحاولة وبذل الوقت لذلك، وكثير منا يقضي كل وقته في محاولة تغيير من حوله، لأنه يعتقد أن بإمكانه أن يغير بحيث يصبح أكثر إستعداداً لإسعادنا، وينسى ساعي التغيير أن عليه أن يبدأ من داخله أي من نفسه بحيث يكون هو من يتغير وليس الآخرين لأن الإنسان يملك شأنه ولا يملك شأن الآخر، فالشخص إذا استطاع أن يغير جزءاً من شخصيته أو بعض تصرفاته السلبية والتصرفات التي قد تزعج الآخرين قد يجعلهم يعيدون النظر في تصرفاتهم هم أيضاً. ومن يعانون هذه المشكلة كثيرون ونراهم في حياتنا الاجتماعية والتعامل مع الآخرين، وهنا أحببت أن أنقل لكم صورة من واقع الحياة ومن تجربة شخصية أعايشها من هذه النماذج التي تحدثت عنها وهي معاناة إنسانة قريبة مني، وأوجه الصعوبة البالغة معها في أن أقنعها بأن تتقبل الناس كما هم ولا يجب عليها أن تغيرهم أو أن تعيش في كابوس التغيير الذي يستحيل أن يحدث وخاصة إذا كان الشخص كبيراً في السن، وتكمن المشكلة في أن من تحاول هي تغييرها هي والدتها أي أقرب الناس إليها وهذا من أصعب المواقف التي قد تمر على الإنسان، تقول إنها صعبة جداً في أن يتقبلها أي إنسان وأنا أتلمس ألمها وأحس ما تشعر به تجاه والدتها، هي بدينها وعقلها وثقافتها الواعية كونها إنسانة متعلمة، في حين أن الجانب الآخر غير ذلك بالطبع، حيث والدتها أمرأة أمية وتنتمي إلى البيئة البدوية المعروفة بتمسك أهلها بعاداتهم وتقاليدهم، لذا أقول لك ذلك أخي وأختي العزيزين بألا تحاولوا تغيير الحقيقة والأصل الذي خلقنا الله سبحانه وتعالى عليه.صالح بن علي
الطريق للسعادة
27 يوليو 2014