كتبت - عايدة البلوشي: إذا كانت بالأمس بسيطة، فهي اليوم مختلفة، نظراً لارتفاع ثمنها، وتفنن الناس في عرضها. إنها «عيدية» العيد التي تشكل باعتراف الآباء والأمهات مصدر ضغط جديد على الميزانية. تقول آمنة محمد: في الحقيقة العيدية اختلفت كثيراً عن السابق، ففي السابق -أيامنا- كان بسيطة جداً وهي عبارة عن خردة، أما اليوم تكون في الغالب نقوداً ورقية وتقدم بأشكال وألوان، حيث يمكن تقديمها بقطعة حلوى أو يمكن أن توضع في بطاقة صغيرة أو أيضاً توضع في علبة صغيرة عليها اسم الولد وهكذا، وكأن الأسرة تتسابق من يقدم عيدية بشكل أفضل وأرقى، هذا بالفعل ما ألمسه حالياً وكما يقال حشر مع الناس عيد، فأنا أيضاً أقوم بتقديم العيدية بطرق مختلفة ففي هذا العام سأضع مع النقود قطعة شوكولاتة. وتؤكد سمية عبدالله أن الزمن اختلف اليوم، «لا نستطيع ترك الأطفال في الشارع يعيدون رغم أنها عادة جميلة، رغم ذلك يمكن بأن ترافقهم الخادمة، وأيضاً من مظاهر اختلاف العيدية اليوم أصبحت مقتصرة في بيت العائلة بين الأهل والأصدقاء ولا تتسع إلى دائرة الجيران أو الشارع، حيث البعض لا يحبذها، وهو يعتمد على المنطقة». وتضيف: على سبيل المثال عندما كنت في المحرق كان أطفالي يخرجون للعيدية في البيوت القريبة، أما الآن بعدما انتقلنا إلى مدينة عيسى لا أفضل ذلك لأن المنطقة بالنسبة لي جديدة ولا أعرف أحداً، لذلك تقتصر العيدية بين الأهل فقط. وترى مريم جمعة أنه «لا أحلى من البساطة، فمنذ سنوات طويلة وعيدية الأحفاد عبارة عن نقود خمسة دنانير للكبار، ودينارين للصغار، ولا أفضل بأن أبالغ فيها كأن أضعها في شكل أو صندوق أو إلخ..، فالبساطة عنوان العيدية والفرحة تكتمل لدى الصغار بهذه العيدية». وتضيف: لا داعي لأن أكلف على نفسي عناءً بأن أضخمها رغم أن هناك كثيراً من الأمهات يجرون خلف الموضة ويفضلون تقديم العيدية بأشكال. وتجد منال عبدالرحمن أن العيدية في السنوات الأخيرة بدأت تكلف وتؤثر على ميزانية الأسرة، فعلى سبيل المثال أقوم بتخصيص ميزانية للعيدية قبل العيد، حيث إنه من الضروري تقديم العيدية لجميع أطفال أهلي وأهل زوجي علاوة عن ذلك تقديمها بالشكل المميز، حيث لدينا في العائلة لابد تقديم العيدية كل سنة بطريقة مميزة ومبتكرة، ففي هذه السنة قمت بلف النقود الورقية ووضع شريطة عليها. وتواصل: إن هذه الأشكال والطرق المبتكرة في كل سنة تثقل كاهل الأسرة، حيث لا يمكن تقديمها (نقود) فقط كعيدية، لأننا في الواقع في الأسرة نعيش حالة سابق مع الأهل وكل أسرة تريد تقديم عيدية بشكل جديد ومميز، وهكذا بالنسبة للقرقاعون وهو في الحقيقة نوع من المبالغة، خاصة مع أهل زوجي ولكنها فرضت علي.