بغداد - (وكالات): دعا وزراء الخارجية العرب إلى البدء في تنفيذ خطة السلام المدعومة من الأمم المتحدة بشأن سوريا بعد أن وافق الرئيس بشار الأسد على الاقتراح الذي يدعو إلى إنهاء العنف لكنه لا يطالب الزعيم السوري بالتنحي. ومن المتوقع أن يصدق الزعماء العرب في بغداد خلال اجتماع القمة العربية على اقتراح من 6 نقاط من كوفي عنان المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية والذي يسعى إلى وقف لإطلاق النار وإجراء حوار سياسي فيما أطلق عليه العراق «الفرصة الأخيرة» لسوريا. ويدعو اقتراح عنان إلى سحب الأسلحة الثقيلة والقوات من التجمعات السكنية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية والإفراج عن السجناء وحرية الحركة للصحفيين والسماح بدخولهم البلاد. لكنه لا يذكر شيئاً بشأن تنحي الأسد عن السلطة. وتخلت دول عربية عن اقتراحها الأولي الذي كان يطالب الأسد بالتنحي بعد أن استخدمت روسيا والصين حق النقض «الفيتو» ضد قرارين يدينان الأسد. وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن قبول سوريا الخطة خطوة مهمة وإن هذه هي الفرصة الأخيرة لسوريا ولابد من تنفيذها على الأرض.وأضاف في مؤتمر صحافي عقب اجتماع وزراء الخارجية العرب عشية انعقاد القمة إن «الجامعة العربية ستبحث خطة عنان لكنها لن تقبل أي تدخل أجنبي في سوريا».وقال إن «المبادرة العربية واضحة ولم تطالب بالتنحي، نحن أيضاً لم نطالب بالتنحي ولا القرار القادم في هذا الاتجاه». وأضاف «لم تكن هناك أي دعوة من قبل الجامعة العربية لأي رئيس بالتنحي، وهذا أمر يخص الشعب السوري الذي عليه أن يقرر ويختار وينتخب قادته». في موازاة ذلك، أكد زيباري أن وزراء الخارجية لم يناقشوا مسألة تسليح المعارضة السورية، موضحاً «لم نطرح إطلاقاً هذا الموضوع». وتابع أن أزمة سوريا «أصبحت بيد الأمم المتحدة ومجلس الأمن»، مشيراً إلى أنه «لا يمكن أن نقف على الحياد أمام العنف والقتل اليومي وسفك الدماء».وفي افتتاح اجتماع أمس الذي حضره نحو 17 وزير خارجية وفقاً لزيباري، أكد الوزير العراقي على دعم «التطلعات والمطالب المشروعة للشعب السوري في الحرية والديمقراطية وحقه في رسم مستقبله واختيار حكامه». ويتوقع أن يؤكد «إعلان بغداد» الذي سيصدر عن القمة اليوم «التمسك بالحل السياسي والحوار الوطني ورفض التدخل الأجنبي في الأزمة السورية حفاظاً على وحدة سوريا وسلامة شعبها». ويشدد الإعلان على دعم مهمة مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة كوفي عنان. أما نص مشروع القرار الخاص بسوريا الذي ناقشه وزراء الخارجية اليوم، فيشير إلى أن «القمة العربية ستحمل السلطات السورية مسؤولية العنف وستدعو في الوقت ذاته إلى حوار بين الحكومة والمعارضة». في موازاة ذلك، أعلنت الحكومة العراقية أنها «ستقترح في اجتماعات القمة العربية نقل صلاحيات التفاوض مع الداخل والخارج حول إجراء انتخابات وإطلاق الحريات في سوريا إلى شخصية يتوافق عليها النظام والمعارضة».وإلى جانب موضوع سوريا، تطالب مشاريع قرارات أخرى الولايات المتحدة «بعدم استخدام حق النقض في مجلس الأمن ضد القرار العربي لمطالبة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة للاعتراف وقبول انضمام دولة فلسطين للأسرة الدولية». وسترفع إلى القمة أيضاً مشاريع قرارات حول الجولان السوري المحتل وحول «التضامن مع لبنان» وتطورات الوضع في الصومال واليمن و»الإرهاب الدولي وسبل مكافحته» و»مشروع النظام الأساسي للبرلمان العربي». ويؤكد «إعلان بغداد» على «تسوية الخلافات العربية بالحوار الهادف البناء وبالوسائل السلمية والعمل على تعزيز العلاقات العربية العربية». ورأى زيباري في افتتاح اجتماع الوزراء العرب الذي استمر 5 ساعات وانعقد في قاعة القدس بالقصر الجمهوري في المنطقة الخضراء المحصنة أن «انعقاد قمة بغداد يؤشر إلى بداية مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة العربية». واعتبر أن «استضافة بغداد لأعمال القمة للمرة الأولى منذ 1990 رسالة لعودة العراق إلى محيطه العربي والإقليمي واندماجه في منظومة العمل العربي بعد سنوات طويلة من العزلة».وشدد زيباري على أن «العراق الذي يشهد أعمال عنف متواصلة منذ 2009 سعيد بمستوى الحضور العربي إلى القمة، مشيراً إلى أن 11 زعيم دولة عربية بينهم الرئيس العراقي جلال طالباني الذي سيكون أول رئيس كردي يقود القمة العربية، سيحضرون الاجتماع غداً». ووصل إلى بغداد حتى الآن رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، والرئيس السوداني عمر البشير الذي يواجه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والرئيس التونسي منصف المرزوقي، والرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد، ورئيس اتحاد جزر القمر إكليل ظنين. ومن المتوقع أن يصل إلى بغداد خلال الساعات المقبلة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح والرئيس اللبناني ميشال سليمان وزعماء آخرين.من جهته، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في بغداد إن الأولوية هي إنهاء العنف في سوريا. وأضاف أن الوزراء العرب يدعمون اقتراح عنان.من جهته، قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح إنهم يأملون أن يستجيب السوريون للقرارات العربية والدولية وأن يستجيبوا لصوت العقل ويوقفوا إراقة الدماء. وأضاف أن الوضع الآن يجعل وقف إطلاق النار ضرورياً.
International
العرب يدعمون خطة عنان ويرفضون التدخل الأجنبي في سوريا
15 أبريل 2012