أكد جلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية اعتزازه بروابط الأخوة والتفاهم، التي تجمعه بقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والشراكة المتميزة التي تجمع المغرب ببلدان مجلس التعاون. وقال الملك محمد السادس في خطابه أمس بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخامسة عشرة لجلوسه على العرش إن الوضع الذي تشهده عدد من الدول العربية لكارثي ويبعث على الحسرة والانشغال العميق، مشيراً إلى أن الأزمة بكل من سوريا والعراق، ليست إلا تجسيدًا لهذا الوضع الخطير، الذي تغذيه السياسات الإقصائية والصراعات المذهبية والطائفية، وهو ما يؤدي إلى مضاعفة حجم المأساة الإنسانية، التي يعانيها شعبا هذين البلدين، مبيناً أن الأمر لا يتعلق بأزمة إقليمية فقط، وإنما بمستنقع خصب لقوى التطرف والإرهاب الأكثر عنفًا، والأكثر تهديداً لأمن البلدان العربية، بل للأمن والاستقرار عبر العالم.وأضاف: ما أحوجنا اليوم، إلى منظمة عربية متكاملة ومندمجة اقتصاديًا، وموحدة ومنسجمة سياسيًا، تجعل من عالمنا العربي قطباً جيو-سياسيًا وازنًا في العلاقات الدولية، قادرًا على الدفاع عن القضايا العربية المصيرية. من جانب آخر جدد الملك محمد السادس إدانته القوية للعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، مؤكداً دعمه لجميع المبادرات الدولية البناءة، من أجل التوصل إلى سلام عادل ودائم، على أساس حل الدولتين.وجدد العاهل المغربي رغبته الراسخة في بناء اتحاد مغاربي قوي عماده علاقات ثنائية متينة ومشاريع اقتصادية اندماجية، وقال «نجدد إرادتنا الراسخة في بناء اتحاد قوي، عماده علاقات ثنائية متينة، ومشاريع اقتصادية اندماجية، إننا نؤمن بأن الخلاف ليس قدراً محتوماً وهو أمر طبيعي في كل التجمعات فالاتحاد الأوروبي مثلاً، كان ولايزال يعرف بعض الخلافات بين أعضائه إلا أنها لا تصل حد القطيعة غير أن ما يبعث على الأسف هو التمادي في الخلاف لتعطيل مسيرة الاتحاد المغاربي».وجدد العاهل المغربي الدعوة كذلك إلى ضرورة التصدي الجماعي للتنظيمات الإرهابية أمام تزايد التهديدات الأمنية، وخاصة بمنطقة الساحل والصحراء.وبخصوص علاقات المغرب مع أفريقيا، جدد الملك محمد السادس الالتزام بنهج سياسة متناسقة ومتكاملة، تجاه البلدان الأفريقية، ترتكز على الاستثمار المشترك للثروات، والنهوض بالتنمية البشرية، وتعزيز التعاون الاقتصادي.وأكد التزامه بالتعاون الثلاثي والمتعدد الأطراف من أجل شراكات متوازنة وذات النفع المتبادل، مع دول الشمال.وفي ما يتعلق بعلاقات المغرب مع أوروبا أكد أن الوضع المتقدم، الذي يجمع بين المغرب والاتحاد الأوروبي، يشكل مرحلة مهمة في طريق توطيد شراكة مغربية أوروبية منصفة ومتوازنة، مبرزاً أن المغرب يولي أهمية كبرى لنجاح المفاوضات الجارية، من أجل التوصل إلى اتفاق للتبادل الحر شامل وعميق، كإطار للتقارب أكثر بين المغرب وأوروبا، ولإدماج الاقتصاد المغربي في السوق الداخلي الأوروبي.وفي إطار العلاقات التي تربط المغرب بالولايات المتحدة الأمريكية، أكد الملك محمد السادس التزامه بتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، ولا سيما من خلال إيجاد آليات جديدة لدعم اتفاق التبادل الحر، ومواصلة الحوار الاستراتيجي.وبشأن الوضع الداخلي أكد العاهل المغربي مواصلة الالتزام بمبادرة تخويل الأقاليم الصحراوية حكمًا ذاتيًا، «طبقاً للمبادرة المغربية التي أكد مجلس الأمن، مرة أخرى، في قراره الأخير جديتها ومصداقيتها».وقال إن النموذج التنموي المغربي، «بلغ درجة من النضج، تؤهلنا لاعتماد معايير متقدمة وأكثر دقة، لتحديد جدوى السياسات العمومية، والوقوف على درجة تأثيرها الملموس على حياة المواطنين».وفي إطار التكامل والانسجام بين السياسة الداخلية والخارجية لبلاده، قال العاهل المغربي «إننا نعمل على حسن استثمار تطور نموذجنا الديمقراطي والتنموي، من أجل تعزيز صورة ومكانة المغرب على الساحة الدولية، والدفاع عن مصالحه العليا، وقضاياه العادلة».
العاهل المغربي: شراكة متميزة تجمعنا ببلدان مجلس التعاون
31 يوليو 2014