طرابلس - (وكالات): تجددت أمس المعارك العنيفة بين الميليشيات المتنازعة في محيط مطار العاصمة الليبية طرابلس، حيث تحاول فرق الإطفاء إخماد حريق مشتعل لليوم الخامس على التوالي في مستودع للمحروقات أصيب بقذائف. وأمام التصعيد، عملت دول عدة على إجلاء رعاياها وطواقمها الدبلوماسية. وأعلنت إسبانيا الإجلاء المؤقت لجهازها البشري العامل في السفارة، بينما أعلنت الفلبين أنها ستستأجر عبارات لإجلاء رعاياها البالغ عددهم 13 ألف شخص. وأرسلت اليونان من جهتها سفينة لإجلاء طاقم سفارتها في ليبيا والعشرات من رعاياها، إضافة إلى نحو 15 قبرصياً و80 صينياً ومواطنين من دول أخرى، كما أفاد مصدر مقرب من العملية.وبعد يومين من تهدئة نسبية «شن مقاتلون هجوماً جديداً على المطار مستخدمين أسلحة ثقيلة وخفيفة»، كما أعلن قائد القوة المكلفة بأمن المطار الجيلاني الداهش.ويقاتل هؤلاء إلى جانب ميليشيات مدينة الزنتان غرب طرابلس الذين يحاول المقاتلون الإسلاميون ومقاتلو مدينة مصراتة شرق طرابلس طردهم من المطار منذ 13 يوليو الماضي. وبحسب شهود عيان، فقد سجل وقوع معارك أخرى على طريق المطار وفي الضاحية الغربية للعاصمة. وسمع دوي انفجارات من وسط المدينة. والمعارك في محيط المطار، هي الأعنف في غضون 3 أعوام في طرابلس، أسفرت منذ بدايتها في 13 يوليو الماضي عن سقوط 102 قتيل و452 جريحاً.والمطار مقفل منذ ذلك الحين ولحقت أضرار بعدة طائرات جراء المعارك بين رفاق الأمس الذين قاتلوا معاً طيلة 8 أشهر نظام العقيد معمر القذافي الذي أطيح به وقتل في أكتوبر 2011.والميليشيات الإسلامية ومجموعاتها الحليفة في مصراتة هي التي بدأت المعارك عبر شن هجوم على المطار.ويرى المحللون أن هذه المعارك جزء من صراع نفوذ بين المناطق وكذلك بين تيارات سياسية في بلد غارق في الفوضى، ذلك أن السلطات لم تتوصل بعد إلى السيطرة على عشرات الميليشيات التي تشكلت من ثوار سابقين يفرضون القانون في غياب جيش وشرطة منظمين ومدربين.من جهة أخرى، ينشط رجال الإطفاء في إخماد الحريق في مستودع تخزين للمحروقات يحتوي على أكثر من 90 مليون ليتر من الوقود إضافة إلى خزان للغاز المنزلي. وقد توقفوا عن العمل مراراً بسبب المعارك. وترتفع سحب الدخان الأسود المنبعث من الموقع فوق طريق المطار. وشرق البلاد في بنغازي، كان الوضع هادئاً نسبياً بعد عدة أيام من المعارك التي أوقعت قرابة 100 قتيل وتوصلت في ختامها ميليشيات إسلامية إلى الاستيلاء على أبرز قاعدة عسكرية في المدينة.