كتبت - شيخة العسم: صيام 6 أيام من شهر شوال سنة يقضيها أغلب المسلمين لحديث ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر). وفي البحرين يقضي المسلمون هذه السنة. فيؤكد وليد جاسم -17 سنة- أنه يصوم هذه الأيام في كل عام، «منذ بدأت الصيام لشهر رمضان قبل أربع سنوات، وأنا أتابعه بستة أيام مع والدي وأمي، وبصراحة لا أعرف الكثير عن أسباب صيامه، وحكمه، وفضله سوى أنني عندما أصوم هذه الأيام كأنني صمت طوال أيام عمري، فهي عادة بالنسبة لي». وتعلق جمانه سعد -23 سنة- أصبح الكثير من شبابنا ولله الحمد يقومون بصيام هذه الأيام المباركة ولكنهم يجهلون أحكامها وفضلها، ونسبة بسيطة جداً من يكون ملم بها ويقرأ عن فضلها، وأنا من بين هؤلاء الشباب فكنت أصومة وأقدمه على صيام ديني، إلا أنني عرفت مؤخراً أنه يجب أن أقضي ديني كاملاً بعدها أصوم الست الأيام وليس شرطاً أن تكون متتابعة ويمكن أن تكون متفرقه. وتذكر فجر الدوسري -20 سنة- وهيا النعيمي -20 سنة- فهما تجتهدان ولله الحمد في صيام الستة من شوال، « قمنا هذه السنة بعمل حملة في الواتس أب والتويتر ، لإحياء هذه السنة من خلال ذكر فضائلها وأحكامها ونشرها في شبكات التواصل ، وقد ساعدنا في هذا الأمر مدرسة القرأن بمركز التحفيظ الذي نتردد عليه لحفظ طكتاب الله الكريم، لقد قال عليه الصلاة والسلام (من أحيا سنة من سنتي فعمل بها الناس كان له مثل أجر من عمل بها)، ونرجو أن نكون ممن يعمل بسنة الرسول ويعلم غيره طمعاً بالأجر والثواب». من جانبها تقول طاهرة محمد -53 سنة- الحمدلله أنني مازلت أصوم الستة من شوال ومازال بي قدرة على صومه، وقد علمت أبنائي على صومة ولم يتركوها إلى اليوم، ولكنها متعبه بالنسبة لوالدتي فهي تعدت السبعين من عمرها، إلا أنها تكابر وتريد صومه، وإني أخاف عليها إلا أنها معافاه وليست واجبة عليها بالإضافة إلى كونها مريضة. بالمثل تقول أم جاسم: أبنائي الشباب لا يصومون الستة من شوال رغم صومه أنا ووالدهم، وأخاف كثيراً عليهم أن يضيعوا هذا الأجر العظيم والثواب الكبير، وكل ما يرددونه عندما أنصحهم بصومه أنه «سنة»، وليست واجبة، وهذا الكلام الذي نسمعه على لسان الكثير من الشباب، باتوا يهجرون السنن النبوية بدل إحيائها.. اللهم إهد شبابنا لدينهم. في السياق نفسه تعلق الداعية أم إبراهيم: قال صلى الله عليه وسلم: ( صيام شهر رمضان بعشر أشهر وصيام ستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة)، رواه النسائي وصححه الألباني، ويستحب المبادرة بصيام الست من شوال بحيث يبدأ بها من اليوم الثاني من الشهر ولا حرج في عدم المبادرة فلو أخّرها إلى وسط الشهر أو آخره فلا بـأس، ولا يصوم من كان عليه قضاء من رمضان حتى يُنهي ذلك القضــاء لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال)، وهذا معناه أن صيام الست من شوال إنما يكون بعد إنهاء صوم رمضان كله» .وتضيف أم ابراهيم: الأفضل أن يكون صيام ستة أيام من شوال بعد العيد مباشرة، وأن تكون متتابعة كما نص على ذلك أهل العلم؛ لأن ذلك أبلغ في تحقيق الاتباع الذي جاء في الحديث «ثم أتبعه»، ولأن ذلك من السبق إلى الخير الذي جاءت النصوص بالترغيب فيه والثناء على فاعله، ولأن ذلك من الحزم الذي هو من كمال العبد، فإن الفرص لا ينبغي أن تفوّت، لأن المرء لا يدري ما يعرض له في ثاني الحال وآخر الأمر. وهذا أعني المبادرة بالفعل وانتهاز الفرص ينبغي أن يسير العبد عليه في جميع أموره متى تبين الصواب فيها، ولكن نؤكد أن الأصح قضاء الدين أولاً.