عواصم - (وكالات): ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «عشرات القتلى سقطوا برصاص قوات الأمن السورية خلال عمليات عسكرية في مناطق عدة من البلاد»، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الرئيس السوري بشار الأسد إلى التطبيق «الفوري» لخطة المبعوث الدولي كوفي عنان، بينما أكدت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي أن السلطات السورية تتعمد استهداف الأطفال بطريقة ممنهجة، معبرة عن قلقها العميق على مصير المئات من الأطفال المحتجزين في السجون السورية. في الوقت نفسه، حضت الصين السلطات السورية والمعارضة على الالتزام بخطة عنان، بينما قالت دمشق إنها «لن تتعامل» مع أي مبادرة تصدر عن جامعة الدول العربية التي يعقد وزراء خارجية الدول الأعضاء فيها اجتماعاً في بغداد يتوقع أن تطغى عليه الأزمة السورية. وأسفرت أعمال العنف عن مقتل عشرات القتلى سقط معظمهم في اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في ريف حماة وحلب وإدلب، بحسب المرصد السوري. ودخلت قوات النظام سراقب بالدبابات ونفذت عملية عسكرية واسعة فيها تخللها إطلاق نار وعمليات دهم واعتقالات وإعدامات ميدانية طالت مدنيين ومنشقين، بحسب المرصد وناشطين. وأعلن المجلس الوطني السوري المعارض سراقب في ريف إدلب «مدينة منكوبة»، داعياً إلى «تحرك دولي فوري» لإجبار النظام على «سحب دباباته وإيقافه عملية الإبادة التي يشنها على سكان المدينة». وطالب المجلس في بيان «منظمة الصليب الأحمر الدولية والمنظمات الإنسانية الدولية بتوفير المساعدات العاجلة للمدينة وإخلاء الجرحى ودفن الشهداء»، مشيراً إلى أن عدداً من الجثث «ملقاة في الشوارع منذ يومين». سياسياً، أكدت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي أن السلطات السورية تتعمد استهداف الأطفال بطريقة ممنهجة، معبرة عن قلقها العميق على مصير المئات من الأطفال المحتجزين في السجون السورية. وقالت نافي بيلاي لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إن الرئيس السوري سيحاكم جراء الانتهاكات التي اقترفتها قواته. وأضافت المسؤولة الأممية رداً على سؤال حول مسؤولية الرئيس الأسد عن الانتهاكات «هذا هو الموقف القانوني. فهناك ما يكفي من الأدلة التي تشير إلى أن العديد من الانتهاكات ارتكبت من جانب قوات الأمن التي لابد أنها كانت تأتمر بأرفع المستويات في الدولة السورية. فبوسع الرئيس الأسد إصدار أمر لقواته بالتوقف عن قتل المدنيين، وعندئذ ستتوقف هذه الأعمال فوراً». وتحدثت بيلاي عما وصفته «بالمعاملة المريعة» التي تعرض لها الأطفال أثناء الأزمة التي ما برحت سوريا تمر بها، وقالت «إنهم يستهدفون الأطفال بأعداد كبيرة، فقد احتجزوا وعذبوا المئات منهم. إنه أمر مرعب». وقالت بيلاي إن مرتكبي هذه الانتهاكات سيحاسبون على أفعالهم، وأضافت «لا تسقط هذه الجرائم بالتقادم، فالأسد وغيره قد يتمكنون من الإفلات لمدد طويلة ولكنهم سيواجهون العدالة يوماً ما». من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الرئيس السوري بشار الأسد إلى التطبيق «الفوري» لخطة الأمم المتحدة التي تتضمن 6 نقاط. وقال خلال مؤتمر صحافي في الكويت «أناشد الرئيس الأسد تنفيذ تعهداته فوراً ليس هناك وقت لنضيّعه». ودعت الصين الحكومة السورية والمعارضة إلى احترام «التزاماتهما» في إطار خطة المبعوث الدولي كوفي عنان إلى سوريا لحل الأزمة. من جهتها، دعت موسكو المعارضة السورية إلى «أن تحذو حذو دمشق» وتوافق «بوضوح» على خطة التسوية السلمية التي اقترحها المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان والتي اعرب نظام الرئيس السوري بشار الأسد عن تأييدها. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن موافقة سوريا على خطة عنان للسلام يحب أن تقترن بـ»أفعال فورية» مثل وقف إطلاق النار. ودعا وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي سوريا إلى تطبيق سريع لخطة موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان، مؤكداً أنه سيحكم على أفعال دمشق وليس على أقوالها. وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في برلين «يدعم مجلس الأمن الدولي خطة عنان التي تأتي في ست نقاط. إنها مدعومة من ألمانيا». وفي بغداد، يناقش وزراء خارجية الدول العربية، مشروع قرار حول سوريا يدعو الحكومة السورية إلى «الوقف الفوري لكافة أعمال العنف والقتل» ويدعو في الوقت نفسه إلى حوار بين الحكومة والمعارضة للخروج من الأزمة في سوريا. كما يطالب مشروع القرار المعارضة بـ»توحيد صفوفها»، متهماً السلطات السورية بارتكاب «جريمة ضد الإنسانية» في بابا عمرو في حمص. غير أن المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي أكد أن السلطات السورية «لن تتعامل» مع أي مبادرة تصدر عن جامعة الدول العربية. إلى ذلك، طرح أمام مجلس الشيوخ الأمريكي قرار له صفة رمزية يرمي إلى إدانة العنف الذي يرتكبه نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتزويد المعارضة السورية بالسلاح.