طالب مواطنون، وزارتي «التنمية» والثقافة والمؤسسة العامة للشباب والرياضة، بتوفير مزيد من الأنشطة الصيفية تشمل كافة المناطق والمحافظات، وتراعي مختلف الأعمار!، مقترحين توفير محلات لألعاب الأطفال تناسب ميزانيات الأسر محدودة الدخل، تكون بديلاً لمحلات الألعاب التي تثقل كواهلهم!. وأكد المواطنون لـ «الوطن» أن كثيراً من الأنشطة المطروحة، لا تتناسب وميول الشباب، داعين لإشراك الشباب في طرح الأفكار والاقتراحات. وقالت منال أحمد إن الإجازة الصيفية تعتبر من الفترات التي يحتاجها الطالب سواء كان في المرحلة المدرسية أو الجامعية أو حتى الموظف في العمل هو الآخر يحتاجها أيضاً، ومما لا شك أن الطالب يحتاج فيها إلى برامج وأنشطة متنوعة تتناسب مع عدة أمور منها «العمر، الميول، الميزانية». وأكدت أحمد أن البرامج المطروحة حالياً لا تتناسب مع ميول الشباب خاصة والعائلات، فالشاب في كثير الأحيان يرغب مثلاً في الأنشطة والبرامج الرياضية كسباق السيارات ولا يجدها والعائلات مثلاً يحتاجون إلى برامج أخرى كالأعمال اليدوية ولا يجد مكاناً أو نادياً يحتويهم، لذلك نجد الأسر البحرينية ترغب في السفر ولكنها في الوقت نفسه لا تستطع بسبب ارتفاع أسعار التذاكر خصوصاً للدول الأجنبية.بدورها أشارت نجلاء قاسم إلى وجود برامج وأنشطة صيفية تنظمها بعض الجهات منها وزارة الثقافة والمؤسسة العامة للشباب والرياضة لكنها لا تلبي جميع الرغبات والميول رغم تنوعها في بعض الأحيان، لافتة إلى أن الشباب يحتاج إلى برامج وأنشطة في الفترة الصيفية أكثر من البرامج المطروحة. وشددت قاسم على مشاركة الشباب في طرح أفكار لهذه البرامج ومن ثم تنظيمها من ناحية، ومن ناحية أخرى يجب أن تكون هناك أماكن سياحية أكثر وتتناسب مع ميزانيات الأسر، فإن كثيراً من العائلات البحرينية لا تستطيع السفر أو حتى تخصيص ميزانية للسياحة الداخلية. من جهته اقترح عبدالرحمن عيسى -45 سنة- التنويع في البرامج ومراعاة الأوقات والأسعار، مشيراً إلى كثير من الأنشطة تقام في الفترة الصباحية وهو ما لا يتناسب مع ولي الأمر الذي يكون في مقر عمله، وأيضاً بعض البرامج تنظم في الفترة المسائية وهي الأخرى لا تناسب أسراً أخرى، بالتالي يجب أن تطرح هذه البرامج في الفترتين الصباحية والمسائية، أما من ناحية النوعية فيجب أن تتنوع ما بين الثقافية التعليمية والترفيهية بحيث تتضمن أفكاراً وبرامج جديدة غير مطروحة في السنوات السابقة، وفيما يتعلق بالأسعار أعتقد أنه يجب إعادة النظر في الأسعار، خصوصاً أماكن ألعاب الأطفال، علي سبيل المثال اللعبة في «السيف» بدينار فإذا كانت الأسرة لديها 3 أطفال وكل طفل يلعب 3 مرات، فمعنى ذلك أنه يتكلف 9 دنانير في يوم واحد غير الطعام. وأكدت سميرة جمال –43 سنة- أن هناك برامج للأطفال في الصيف كخيمة نخول وأماكن للعب الأطفال كالحدائق والمجتمعات التي توفر الألعاب، لكن لا توجد برامج للبنات في المرحلة الإعدادية، فالبرامج المطروحة في عدد من الجمعيات والنوادي لا تلبي رغبات كثيرات، «ابنتي مثلاً ترغب في تعلم الطبخ في الفترة الصيفية لكن لا تجد مكاناً يعلم الطبخ، لذلك يجب مراعاة اختلاف الميول الفردية لهم».في السياق نفسه أوضحت الباحثة الاجتماعية رحاب الحداد أن الإجازة بصورة عامة تعتبر من الفترات التي تشغل بال الأسرة من ناحية الاستعداد والتخطيط والترتيب لها وتوفير الميزانية المناسبة لكيفية قضاء هذه الفترة. وعليه لابد أن تراعي الأسرة جوانب الاستفادة والمنفعة في آليات صحيحة لاستثمار الوقت والطاقات وتوطيد العلاقات الأسرية، فلابد أن تراعي الأسرة مدة الإجازة إن كانت طويلة أو قصيرة وخيارات قضاء الإجازة من خلال السفر والسياحة أو السياحة الداخلية أو عن طريق استغلالها بالبرامج المتنوعة لإنعاش جو الأبناء من خلال إضافة جو المرح والمتعة العائلية.وأضافت: كثيراً ما نجد الآباء والأمهات يكثر تذمرهم بسبب بقاء الأبناء بالبيت وسط جو يتحول إلى صراع أو نفور أو ابتعاد أو انشغال، وعليه نجد أن الكثيرين ينتابهم هوس مع اقتراب الإجازة، وماذا سيفعل مع الأبناء وكثيراً ما نسمع الشكاوى والخلافات التي تؤثر على سلوكيات الأبناء، إضافة إلى أرق رب الأسرة بخصوص ميزانيات السفر المكلفة، خصوصاً أنه يكون في موسم وهناك ارتفاع في أسعار التذاكر وتضارب أسعار السياحة في حال إقبال الناس على السياحة، فتعمل الأسرة على توفير الميزانية من خلال الاقتراض أو طلب الديون لفترة يمكن أن تتوافر حلول توفر على الأسرة مصاريف الأقساط، لكنهم في حقيقة الأمر يكونون على جهلهم أو عدم ملائمة إجازة الآباء والأمهات العاملات موسم إجازة الأبناء إلا ما رحم ربي، وأيضاً بسبب عدم تفعيل التخطيط الفعال لاستغلال هذه الفترة لتكون محطة جميلة ترسم ذكريات الفرح والسعادة وتوطيد العلاقات الأسرية بالبيت الواحد.ولفتت الحداد إلى أنه يمكن من الناحية الاجتماعية الاستفادة من الإجازة في توطيد العلاقات الأسرية عن طريق البرامج المشتركة كالزيارات أو السياحة المحلية لمملكتنا الحبيبة والتعرف على ربوعها من أماكن أثرية وأماكن استجمام وحدائق ومنتزهات وأماكن ترفيهية، وأيضاً من الناحية التعليمية والثقافية من خلال الاشتراك في البرامج والأندية التي تكون بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم أو وزارة التنمية الاجتماعية أو المنظمات الأهلية كالجمعيات والنوادي والتي تكون متعددة الأنشطة والبرامج الرياضية والتعليمية والابتكارية.وشددت الحداد على الأسر أن تكون على علم مسبق لسهولة الاختيار والتسجيل من خلال الإعلانات والتواصل مع هذه الجهات لمعرفة تفاصيل البرنامج ليسعد الأبناء ويستفيدوا منه، مشيرة إلى قيام المنظمات الأهلية والنوادي والفرق الشبابية تصميم برامج بمهارات متعددة يمكن أن تكون متنفساً لإمضاء إجازة مريحة ونافعة وبأقل الموارد المادية ومشجعة لتطوير السياحة الداخلية، فعلى سبيل المثال نجد الجمعيات المتعلقة بالطفولة والشباب تستعرض برامج متكاملة من عدة نواجي رياضية وترفيهية وتنمية مهارات وعليه بات في متناول يد الأسرة بكامل أفرادها الاستفادة والمشاركة.