تفوح رائحة جيف الحيوانات في الهواء بينما يتفقد أحمد الكفارنة حطام منزله في قطاع غزة بحثاً عن لعبه بعد بدء وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام.وقال أحمد، البالغ من العمر عشرة أعوام، «كانت غرفتي هي الغرفة الوسطى في المنزل.. عثرت عليها أعني على حطامها.. هذه صوري مع والدي ووالدتي وشقيقاتي ولكني لم أتمكن من جلب لعبي. لقد تحطمت».وتقع بيت حانون في شمال قطاع غزة قرب الحدود الإسرائيلية ودمرت خلال أكثر من أربعة أسابيع من القتال.ومع سريان التهدئة التي تستمر لمدة 72 ساعة عاد سكان كانوا فروا من منازلهم بعد أن طالبهم الجيش الإسرائيلي بذلك، ووقفوا ينظرون في ذهول لمنازل دمرها القصف والقنابل.وبالنسبة لكثيرين يبدو وكأن زلزالاً ضرب المنطقة الزراعية التي يقطنها 30 ألفاً، وتتناثر جيف الحمير والخيول والطيور، إضافة إلى عتاد إسرائيلي لم ينفجر.وقال عبدالستار إسماعيل وهو يقف بجوار حطام منزله «كانت بيت حانون يطلق عليها سلة الفاكهة - أرض الليمون والبرتقال.. إسرائيل حولتها إلى أرض محروقة مثل سراييفو».وتساءل «مقاتلونا اشتبكوا مع الجنود الإسرائيليين وجهاً لوجه وقتلوهم. الإسرائيليون ردوا بقصف مدنيين نائمين في منازلهم. أين شرف إسرائيل؟».ومنحت الهدنة عمال الإغاثة في بيت حانون فرصة للبحث عن جثث مدفونة تحت الأنقاض. وإلى الشرق أثار رتل من الدبابات الإسرائيلية سحابة من الغبار أثناء انسحابها الذي أنهى عملية برية بدأت في 17 يوليو.وجمع أيمن الكفارنة والد أحمد بساطاً وبعض الملابس والأواني التي تحطمت وألقى بها على جانب الطريق، وقال إنه يعتزم نصب خيمة والإقامة خارج ما تبقى من منزله لحين عرض منزل بديل عليه.وتساءل قائلاً «حالياً نقيم في مدرسة تابعة للأمم المتحدة ولكن سيتحتم علينا قريباً الإجلاء؛ إذ إن العام الدراسي الجديد سيبدأ في وقت لاحق هذا الشهر. إلى أين يمكنني أن أذهب أنا وعائلتي؟».ويحتمي نحو 260 ألف من سكان غزة ومجموعهم 1.8 مليون في منشآت تابعة للأمم المتحدة. وتقول جماعات معنية بحقوق الإنسان إن العدد الإجمالي للنازحين 520 ألفاً.
بيت حانون.. من سلة للفاكهة إلى أرض محروقة
06 أغسطس 2014