ينفــــك مهرجان «تاء الشباب» بنسختـــه السادسة من أسر المكان، يقتحم على الشباب أماكن اعتادوا ارتيادها، تقترب منهم وتشاركهم كرنفالها السنوي في كافة مواقع الجذب السياحية والثقافية والجماهيرية. ينطلق «التاء» هذا العام وفي جعبته 7 مبادرات رئيسة «درايش، كلنا نقرأ، تشكيل، حياة، بريمير، حفاوة وهارموني»، والمبادرة الأخيرة تعتمد لأول مرة، وهي تشكيل يمزج شعر القصيبي بالموسيقى.وارتأت اللجنة التنظيمية في «تاء الشباب»، ألا تتخذ مقراً ثابتاً شأنها كل عام، بل تقيم كرنفالها الجماهيري في المقاهي والطرقات والمحال التجارية والصالة الثقافة والمتحف الوطني وجزر أمواج ودرة البحرين وغيرها الكثير.7 مبادراتوأهم المبادرات المطروحة للنسخة السادسة من المهرجان، كانت إطلاق مبادرة موسيقية وهي «هارموني» الجديدة للمرة الأولى من نوعها، بينما تشرق أعمال د.غازي القصيبي بشمس الشعر والرواية والسياسة والإدارة والدبلوماسية لتنير عقول الشباب البحريني، من خلال أوبريت غنائي مسرحي تقدمه مبادرتي «هارموني» و»كلنا نقرأ» بشكل أدبي بسيط ومشوق للجماهير العامة.وتقدم «تاء الشباب» 7 مبادرات، وهي «كلنا نقرأ، حياة، تشكيل، درايش، حفاوة، بريمير، وهارموني الجديدة»، وتضم 18 فعالية رئيسة وورش عمل تخصصية قبل فترة التاء، موزعة حسب المبادرات السبع.ويحرص التاء على تنظيم فعاليات متنوعة وفريدة من نوعها، بينها ورشة بين مبادرتين «هارموني» و«بريمير» مختصة بالتصوير الموسيقي، وأوبريت موسيقي ومسرحي بين مبادرتين «هارموني» و«كلنا نقرأ».ويحرص الشباب في مبادراتهم على إضفاء قيم من الجمال والعفوية والمغايرة على الممارسات الثقافية، هذه القيم إضافةً إلى الحرية المسؤولة، تجعل من التاء واحدة من أكثر التجارب الثقافية الشبابية أهمية وتميزاً على المستوى العربي.وقال المنسق العام للنسخة السادسة أحمد الكوهجي، إن تاء الشباب يؤمن بالدور والمسؤولية المجتمعية التي تعنى بها الثقافة تجاه البيئة والإنسان، لذا يضع أهدافه ويصمم مشاريعه وفعالياته وأنشطته لتتصل مباشرة بالبيئة والمجتمع خصوصاً فئة الشباب، ويؤمن «تاء الشباب» بالتغيير والتطوير المشتغل على قاعدة الهرم «الفرد والمجتمع» باعتباره أساس أي تقدم وبناء.وأكد الكوهجي أن «تاء الشباب» يهتم بجوانب الفن والفكر والثقافة «القراءة، العمارة، الإنتاج الأدبي، الفن التشكيلي والفنون البصرية والأدائية، الموسيقى، السينما، التكنولوجيا وغيرها»، عبر عدة فعاليات تعمل على إخراج الثقافة والمثقفين من كواليس الأروقة المغلقة على النخبة، إلى حيث مسرح الحياة الاجتماعية البحرينية.وأضاف أن «تاء الشباب» يقيم في نسخته السادسة أمسياته وندواته وورشه ومعارضه، في الشوارع والمجمعات التجارية، وفي المقاهي والشواطئ والمتنزهات العامة، ويشرك الجمهور وسكان الأحياء والشباب والأطفال، ويخلق من المجتمع شريكاً أساسياً في تلقي وإنتاج الثقافة والفن، ويختبر مزيج التأثير والتأثر الذي يمارسه أحدهما على الآخر بالتبادل.وأوضح أن «تاء الشباب» يعمل على التواصل مع الجمهور في البحرين والوطن العربي، عبر حضور قوي وفاعل في العالم الافتراضي وشبكات التواصل الاجتماعية «الموقع الإلكتروني، الفيسبوك، تويتر، إنستغرام، كيك، يوتيوب»، الحافلة بآلاف المتابعين من داخل البحرين وخارجها، إيماناً منه بالأثر الاجتماعي للفضاء الافتراضي في العصر الحالي. ولفت الكوهجي إلى أن التاء شارك في عدة فعاليات محلية وعربية ودولية في المملكة العربية السعودية، الكويت، مصر، الصين، روسيا، إيطاليا، ويسعى لخلق بعد إقليمي عربي له من خلال شراكات مع المجاميع الشبابية العربية المعنية بالثقافة وتنمية المجتمع.وأضاف أن تاء الشباب يحوي عدداً من المبادرات، تشتغل كل واحدة منها على جانب من جوانب الثقافة ومجالاتها، وينخرط فيها عدد من المتطوعين الشباب المهتمين بهذا الجانب.فرصة ذهبيةمن جهتها أكدت عائشة الشاعر عضو مؤسس للمهرجان الشبابي الثقافي «تاء الشباب»، أن كل نسخ تاء الشباب كانت مختلفة ومميزة، بحيث يعطى للشباب المساحة الواسعة، ويتقدم كل عام ويتميز ويتزايد، لافتة إلى أن المبادرات تزداد سنوياً كسلسلة متجددة، مع شرط إخضاعها لباب الثقافة.وقالت إن كل موسم يختلف عن سابقه على مستوى الفرد أو الجمهور، مشيرة إلى أن عمل التاء عمل شبابي مميز لا يتدخل فيه أي جهة كانت أو شركة.وعدت النسخة الحالية من التاء، فرصة ذهبية يستطيع الشباب أن يثبتوا من خلالها مهاراتهم، ويفتح باب العمل والانضمام إلى جهات حكومية أو شركات خاصة.وعددت أهم المبادرات التي انطلقت في تاء الشباب الأول وتركت بصمة واضحة على المواسم الأخرى «كلنا نقرأ، درايش، حفاوة، ولهان يا محرق». وذكرت الشاعر أن من الصعوبات التي واجهت الشباب المتطوع، العمل تحت موازنة محدودة، مستدركة «لكن بمرور السنوات أصبح العمل سهلاً وممتعاً وسلساً».وأضافت «كان الجمهور في البداية في مرحلة الاستكشاف لأي جديد يطرح في الساحة، ومع الأعوام التالية كونت أسرة التاء قاعدة جماهيرية واسعة من الشباب». بدورها قالت مريم فقيهي عضو مؤسس للمهرجان الشبابي «تاء الشباب»، إن خط تاء الشباب يتطور من حيث المبادرات وزيادة عدد الأفراد، مضيفة «أصبح المضمون أقوى ومتنوعاً أكثر ويخدم اهتمامات أكثر».وأردفت «بداية التاء كانت من فكرة الراحل محمد البنكي، ودعمته وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وكانت بداية انطلاق التاء بمبادرتين (كلنا نقرأ، درايش)».وذكرت الفقيهي أن أسلوب التاء مختلف بحيث لا يربطه آلية تسجيل أو مهمة محدودة، والرابطة هي المهارة والنفسية والعاطفية للوصول بعد ذلك على الالتزام والتعاون.وقالت «على الصعيد الجمهوري كان في السابق له خصوصية ثقافية محلية، ولكن مع تطور التاء والزخم الإعلامي والتغطيات الإقليمية أصبح لتاء الشباب صدى من خلال ضيوف من الخارج نقلوا التجربة لبلدانهم، وأصبح لجمهور التاء قاعدة إقليمية وخليجية».درايش تبحث في فن المعمار وأثره وممارساته فلسفته، والإنسان الذي يبنيه، يحميه ويحتمي به، بمهارات وطاقات شخصية، وإبداعات شبابية، تقدم مجموعة من الورش والمحاضرات والفعاليات تتفاعل مع المكان وذاكرته، فعاليات تقفز فوق حاجز المعتاد، وتصنع علاقة حميمة مع الجدران والبيوت، وشوارع قد يعبرها أحدهم دون أن يلتفت.كلنا نقرأ القراءة كفعل فهم وإدراك، الكتاب كاكتشاف، الفكرة كوطن، مجموعة من الشباب يسعون لخلق علاقة أكثر ألفة مع الكتاب، عبر تقديمه في قوالب غير اعتيادية، تناوله بما يتجاوز فعل القراءة إلى التحليل والنقاش وطرح التساؤلات، في عملية لا تقل غنى عن إنتاج العمل الإبداعي الكتابي نفسه.ومن خلال مناقشة منتج العمل الإبداعي، أديباً كان أو شاعراً أو مفكراً، مناقشة حية، أو عبر حلقات نقاش شبابية في المقاهي والمجمعات التجارية وأبعد، كلنا نقرأ نسعى لجعل القراءة فعلاً حياً وقابلاً للبقاء في نمط حياتنا الشبابي العصري.تشكيل الفن التشكيلي كأحد أدوات التعبير والاتصال، الصورة الرمز كانت من قبل الكلمة المكتوبة، ولاتزال تحتمل ألف كلمة ومعنى.يجرب مجموعة من الشباب في مبادرة تشكيل، احتمالات الجمال في مختبرات عدة، ويتخلون عن اعتياد نعومة «الكانفاس» إلى الجدران الإسمنتية، إسفلت الشوارع وساحات المجمعات التجارية، لاختبار قدرة التشكيل على اجتياز الصمت الظاهر للوحة. «تشكيل» تجارب وممارسات فنية مغايرة في الفنون البصرية، رسم ونحت وتشكيل مجسم وتصوير فوتوغرافي وفن ديجيتال وغيرها من الممارسات الفنية ما بعد الحداثية، تعبر عن فناني هذا العصر.حياة تومض مبادرة «حياة « التي تنطلق للمرة الثانية في مهرجان تاء الشباب بفكرتها عن مقدرتنا على اختيار نمط حياتي أجمل وأفضل، في ممارسات جماعية ومفتوحة على احتمالات عديدة وفعاليات متجددة، تؤصل لنمط الحياة الصحي كثقافة تشمل في ملامساتها ومعايشتها مجموعة من الجوانب الرياضية والغذائية والسلوكية، على نحو يزيد من الوعي في هذا المجال، وينقل المعلومة للمتلقي في قالب ممتع ويضمن الحد الأقصى من المشاركة الفعلية للفئة المستهدفة.حفاوة تستحضر «حفاوة» كل عام طيفاً من أطياف أحد المفكرين العرب والعالميين الراحلين، وتلتقط منهم ما يصلح للبقاء، لأن الفكرة ليست رهينة وقتها، بل قيمتها. ويصدرون في نتاج سنوي واحد من كتب سلسلة «أطياف» التي تلوح بفكر مثقف وباحث راحل، يعقدون في لقاءٍ مع تلامذته ومقتفي أثره عوالم جديدة لم يزرها البعض بعد.بريميرتعنى بالفن السابع، ترصد ظل الإنسان الذي تلتقطه الكاميرا بعد المغادرة، تقبض على الطارئ العابر وتستبقيه على قرص ذاكرة وشاشة.مبادرة بريمير للفن السينمائي، مجموعة من الشباب الموهوبين المعنيين بالسينما، يعملون من أجل تقديم مشاريع فنية برؤى مغايرة، وبتقنيات معاصرة، وبقضايا تلامس فكر الشباب وهواجسه الراهنة.هارموني مبادرة «هارموني» تنطلق للمرة الأولى في تاريخ تاء الشباب، وهي عبارة عن مشروع إحياء ثقافة موسيقية شعبية ونخبوية وتهدف لتحقيق أعلى مستوى من المعرفة الموسيقية لدى المجتمع ودمجها مع كافة الفنون الأخرى، وتستهدف شريحة الشباب بشكل عام والمتعمقين في المجال الموسيقي ومتذوقيها من كافة شرائح المجتمع.و«تاء الشباب» مهرجان ثقافي شبابي سنوي أطلق فكرته الناقد الراحل محمد البنكي منذ 6 سنوات، واحتضنته ولاتزال وزارة الثقافة، تديره وتنفذه بالكامل مجموعات شبابية من المتطوعين يعمل عليه منذ انطلاقته الأولى منذ عام 2009 ولايزال مستمراً، مؤسساً لربيع ثقافي دائم في البحرين.وينظم فعاليات المهرجان بنسخته السادسة متطوعون جدد هم الفنان التشكيلي خالد المحرقي، الإعلامية إيمان مرهون، المعمارية نورا السايح، الموسيقي محمد حداد، رئيس اللجنة التنظيمية د.إيلي فلوطي، نائب رئيس اللجنة هشام الساكن، وأعضاء هيئة المكتب المنسق العام للمهرجان أحمد الكوهجي، نائب المنسق مصطفى المرباطي، الأمين المالــــي رنـــوة العمصـــي، وأميـــن الســـر نور البستكي.