اندلعت أمس (الثلاثاء) مواجهات في باحة المسجد الأقصى بين شبان فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية جراء زيارة وزير الإسكان الإسرائيلي اليميني المتطرف اوري اريئيل للحرم القدسي. في ما دخلت تهدئة تم الاتفاق عليها بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ لمدة 72 ساعة، في ما سحب الجيش الإسرائيلي كل قواته من القطاع. وفي القدس، قالت الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري «قام عشرات من الشبان العرب الملثمين برشق الحجارة على قوات الشرطة قرب باب المغاربة، وتمكنت الشرطة من إبعادهم إلى داخل المسجد». وأضافت «كما تم رشق زجاجتين حارقتين من داخل المسجد الأقصى على قوات الشرطة ولم يصب أحد»، لافتة إلى اعتقال 27 مقدسياً خلال تلك المواجهات.ويقوم وزير الإسكان اوري اريئيل من حزب البيت اليهودي وموشي فيغلن من حزب الليكود وغيرهم من أعضاء الكنيست وقادة اليمين بزيارات دورية للمسجد الأقصى، حيث يدعون علناً إلى بناء الهيكل اليهودي.وفي غزة، سحبت إسرائيل قواتها البرية من القطاع وبدأت هدنة مدتها 72 ساعة بوساطة مصرية كخطوة أولى تجاه مفاوضات بشأن اتفاق أكثر دواماً لإنهاء هجوم إسرائيلي بدأ قبل نحو شهر.وقبل سريان الهدنة بدقائق في الثامنة صباحاً أطلقت حماس وابلاً من الصواريخ قالت إنه رد على «المذابح» الإسرائيلية. وقالت الشرطة إن منظومة القبة الحديدية الدفاعية الإسرائيلية أسقطت أحد تلك الصواريخ فوق القدس. وأصاب صاروخ آخر منزلاً في بلدة قريبة من بيت لحم في الضفــة الغربيـــة المحتلــة، ولم تقـــع إصابات.وانسحبت قوات المشاة والمدرعات الإسرائيلية من قطاع غزة قبل سريان الهدنة، وقال متحدث عسكري إنها استكملت مهمتها الرئيسة وهي تدمير أنفاق التسلل عبر الحدود. وكتب الجيش عبر موقع تويتر «المهمة اكتملت».وقال سامي أبوزهري المتحدث باسم حماس إن الهجوم الإسرائيلي على القطاع المكتظ بالسكان فشل بنسبة مئة بالمئة.وأرسلت إسرائيل مسؤولين للمشاركة في المحادثات في القاهرة للتوصل إلى اتفاق أطول مدى أثناء سريان الهدنة. وأرسلت حركتا حماس والجهاد الإسلامي ممثلين أيضاً من غزة.وفي قطاع غزة حيث تشرد نحو نصف مليون شخص بسبب شهر من إراقة الدماء غادر بعض السكان ملاجئ الأمم المتحدة حاملين متاعهم ومصطحبين أطفالهم للعودة إلى أحيائهم، حيث دمر القصف الإسرائيلي مربعات سكنية كاملة منها، وكانت رائحة الجثث المتحللة تملأ الجو. ومن لاهاي أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي على الرغبة الفلسطينية في ملاحقة مسؤولين إسرائيليين أمام المحكمة الجنائية الدولية لارتكابها «جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية». وتوقع المالكي «أن يستمر وقف إطلاق النار 72 ساعة وحتى أكثر»، مستطرداً «كل شيء يتوقف على المعسكر الإسرائيلي وجديته».بدورها رحبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) بالتهدئة، معلنة إطلاق نداء طارئ لجمع 187 مليون دولار لتقديم مساعدات طارئة لنحو 250 ألف نازح في القطاع.