أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس (السبت) أن النزاع في العراق لا يمكن أن يحل «في بضعة أسابيع»، مشدداً على ضرورة تشكيل حكومة عراقية جديدة تكون قادرة على مواجهة تنظيم «داعش».وقال الرئيس الأمريكي في مؤتمر صحافي عقده غداة توجيه أولى الضربات الأمريكية ضد أهداف لتنظيم «داعش» في العراق «لن أضع جدولاً زمنياً محدداً» لإنهاء هذه العمليات، إلا أنه شدد على أهمية تشكيل حكومة تتمتع بمصداقية في بغداد.وأضاف «أنا واثق بأننا سنتمكن من منع الدولة الإسلامية من الذهاب إلى الجبال وذبح الذين لجأوا إليها، إلا أن المرحلة التالية ستكون معقدة على المستوى اللوجيستي: كيف نؤمن ممراً آمناً لتمكين هؤلاء الناس من النزول من الجبال، وإلى أين يمكن أن ننقلهم حتى يكونوا في مأمن؟ هذان من الأمور التي يجب أن نجري تنسيقاً بشأنها على المستوى الدولي».وتابع الرئيس الأمريكي «إن الجدول الزمني الأهم بنظري هو الذي سيتيح تشكيل حكومة عراقية، لأنه من دون هذه الحكومة سيكون من الصعب جداً على العراقيين الوقوف بوجه الدولة الإسلامية».وأضاف «لا أعتقد أننا سنتمكن من حل هذه المشكلة خلال بضعة أسابيع (...) الأمر سيأخذ وقتاً»، مشدداً على ضرورة تشكيل حكومة «يثق بها الشعب والجيش العراقيان».وتابع «سنقدم مساعدتنا في هذا المجال. وما نقوم به الآن جزئياً هو تمهيد الطريق أمامهم لإنجاز هذا العمل الضروري»، مضيفاً «إلا أن هذا سيكون مشروعاً طويل الأمد».كما أوضح أن الولايات المتحدة دفعت إلى التدخل لأن تقدم مقاتلي «داعش» كان «أسرع» مما توقعته أجهزة الاستخبارات الأمريكية.واستبعد الرئيس الأمريكي مجدداً إرسال أي قوات أمريكية إلى الأراضي العراقية، مشيراً إلى «العبر التي استخلصت خلال الحرب الطويلة والمكلفة» في العراق. ميدانياً، قال شهود إن متشددي داعش الذين سيطروا على أكبر سد في العراق جلبوا مهندسين لإصلاح السد في حين سارع الأكراد للتزود بالسلاح دفاعاً عن إقليمهم الذي أصبح على مشارف مواقع التنظيم.ويسيطر المتشددون المسلحون على مناطق واسعة في شمال العراق منذ يونيو وأعدموا الأسرى من غير المسلمين السنة وشردوا عشرات الآلاف، مما دفع الولايات المتحدة لشن أول ضربة جوية في المنطقة منذ سحبت جنودها من العراق في 2011.وبعد أن دحروا القوات الكردية في وقت سابق الأسبوع الماضي أصبح مسلحو «داعش» على بعد 30 دقيقة بالسيارة من أربيل عاصمة إقليم كردستان التي تفادت الصراع الطائفي في أنحاء أخرى بالعراق على مدى عشرة أعوام.ولاذ موظفون في شركات نفط أجنبية بالفرار بينما أقبل الأكراد على شراء بنادق كلاشنكوف من أسواق السلاح خشية هجوم وشيك، رغم أن هذه البنادق لن تجدي نفعاً أمام التفوق الكبير في قوة النيران لمقاتلي داعش.وفي ظل تصاعد خطر الدولة الإسلامية «داعش» قال مصدر في الحكومة الإقليمية الكردية إن الحكومة تلقت إمدادات إضافية من الأسلحة الثقيلة من الحكومة المركزية في بغداد و»حكومات أخرى» على مدى الأيام القليلة الماضية، لكنه رفض الخوض في تفاصيل.وفي هجومهم الأحدث سيطر المقاتلون على حقل نفطي خامس سيساعدهم على تمويل العمليات إلى جانب عدد من البلدات، بالإضافة للسد الذي قد يسمح لهم بإغراق مدن بالمياه أو قطع إمدادات المياه والكهرباء الحيوية.