كتب – جعفر الديري: قالت رئيسة مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة د.خولة المهندي إن بعض الشباب البحريني حمل زمام المبادرة للارتقاء بنفسه وبمجتمعه، مقابل كثيرين لم يقوموا بذلك، «لكن البعض حتماً بادر وتحمل مترتبات مبادرته تلك، وكثير منهم تعرض للإحباط ومحاولات الإفشال من قبل شباب آخرين أو من قبل الكبار، القليلون صمدوا ونجحوا وحققوا شيئاً مميزاً للبحرين أو على الأقل لمجتمعاتهم». وطالبت المهندي بمناسبة اليوم العالمي للشباب، بايلاء الشباب ما يستحقون من اهتمام، مشيرة إلى مساحة كبيرة من الممكن التحرك من خلالها لإشعار الشباب بالتقدير، وهي الشباب المتطوع الذي بذل وقته وجهده وإبداعاته لأجل الارتقاء بالمجتمع لخير الوطن. تأسيس شبابي لـ «أصدقاء البيئة».وأكدت المهندي التأسيس الشبابي لجمعية أصدقاء البيئة، مشيرة إلى أن الشباب هم من أسسوا جمعية بيئية تحملت مسؤوليات كبيرة ونجحت في ضم الكبار والأطفال إليها على حد سواء في سبيل رفع الوعي البيئي والارتقاء بثقافة الوطن بيئياً والإسهام في حماية الموائل الطبيعية والكائنات المعرضة للانقراض، مشيرة إلى أن بعض شباب الجمعية تعرضوا لحروب شعواء من زملائهم بدعوى أنهم لا يستفيدون شيئاً من تطوعهم أو من الأفضل لهم الاستمتاع بوقتهم بدل تحمل مسؤوليات، كذلك بعض الآباء والأمهات عارضوا التزام بعض الشباب في بناء جمعية بيئية أهلية بدعوى أن ذلك لا يفيد ولن يتغير شيء. وأضافت المهندي: أن جمعية أصدقاء البيئة مثال للتعاون الإيجابي الفاعل بين الأجيال المختلفة في جو الأسرة الواحدة ووفق أطر الاحترام وإفساح المجال للأفكار الجديدة والإصغاء لصوت الخبرة والتخصص، وأعتقد أننا في مشوارنا الطويل والثري على مدى 14 عاماً من العمل الأهلي والاحتكاك بكافة مكونات المجتمع البحريني؛ تعلمنا الكثير، ومما تعلمناه أن الإنسان المحب للوطن الحريص على أن يكون إيجابياً وفاعلاً دائماً ما يقف مع الشباب ويشجعهم ويمدهم بعلمه وخبرته لأجل الوطن، وهذا ما حظيت به جمعية أصدقاء البيئة في بداية مشوارها، وهذا ما حرصت الجمعية على استمرار إعطائه للشباب والأطفال المتطوعين فيها أو الذي يرجعون إليها لاستفسار أو طلب تعاون في إنجاز فكرة بيئية. كذلك مر بنا بعض الكبار ممن يحاولون الانتقاص من الشباب لمجرد الانتقاص أو بدافع تحبيطهم. وهذا غير مفيد للارتقاء بالعمل التطوعي في البحرين، مشيرة إلى أن الفاصل في نجاح أو فشل الشباب في تحقيق إنجازات لأنفسهم ومجتمعاتهم وأوطانهم هو إخلاصهم وإصرارهم وصدقهم في الإيمان بذلك وحرصهم على تعلم مهارات تساعدهم على النجاح وبعدهم عن الطائفية والعصبية وحرصهم على الخير لهم وللآخرين. شباب متميزون كثر وقالـــت رئيســـة الجمعيـــة: خلال عملــــي التطوعي في جمعية أصدقاء البيئة على مدى 14 عاماً، ومن خلال إشرافي المباشر على برنامج ريم للأطفال (5-17عاماً) واللجان الشبابية في الجمعية، ومن خلال إشرافي على حملة «عبر عن نفسك» والتي ضمن مئات الشباب واليافعين ضمن الاستراتيجية الوطنية للشباب وخطة العمل في مملكة البحرين لأكثر من عام، التقيت بيافعين وشباب مميزين جداً. شباب «عبر عن نفسك» كان من بينهم الرسامون والشعراء وتميز بعضهم بروح الفريق الواحد والقدرات القيادية حتى أني كنت أستشيرهم وأفوضهم في حل المشاكل التي تنشأ مع الجهود الجبارة التي كانوا يبذلونها كل يوم في استقصاء آراء آلاف الشباب في المملكة من خلال اللقاءات الشخصية وهو أمر مرهق لكنه وحده الذي نجح في تعريف عشرات الآلاف من الشباب واليافعين في البحرين برسالة «عبر عن نفسك» ضمن الاستراتيجية الوطنية للشباب. وفي جمعية أصدقاء البيئة، لعب الشباب (ولازالوا) أدواراً رئيسة في تنظيم ورش العمل والندوات والمحاضرات والمهرجانات البيئة، وكانوا هم عنصرا رئيسيا في نجاحها. تميز عملهم بالجمال والإبداع في التعامل مع المحبطات. بل إن كثيراً من إنجازات الجمعية أساسها شبابي بحث مثل إنشاء حساب على الفيس بووك وحساب انستغرام وعمل قوائم هاتفية للأعضاء وتغيير السلوكيات المضرة بالبيئة لدى الأطفال، فهم الأقدر على الوصول إليهم.وأضافت: أذكر اثنتين من عضوات برنامج ريم صابرين وغادة (وكان عمر الأولى 10 سنوات والثانية 11 عاماً)، كانتا تحضران إلى الدروس الأسبوعية ولدى كل منهما كم من المعلومات البيئية حتى أننا عندما نطرح موضوعاً جديداً يكون لدى كل منهما ماتضيفه بشأنه. وأذكر يافعين آخرين أحمد وتركي (استمرا في الجمعية من عمر 9 سنوات إلى 17 عاماً)، كان كل منهما مدرسة في الانفتاح على كل ماهو جديد من خلال قراءتهما الصحف اليومية ومتابعة برامج ناشينال جيوغرفيك. وكذلك ليلى (16 عاماً) والتي كانت المحاضر الرئيس في الجمعية حول حقوق الطفل البيئية المتعلقة بالتدخين السلبي. المقصود أن العلم والمعرفة والفهم الصحيح أساسه الاطلاع وليس تراكم السنوات، فهناك من يبلغ من العمر عتياً وهو لا يميز بين كائن أصيل معرض للانقراض وبين كائن دخيل يجب منع دخوله للبيئات المحلية. ومن المبدعين الذي مروا بالجمعية كتاب وملحنون ومغنون ورسامو كاريكاتير وخطباء وغواصون محترفون وبحارة ومزارعون من الدرجة الأولى ومصممو مواقع بيئية وباحثون ممتازون وموهبون في التواصل والتأثير على الآخرين لاسيما الأطفال، بل منهم من ألف وأدى مشاهد تمثيلية للفت النظر لقضية بيئية كما حدث في «سواحلنا لنا» و«فلنتغير جميعاً كي لا يتغير المناخ». إحباط الشبابوأوضحت المهندي من جانب آخر أن كبار السن كثيراً ما ينقلون إحباطهم للشباب، ورغم أن الكبار لديهم الخبرة والنضج إلا أن الشباب يمتلكون الوقت والحماس والفكر الجديد الذي من الممكن أن يحقق مالم يحققه الكبار، لافتة إلى أن الأمر الذي قد يحدو بالكبار للتقليل من شأن الشباب أحياناً؛ هو عدم التزام الشباب بالمعايير والقيم الأصيلة التي تدخل في هوية الوطن. فمثلاً قيام الشباب بالتدخين في حضور الكبار لاسيما غير المدخنين يعد عدم احترام وسوء تقدير فضلاً عن كونه ممرضاً، قيام الشباب برفع أصواتهم دون احتشام أمام الكبار كثيراً ما يؤدي إلى عدم تقبل الكبار لما يقوله الشباب ليس تقليلاً من منطقهم، لكن لأن الأسلوب لم يكن متفقاً مع القيم البحرينية التي يعدها الكبار الأهم للمجتمع ورفعة الوطن.