يبدو أن انتخاب رئيس حكومة جديد في العراق، أدخل الفرحة إلى قلوب العديد من المواطنين. وقد عبر بعضهم بطريقة طريفة عن ذلك، منشدين «باي باي نوري المالكي»، وذلك إثر انتخاب حيدر العادلي الإثنين، وتكليفه تشكيل حكومة عراقية جديدة.ونشر ناشطون مقطع فيديو يظهر مجموعة كبيرة من الناس وهم ينشدون ويرقصون في الشوارع، مغنين «باي باي نوري المالكي».يذكر أن هذا المقطع لاقى انتشاراً واسعاً. واقتصرت ردود الفعل الشعبية على إزاحة المالكي، حسب مصادر إعلامية، على قيام المئات من عشيرة بني مالك، التي ينتمي إليها، بقطع الطريق بين محافظتي البصرة وميسان جنوب العراق. وقال مصدر في شرطة محافظة البصرة إن متظاهرين قطعوا الطريق في منطقة القرنة شمال البصرة، مبيناً أن الشرطة لم تتمكن من تفريق المحتجين الذين حمل الكثير منهم أسلحة متوسطة وخفيفة، فضلاً عن لافتات مؤيدة للمالكي، وأطلقوا شعارات تصف العبادي بـ»الخائن».وقال سكان محليون إن أنصار المالكي أحرقوا إطارات السيارات في الطريق العام، ما أدى إلى توقف حركة السير. إلى ذلك؛ رحب المجتمع الدولي بتكليف رئيس وزراء جديد في العراق على أمل خروجه سريعاً من الأزمات خصوصاً مواجهة الهجمات التي يشنها تنظيم «داعش» الذي بات يسيطر على مساحات واسعة في البلاد.فبعد ترحيب واشنطن برحيل نوري المالكي، فقد الأخير أمس جاره وحليفه الرئيسي في المنطقة إيران.كذلك رحبت الرياض وجامعة الدول العربية بتسمية حيدر العبادي خلفاً للمالكي. وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل «إنه خبر سار»، فيما عبر الأمين العام للجامعة العربية عن أمله «بتشكيل حكومة وطنية شاملة تمثل جميع مكونات وأطياف الشعب العراقي».وحث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري رئيس الوزراء المكلف على تشكيل حكومة وحدة وطنية «بأسرع وقت ممكن» مؤكداً استعداد بلاده «لدعم حكومة عراقية جديدة تجمع كل الأطراف». ورغم حصوله على دعم واشنطن طوال السنوات الماضية، تلقى المالكي انتقادات متكررة من مسؤولين أمريكيين منذ بداية موجة هجمات الجهاديين، واتهم بتغذيتها من خلال تهميش العرب السنة في العراق.وبات المالكي الذي أمر القوات الأمنية بعدم التدخل في «الأزمة السياسية التي تمر بالبلاد إثر تكليف العبادي»، أكثر عزلة من أي وقت مضى بعد أن تخلى عنه أغلب حلفائه وأعضاء ائتلافه السياسي الذين اتهموه بالسير بالبلاد نحو الطائفية السياسية والاستبداد.وفي هذه الأثناء، شهدت بغداد التي تعيش وضعاً أمنياً متوتراً انتشاراً واسعاً لقوات الجيش والشرطة والطوارئ، خصوصاً حول المنطقة الخضراء حيث مقر الحكومة بوسط بغداد.من جهة أخرى، واصلت الولايات المتحدة توجيه ضربة جوية رابعة ضد أوكار وتجمعات جهاديي تنظيم «داعش» في شمال البلاد.وجاء في بيان للقيادة العسكرية الأمريكية التي تغطي الشرق الأوسط وآسيا الوسطى أن الطائرات العسكرية استهدفت أربعة مراكز مراقبة لتنظيم «داعش» ودمرت ثلاثة منها، إضافة إلى عدة مركبات قرب سنجار بهدف «الدفاع عن المدنيين الإيزيديين الذين لجأوا إلى المنطقة».وأكد كيري أمس «لن نرسل قوات مقاتلة أمريكية مجدداً إلى العراق. هذه معركة يجب أن يخوضها العراقيون باسم العراق».ومن جانبه، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مجدداً وزراء الخارجية الأوروبيين إلى عقد اجتماع طارئ للبحث في احتمال تزويد الأكراد العراقيين بالأسلحة لمواجهة مقاتلي تنظيم «داعش» في كردستان العراق.
العراقيون يحتفلون برحيل المالكي.. ومؤيدوه يقطعون الطرق
13 أغسطس 2014