كتب- محرر الشؤون البرلمانية: رغم أنها ليست المرة الأولى، إلا أن الانتخابات النيابية المقبلة، تتميز بالكثير عن الانتخابات الماضية، من ذلك تقديم المستقلين قدماً وتأخير أخرى، في الإعلان عن نية الترشيح في الدوائر، خصوصاً التي تقع ضمن دوائر جمعية الوفاق، كما يشير إلى ذلك جملة من المترشحين السابقين. الرصد الذي أجرته «الوطن»، بين أن هناك حوالي 42 مرشحاً يعتزمون الترشح للانتخابات، وهو عدد محدود في الدوائر الأربعين في البحرين. ورغم أن العادة جرت في الانتخابات الماضية أن يعلن المرشحون نيتهم دخول الانتخابات النيابية قبل عام كامل، لوحظ على المرشحين المستقلين المناورة في إجاباتهم على أسئلة «الوطن»، حول نهيتهم الترشح من عدمها، مؤكدين أن القرار مازال تحت الدراسة. وبحسب فعاليات استطلعت «الوطن» آراءهم، فإن السبب يعود لرغبة المستقلين بالتعرف على منافسيهم، خصوصاً وأن أغلبهم يعتمد على نفسه في تمويل حملته الانتخابية، بخلاف مرشحي الجمعيات الذين تمول الجمعيات جزءاً كبيراً من حملاتهم. يقول يحيى المجدمي، -ينوي الترشح مستقلاً بالدائرة الأولى بمحافظة المحرق- من الطبيعي أن يتأخر المستقلون في إعلان ترشحهم، فهم يتربصون بالساحة ومتحسسون قوة المرشحين الذين سينزلون وفرص فوزهم، خصوصاً وأن المستقلين يمولون حملاتهم الانتخابية من جيبوهم، ويختارون كوادر الحملات، خلاف مرشحي الجمعيات الذين يتلقون الدعم من جمعياتهم، «شخصياً لا أتحسي من ذلك.. فكلها أمور تؤخرهم، وكل ما أرجوه أن تشهد الانتخابات تنوعاً في الكفاءات».بدوره يلاحظ سميح رجب، وهو مرشح لم يحالفه الحظ في الانتخابات التكميلية الماضية، أن التأخر من جانب المستقلين في إعلان ترشحهم، موجود في كافة دوائر البحرين، وبدرجة أكبر في الدوائر التــي تشغلهـــا جمعيــة الوفــاق. يقول رجب: المستقلون يريدون معرفة هل ستشارك الوفاق أم لا، هم يودون معرفة ماذا يمكنهم فعله قبل الإعلان، المشكلة أن الناخب لا يستطيع اختيار الأكفأ، والمرشح يحاول جس نبض أكثر الموجودين حوله، لكني أتوقع مع نهاية الشهر المقبل، أن يعلن أغلب المستقلين نيتهم. ويضيف: المشكلة بالنسبة للمرشح المستقل أن خسارته من جانبه وحده، فتمويله للحملة الانتخابية من جيبه الخاص، بخلاف مرشحي بعض الجمعيات التي تمول الحملات الانتخابية لمرشحيها، وخسارة المرشح تكون خسارة للجمعية بشكل أكبر منه للمرشح، «أتمنى أن يأتي اليوم الذي تختار الجمعيات مرشحين من خارج جمعياتهم ودعمهم في الانتخابات، وفقاً لكونه المرشح الأكفأ».النائب المستقل السابق يوسف زينل، يشير إلى أن السنوات الماضية، شهدت أن المرشح يبدأ بالتسخين قبل عام كامل، «أنا عن نفسي لا أرى الصورة واضحة، قد يحصل تغيير في الدوائر الانتخابية أو في بعضها خصوصاً بالدوائر التي بها كثافة سكانية كبيرة، لذا تجد الكثيرين في حالة حذر وتربص، فهم ينتظرون الإعلان عن فتح باب الترشح للانتخابات، وتحديد موعدها، ومعرفة من لديه رغبة في الترشح». ويضيف زينل: معلوم أن المستقلين تمويلهم ذاتي للحملات الانتخابية، وخسارتهم للانتخابات ستكون خسارة فادحة، بخلاف مرشحي الجمعيات، وهناك من أعلن نية الترشح، وبدؤوا دعايتهم الانتخابية مبكراً عبر فتح المجالس واستضافة الندوات وعمل الغبقات في شهر رمضان، لكن كثيرين منهم يتريث، خصوصاً في الدوائر التي كانت جمعية الوفاق تشغلها، يريدون معرفة هل تود الوفاق الدخول أم لا، إضافة إلى أن هناك حوار توافق وطني في شقه السياسي، وهو حسب التصريحات الرسمية لايزال قائماً، وينتظر وضع جدول أعماله، فلربما تصدر منه توصيات تؤثر على العملية الانتخابية.