كتبت - عايدة البلوشي:يندر أن يخلو مجلس نسائي من العقرة على الناس أو «غيبتهم»، رغم أنه سلوك محرم شرعاً، ومرذول عرفاً!. لكن الأمر المثير أن مجالس الرجال هي الأخرى صارت تقتفي خطى مجالس النساء، فلا يجتمع اثنان إلا وكانت العقرة ثالثهما. يؤكد عبدالرحمن أحمد انتشار «العقرة» في كل مكان سواء بين الرجال أو النساء، آسفاً على ذلك، فهي منتشرة في مجالس الرجال وفي المقاهي أيضاً مشيراً إلى أننا لا نستطيع تعميم الظاهرة على أنها منتشرة بين جميع الرجال، فمازال هناك رجال يحافظون في أحاديثهم على المبادئ والقيم ويرفضون الحديث عن الآخرين». ويشير أحمد إلى شهوده شخصياً العقرة في مجالس الرجال، « فلان ما يبين هالأيام»، «شخبار فلان..»، إلى أن وصل الأمر إلى الحديث عن أشخاص بعينهم فحكى أحدهم عن زميله الذي لبس حذاء الرجل اليمنى مختلف عن حذاء رجله اليسرى، وحضر الاجتماع وكانت هناك تعليقات لا تنتهي وضحك بذلك، تصل إلى الغيبة والنميمة. ليسوا سواء أما عبدالله راشد فمازال مقتنعاً أن الرجال ليسوا كالنساء، «فالنساء يتحدثن ويعقرن 24 ساعة وفي نهاية المطاف يقلن «خلوني ساكتة»!، أما الرجال لا يحبون الحديث عن الآخرين سوى عدد محدود، فأحاديث مجالس الرجال غالباً ما تكون عن السياسة والرياضة». غير أن وفاء أحمد وبحكم أنها تتعصب لجنس النساء طبيعياً، لا تجد فرقاً بين الرجال والنساء في موضوع العقرة، إن الرجال تفوقوا على النساء.. صحيح أن العقرة بالفعل كانت منتشرة بين النساء إلا أنها اليوم أصبحت منتشرة حتى بين الرجال، إن «زوجي يروي أحياناً عن ما يدور في المجالس «من باب السوالف» وكثير من أخبار الجيران والفريج، تتناقل بسبب التجمعات في المجالس الرجالية،، فالرجال هم أول من تصله أخبار الفريج». أبداً.. النساء هن السبب لكن جمال جاسم لا يحيد عن القول بأن النساء هن السبب، فإذا كانت العقرة منتشرة بين الرجال، فإن كيد النساء عظيم، حتى الغيبة والنميمة كانت منتشرة بين بنات حواء دون الرجال، لكن «من كثر ما يتكلمون ويعقرون.. علموا الرجال»!. ويضيف: الرجال ربما يتحدثون ويعقرون لكن ليس بشكل دائم (كل يوم ..24 ساعة) وعقرة الرجال تختلف عن النساء، فالرجال يتحدثون عن شيء يستاهل ولكن النساء عن كل شيء وأدق التفاصيل، ولكن هذا لا يعني بأننا نوافق على موضوع العقرة بل يجب محاربته جملة وتفصيلاً سواء كانت مصدره الرجال أم النساء واتباع ما حثنا الإسلام عليه.ويقول علي إسماعيل إن العقرة موجودة بين معشر الرجال، ولا أحد ينكر ذلك لكنها لا تقارن بالنساء، فالنساء لا يملن ولا يكلن من الحديث عن الآخرين وفي النهاية يقلن «الحمدلله .. أنه ما أتكلم عن أحد»، أما الرجال، فبعضهم يتحدث عن الناس لكن ليس الأغلبية كالنساء. العتب على الناسوتؤكد مريم حسن، أن العقرة منتشرة بشكل كبير في أوساط النساء والرجال، والمشكلة أن البعض لا يمل من الحديث عن الآخرين جاهلاً أن كل واحد حر ... وعلى كيفه، وكثيرمن الناس متطفلون، وكأنهم في برج للمراقبة. وتضيف: في الحقيقة كنت اعتقد أن العقرة مقتصرة على النساء، لكن شاهدت في محيط العمل رجالاً يتحدثون عن زملائهم الرجال، وربما أكثر من الفتيات، لكن العتب على الناس الذين يستمعون لهم!. وترى مروة إسماعيل أن العقرة تعود للشخص نفسه بغض النظر عن كونه رجلاً أم امرأة، وهي تعتمد بالدرجة الأولى على التربية والوازع الديني، فإن كانت الأسرة تعلم الطفل أن العقرة ظاهرة غير صحية فإن الطفل يتعلم سيبتعد عنها كذلك الاستماع لمثل هذا الشخص في عقرته على الناس، يشجعه على المزيد، متسائلة إسماعيل: إذا كان الجميع يستنكر العقرة،، فمن يقوم بها إذاً؟!. النساء لهن التفاصيل ويعود ناصر علي ليؤكد أن النساء لا يتعبن من العقرة و»الحش» في الناس، ومن كثرة العقرة بين الناس، في البيت، في الأعراس وفي المناسبات، صارت سلوكاً معتاداً، والغريب أنهم يقلن «ماحب أعقر على أحد!». ويضيف ناصر: الرجال يعقرون لكنهم لا يهتمون بالتفاصيل، لكن النساء يدققن في اللبس، الشعر، المكياج..الخ، وهذه العقرة تسبب في مشاكل بينهن، حيث يتناقل الكلام من واحدة إلى أخرى، بعكس الرجال لا يتناقلون الأحاديث.ويشدد ناصر على مسؤولية الجميع في محاربة «العقرة»، وأولها في البيت، وفي المدرسة، ومقاطعة المجالس التي لا ترعى حرمة لأحد.