كتبت - عايدة البلوشي: مازال هناك من يصر على أن الثرثرة صناعة نسائية بامتياز!، رغم أنها سلوك إنساني عام، يصدر عن النساء والرجال على حد سواء. أحد هؤلاء سالم محمد، يؤكد أن الثرثرة منتشرة في أوساط النساء مقارنة بالرجال، «إن تحدثت المرأة فلن تسكت، ولها قدرة عجيبة على الكلام تستطيع الحديث لساعات طويلة، إن زارت صديقتها في البيت، أو البنت عندما تزور أمها تتحدث وتتحدث لساعات طويلة وتضطر لأن تعود إلى منزلها لتأخر الوقت وهي لم تنته من نصف حديثها، علماً بأنها تحدث أمها أو صديقتها هذه بشكل يومي عبر الهاتف أو الواتس اب، أما الرجل لديه قاعدة عامة (خير الكلام ما قل ودل) ولا يحب الحديث طويلاً ودائماً تجده يختصر في كلامه ولا يدخل في التفاصيل.كذلك يؤمن أحمد البلوشي أن المرأة بطبيعتها كثيرة الكلام، «هذا ما لاحظته في المحيط الذي أعيشه، ففي جميع المناسبات العائلية الاجتماعية أجد النساء (خالاتي وبناتهم وخواتي..) يتحدثن لساعات طويلة، من موضوع إلى آخر وبصوت مرتفع، ولا أدري هم يسمعون بعض أم لا، فلا تجد أثناء حديثهم مساحة أو فترة هدوء بعكس الرجال يتحدثون بصوت منخفض وبين ثنايا حديثهم مساحة هدوء، فالرجل إن تحدث في موضوع معين فإن كان حديثه لمدة ساعة فإن المرأة تتحدث بالموضوع نفسه لمدة أربع ساعات دون مبالغة.. تحلل وتعلق وتنتقد. ويرى ناصر حسن أن كثرة الكلام والقيل والقال تؤدي إلى مشاكل اجتماعية جمة خصوصاً بين بنات حواء سواء في التجمعات النسائية أو المناسبات كالأعراس، فإحداهن تتحدث وأخرى تنقل الحديث مما يخلق مشاكل اجتماعية بينهم وأحياناً يكن من العائلة نفسها حيث تنقل الزوجة ما يحصل لزوجها ويؤدي أيضاً إلى خلافات أسرية زوجية، لذلك فإن الابتعاد عن القيل والقال أفضل والعمل على مبدأ لا أتحدث عن الآخرين حتى لا يتحدث الآخرون عني.أما مها عبدالله، فلا تجد فرقاً بين الرجل والمرأة في الحديث على أساس أنه رجل فهو قليل الحديث أو أنها امرأة فهي كثيرة الكلام، لكن المجتمع دائماً ما يربط صفة الكلام أو الثرثرة بالمرأة وهذا لا يمكن تعميمه على جميع النساء، إذ صفة الثرثرة تعتمد على الشخص نفسه وشخصيته بغض النظر كونه رجلاً أم امرأة.وتضيف شيماء إسماعيل لحديث عبدالله: ليس صحيحاً أن المرأة كثيرة الحديث دائماً، فإن هناك رجالاً لا تنتهي أحاديثهم في المجالس والمقاهي أو حتى في التلفون فالخط مشغول فهو أيضاً يتحدث، ولكن المجتمع وصف المرأة بالثرثرة فقط لأن الرجل يصمت في البيت فقط. وتواصل «إن المشكلة لا تكمن في حديث المرأة وإن كانت تتحدث بكثرة، إنما المشكلة في الرجل الذي يصمت في البيت ويتحدث خارجه لذلك تواجه المرأة مشكلة معه وتتجادل معه حولها بالتالي توصف بالثرثرة، إذاً فالرجل هو السبب في ثرثرة المرأة».بل إن نورة علي تؤكد أن بعض الرجال يتحدثون أكثر من النساء، لكن دائماً تنتقد المرأة بأنها تتحدث كثيراً، خلافاً للواقع وما نلاحظه بأن الرجل هو أيضاً كثير الحديث، وإن تجادلت المرأة مع الرجل فإنهما يتحدثان بنفس المستوى، أو يتفوق الرجل في ذلك ولكن المجتمع قرن صفة الكلام بالمرأة.بدورها لا تنفي إيمان جمال أن المرأة ربما تتحدث أكثر من الرجل، لكنها ترى أن ذلك ليس من فراغ، فإن هناك أسباباً تجعل المرأة كثيرة الحديث مقارنة بالرجل، وفي مقدمة هذه الأسباب بحكم طبيعتها ونظراً للانفتاح وشبكات التواصل الاجتماعي، وأيضاً من الأسباب التي جعلت فئة من النساء كثيرة الكلام وضعهن الاجتماعي وظروفهن، وربما يكون الرجل هو من جعلها تتحدث نتيجة ربما معاملته السيئة.