أعرب النائب الشيخ عبد الحليم مراد رئيس جمعية الأصالة الإسلامية عن شعور الأمة العربية والإسلامية بالصدمة والخذلان الشديد من موقف الرئاسة المصرية من الثورة السورية ، وصمتها المطبق عن تورط روسيا وإيران وحزب الشيطان في اغتصاب وذبح الشعب السوري المسلم ، بدم بارد وبالسكاكين .وقال مراد في بيان رسمي اليوم الأحد " يدفعنا حبنا الشديد لمصر المسلمة ، وتعشمنا الكبير فيها ، وهي أكبر دولة عربية ، ودورها كبير في الإسلام والتاريخ ، أن نبوح بما يحيك في صدورنا ، ونعجز عن كتمانه ، فالأمر خطير ، والخطبُ جلل ، ومصابنا في موقف مصر من ذبح المسلمين بسوريا ، هو مصابُ عظيم ينوء بحمله الصدر ويعجز القلب عن كتمانه".وأضاف مراد إن "الشعوب استبشرت وعلقت آمالا عريضة بعد فوز الدكتور محمد مرسي برئاسة مصر ، وتفاءلت في أن أرض الكنانة ستعود بعد غياب طويل ، إلى أمتها ودورها المحفور في القلوب والتاريخ ، من خلال رئيس يتخذ من الإسلام مرجعا وموجها ، وينتمي لأمة قال عنها سيد البشر ، صلى الله عليه وسلم ، كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".وتابع مراد :"غير أن التفاؤل ما لبث أن تحول سريعا إلى صدمة عظيمة لم تفق منها الأمة حتى الآن ، حين تعلق الأمر بالثورة السورية والمذابح القائمة لإخواننا وأخواتنا ، فبعد بضعة تصريحات قوية للرئاسة المصرية ، طالبت فيها علنا بتنحي الأسد ، ما لبثت أن تراجعت وارتدت ، وصمتت تماما ، عن الذبح والتقتيل ، بعد الزيارات الماراثونية التي تمت بين القاهرة وطهران ، واتفاقيات السياحة وغيرها ، حتى لم تعد الرئاسة تنطق بكلمة واحدة ، غير الكلام الفضفاض الذي يفهم منه دعما للأسد . ولهذا لم تشجب مجازر بانياس أو القصير أو حمص أوالغوطة الشرقية أو درعا أو ... ، بل أكثر من هذا صرحت الرئاسة أن مصر لا تتحيز إلى أي من طرفي الصراع في سوريا ، و يتطابق موقفها مع الموقفين الروسي والإيراني في كيفية حل الأزمة .. ولهذا نفهم لماذا لم تشجب دخول حزب الله القصير ... ولم تشجب المجازر والمذابح الذي يرتكبها بحق أهل السنة والجماعة ، حتى بلغ الأمر أن يهتف الثوار ضد الرئيس ويطالبونه بإعادة مصر إلى دورها ، ويشجب الإسلاميون السوريون "خذلان" الرئيس لإخوانه ، في بيان رسمي نشر بوسائل الإعلام...ولا حول ولا قوة إلا بالله !".وأكد مراد إن "من يعتقد أن خذلان إخواننا المسلمين والصمت عن ذبحهم واغتصاب أعراضهن ، هو ثمن لعودة العلاقات مع ايران ، وأن النظام الإيراني سيقيل مصر من عثرتها الاقتصادية ، وسيفتح على الشعب المصري كنوز سليمان ، حتى يعم الرخاء والازدهار ، فهو لاشك واهم مخطئ لم يقرأ التاريخ ولم يفهم السياسة ويتجاهل الواقع ، فإيران لم تنزل بأرض إلا وحل بها الخراب ، وامتلأت بالدماء والفرقة والشحناء والبغضاء والتطاول على الدين والنبي وعرضه وصحبه ، وسادت الفرقة بين الشعب الواحد ، وانتشر الحقد والكراهية والرفض لمعتقدات الإسلام ".وتسائل مراد:"كيف بدولة منهكة اقتصاديا مثل ايران ، ومتوترة سياسيا ، وشعبها يعيش فقرا مدقعا ، ويعاني الحصار والاستبداد ، أن تفيض الخيرات على مصر ، وتقيلها من عثرتها ، وكيف تسمح الرئاسة المصرية ، أن تتجاهل روابط الإسلام ، وأوامر الله ونهيه ، ولا تنصر أهل السنة والجماعة في سوريا ، مقابل وعود إيرانية بدفع أموال ومساعدات ، فهذا والله لا يليق بمصر ، ولا بدينها ولا شعبها ولا تاريخها ، ولا يجوز أن يفعل هذا في حقها !" .وطالب مراد من :"الرئاسة المصرية بأن تعود إلى ما يقوله كتاب الله عز وجل (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ… ) وسنة النبي صلى الله عليه وسلم (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ..) ، فنصرة سوريا واجب وفرض شرعي وعربي وانساني ، سنسأل عنه جميعا أمام الله سبحانه وتعالى ، عن ماذا فعلنا لنصرة الثكلى ، وحماية أعراض الحرائر ، والدفاع عن الأطفال والشيوخ ...فليعد كل منا جوابا !".