أصدرت هيئة علماء المسلمين في لبنان فتوي توجب الجهاد لنصرة المسلمين السنة في مدينة القصير السورية التي يحاصرها الأسد وحزب الله .وقالت الهيئة في فتواها: بعد التطورات الأخيرة في القصير، يتوجب على المسلمين-خاصة العلماء والشباب والأغنياء- مناصرة إخوانهم بالجهاد بأنواعه كلها: بالكلمة والمال والإعانة الطبية والقتال بضوابط الشريعة وأخلاق الإسلام في دَفْع المعتدين بعيداً عن الفتن المذهبية، كلّ واحد بما يستطيع وبحسب حاجة أهلنا في سوريا والأنفع لهم، وتحديد ذلك متروك لكل مسلم بالتشاور مع مَن يثق بهم مِن أهل العلم والخبرة، ولا بد من الإعداد والاستعداد بصورة صحيحة حتى لا يدخل المسلم في التَّهلُكة المنهيِّ عنها.ولفتت الهيئة إلى "تكتُّل قوى الشرّ المحلية والعالمية على إخواننا في سوريا ويظهر هذا بشكل فاضح في معركة القصير خاصة أنّ أهلها استغاثوا بإخوانهم المسلمين، لإنقاذ أطفالهم من الذبح، وأعراض نسائهم من الهتك، ومساجدهم من الهدم والتدنيس، وكل هذا يحصل حقيقةً على أيدي شَبِّيحة قوات الأسد وحزب إيران – المقصود حزب الله - وبقية حلفائه المجرمين، بما يفوق الوصف مما لم يتجرّأ اليهود على عُشْر معشاره".وحذّرت الهيئة "المسلمين من غضب الله إن تخاذلوا عن نصرة إخوانهم، ومن عقابه الذي قد يكون أحد أشكاله أن يسلَّط المشروع الصفوي الإيراني بعد أن يسيطروا على سوريا -لا سمح الله- على دمائنا وأعراضنا في لبنان والخليج وغيرهما. وماذا كنا ننتظر لو أننا مكانهم؟".من جهته، أكد الشيخ السوري عدنان العرعور أن تورط إيران و"حزب الله" في الحرب التي يشنها نظام بشار ضد الشعب السوري إنما جاءت بتخويل دولي.وفي لقاء صحفي موسع مع "جريدة البلاد" بمجلس الشيخ خالد بن عبد الرحمن، أوضح العرعور أن هناك تكالبًا دوليًّا ضد الثورة السورية؛ فـ"إسرائيل" تخشى من امتداد لهيب الثورة السورية إلى الفلسطينيين، مضيفًا أن إيران الضالعة بالحرب في سوريا يقف العالم اليوم مع طائفيتها بكل علنية وصراحة كما هو الحال في لبنان والعراق، مستدلاًّ على ذلك بالسماح لـ"حزب الله" بامتلاك كافة الأسلحة، في الوقت الذي تمنع فيه أمريكا والغرب تسليح المعارضة السورية.وأضاف الشيخ أن الثورة السورية فاضحة، فضحت مؤامرة الممانعة والمقاومة، فضحت حقيقة النظام الإيراني وطائفيته، وفضحت روسيا ومبادئها المزعومة، كما كشفت حقيقة "حزب الله" اللبناني الأمر الذي يعد من أعظم المكاسب التي حققتها الثورة، وفضحت بالإضافة إلى ذلك حكومة المالكي الطائفية ومنظمات حقوق الإنسان.وأكد الشيخ السوري أن نظام بشار الأسد يهدد العالم بإقامة دولة نصيرية عبر إبادة شعب القصير وإزالتها من على الخارطة، حيث إنها تمثل الحاجز الوحيد بين شيعة لبنان والنصيريين في سوريا.وأضاف العرعور أن القصير ما زالت العقدة التي تحول بين هذا التواصل، مشيرًا إلى أن ذلك يفسر العدوان المستمر على أهل القصير والمحاولات المستميتة للسيطرة عليها.ويرى الشيخ أن الدول الكبرى تخطط بالتعاون مع النظام السوري لإضعاف الجيش السوري الحر عن طريق إطلاق كتائب من الشبيحة وخريجي السجون تشوه سمعة المقاومة على غرار صحوات العراق.وأكد أن التحام الجيش السوري الحر بالشعب أقوى من أي ثورة أخرى، مؤكدًا في الوقت ذاته أن دخول "حزب الله" إلى أراضي سوريا كان بإذن دولي ورضا "إسرائيلي"؛ من أجل كسر شوكة الجيش الحر.وعن رؤيته للقضية على المستوى الدولي، طالب العرعور الدول الكبرى بأن يكفوا عن التدخل في الشأن السوري وتنأى بشرها عن شعب سوريا قائلاً: "لا نريد أن يمدونا لا بموقف ولا برجال ولا بمال، نريد منهم فقط أن لا يتدخلوا بشؤوننا".على صعيد متصل، شيع حزب الله الشيعي في لبنان وأهالي بلدتي ياطر وشقرا، في قضاءي صور وبنت جبيل جنوبي لبنان اليوم السبت مقاتلين جديدين من الحزب قتلا في معارك القصير غربي سوريا.ومن المنتظر أن تشيع مدينة صور وعدد من القرى اللبنانية خلال الأيام القادمة مقاتلين آخرين لحزب الله قتلوا في معارك القصير بحسب معلومات قالها أهالي المدنية.