أكد المؤتمر الدولي للغة العربية المنعقد في بيروت بعنوان "العربية لغة عالمية: مسؤولية الفرد والمجتمع والدولة”، أن "ثمة أزمة كبيرة تواجه اللغة العربية، وأنها تزداد تأزما يوما بعد يوم بتأثير المتغيرات والتطورات والتراكمات التي أدت إلى هذه الأزمة الخطيرة”.جاء ذلك بعد الاطلاع على الأبحاث والدراسات وأوراق العمل المقدمة للمناقشة في جلسات المؤتمر، والتي فاق عددها الـ250 ورقة عمل. واجتمع ما يقارب 800 باحث في بيروت، يمثلون 47 دولة من آسيا وإفريقيا وأوروبا وأمريكا واستراليا، وعقدت ما يقارب ثمانين جلسة على مدار ثلاثة أيام، والذي دعا إليه المجلس الدولي للغة العربية. ورحب المشاركون باجتماع العدد الغفير من المعنيين بلغة الضاد، وتبادلهم للأفكار، لكنهم وجدوا أن الأبحاث كانت كثيرة ولم تكن بالجودة المناسبة، والجلسات لكثرتها شتتت تركيزهم، مطالبين أن يكون المؤتمر في دورته الثانية العام المقبل، ويحمل عنوان "اللغة العربية في خطر” أكثر تركيزاً. وأكد المؤتمر "أهمية دور القادة في الدول والمؤسسات الحكومية والأهلية والمجتمعات والأفراد في النهوض باللغة العربية، وأن التراجع الكبير الذي يحدث للغة العربية ليس لضعفها أو لعدم قدرتها على استيعاب كل المستجدات والعلوم والتقنيات والصناعات والمعارف، ولكن لضعف إعداد أبناء وبنات المجتمع وتأهيلهم وتربيتهم وتعليمهم، وعدم تحميل المؤسسات الحكومية والأهلية الوطنية والعربية والأفراد المسؤولية كاملة تجاه اللغة العربية وفق سياسات واستراتيجيات مبنية على قرارات وطنية وعربية على مستوى القيادات في الوطن العربي، وقد نتج عن ذلك تغييب اللغة العربية في الوعي العربي بشكل تدريجي حتى ضعفت قيمة اللغة العربية الوطنية مقابل مزيد من التقدير والاهتمام باللغة الأجنبية”.وخلصت الأبحاث والدراسات وأوراق العمل إلى أن "اللغة العربية في خطر، وأنه يتوجب إعادة النظر بمسؤولية وموضوعية وشفافية ومصداقية عالية في قضية اللغة العربية من الجميع وفي مقدمتهم القيادات العربية وصناع القرار والمسؤولون في المؤسسات الحكومية والأهلية، إضافة إلى أفراد المجتمع في الوطن العربي”.