كتبت - عايدة البلوشي:لا أدري «ريلي» السبب الذي يجعل من «اليوث» يستخدمون كلمات وتعبيرات «إنجلش تو ماتش» عند الحديث خاصة في «الميتنغز» لأن هذا الأمر «دز نت مايك سنس إيسبشلي» لأننا عرب و «وي آر سبوزد تو سبيك» بالعربي وليس بـ«الإنجلش»، هي جملة نشرها أحد الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي للتندر على من يخلط الكلام الإنجليزي بالعربي، إلا أنها جملة باتت تعبر عن واقع حال شباب عربي يرى فيه البعض «دليلاً على ثقافة وانفتاح» فيما يؤكد آخرون أنه ليس أكثر من «انسلاخ مشوه عن الهوية».وتقول سميرة حسن، وهي سيدة بحرينية،: «نظراً لقناعة زوجي بأهمية اللغتين، تعلم ابني محمد الذي يبلغ من العمر 9 سنوات اللغة العربية في البيت حيث إن العائلة بالطبع تتحدث العربية، ولكي يتعلم اللغة الثانية (الإنجليزية) فقد أدخلته مدرسة خاصة، بذلك أتقن اللغتين، وأحياناً بطبيعة الحال يخلط بين العربية والإنجليزية، حيث يستخدم بعض الكلمات باللغة الإنجليزية في حديثه مع العائلة وخاصة جدته التي ترفض الإنجليزية وتحاول بأن تعلمه العربية».وفي المقابل، تقول وفاء عبدالله – ولية أمر لطفلين –: «لا أؤيد أن يتحدث الطفل بالإنجليزية في البيت رغم أهمية تعلم هذه اللغة، لأن تعلمه الإنجليزية يجب أن يبقى بحدود حاجته لاستخدام هذه اللغة وليس بديلاً عن اللغة العربية»، مشيرة إلى أن «خلط اللغة العربية بالإنجليزية يسمم لغتنا العربية ويفضي في النهاية إلى اندثارها».وانتشرت ظاهرة التحدث باللغة الأجنبية أو خلط الكلام العربي بالإنجليزي من قبل الشباب في أوساط الأسر البحرينية، إذ إن هناك عائلات بحسب السيدة وفاء عبدالله «لا تتحدث بجملة وإلا بها كلمات باللغة الإنجليزية، ومنهم من يفضل استخدام اللغة الإنجليزية عند مخاطبة أطفاله سواء في البيت أو المدرسة أو الشارع».وتضيف وفاء عبدالله: «على الصعيد الشخصي، حرصت على استخدام العربية كلغة في البيت مع طفلي الأول (فهد) رغم أنه عندما يذهب إلى بيت خاله هناك الحديث بالإنجليزية حيث أبناء أخي في مدارس خاصة وهم يتحدثون مع أبنائهم باللغة الإنجليزية، وعلى ذلك أصبح ابني فهد يتحدث العربية لأنها لغته في البيت ومع عماته، ولكن بعد جلب الخادمة والتي تتحدث الإنجليزية أصبح ابني الثاني (فيصل) يتحدث الإنجليزية كثيراً وفهد هو الآخر تعلم أكثر منها، بذلك أصبحوا في كلامهم يخلطون العربية والإنجليزية، حتى أصبح زوجي هو أيضاً يخلط العربي والإنجليزي ونصف المجتمع البحريني يخلطون في الكلام».نورة مبارك رأت أن «تعلم اللغة الإنجليزية بات أمراً ضرورياً وحاجة ملحة في العصر الحديث، حيث إنها لغة الحديث مع العالم، حيث إننا نستخدمها في حياتنا اليومية للكثير من المعاملات سواء في الشركات أوجهات أخرى، كما إن تعلمها في مرحلة مبكرة من العمر أسهل وأفضل مقارنة بتعلمها بعد ذلك». وأضافت مبارك أنه «نظراً لأهمية الإنجليزية في الوقت الراهن، أدخلت بناتي في الفترة المسائية في معهد خاص لتعليم اللغة الإنجليزية، إذ إن المدارس الحكومية لا تهتم بمواد اللغة الإنجليزية كما تهتم بالعربية بالتالي الطالب لا يتقن اللغة الإنجليزية بالشكل الصحيح ، لذلك قررت إدخال ابني الصغير مدرسة خاصة ليتعلم اللغة، علماً بأنهم جميعهم يتحدثون العربية جيداً».من جانبه، يقول صالح جمال إن «خلط الكلام العربي بالإنجليزي ظاهرة تدق ناقوس الخطر، إذ إنها انتشرت بشكل كبير جداً، فقد تجد الطفل يتحدث كلمة عربي و10 كلمات بالإنجليزي، والطفل والشاب على حد سواء في كثير من الأحيان عندما يسمع جملة بالعربي بها مفردات قديمة يسأل ماذا تعني وهذا عار علينا كعرب، والأسوأ من ذلك أن الخلط في الكلام العربي والإنجليزي لا يقتصر على الأطفال والشباب فحسب، إنما هي أيضاً لغة الأمهات والآباء الذين من المفترض يعززوا الهوية العربية».رصد وآراء«الوطن» رصدت أحاديث وآراء عدد من الأطفال والشباب حول ظاهرة خلط الكلام العربي بالإنجليزي لتتعرف عن كثب على أسباب هذه الظاهرة الاجتماعية. في أحد المجمعات التجارية، رصدت «الوطن»حديث طفلة لم تتجاوز الخامسة من عمرها، أخذت تتحدث مع والدها وتقول « بابا ابيييي قيم (تعني لعبة) « ومن ثم اشترت ما تريد وقالت لوالدتها (ما باعطيه براذر) أي لا تعطي اللعبة لأخيها.في مشهد آخر، طفل في الرابعة من عمره في المجمع نفسه، يتحدث الإنجليزية وكأنها لغته الأم وما كان من الممكن معرفة هويته الحقيقية لولا شكله البحريني وحديث والده على الهاتف بالعربية. شاب بحريني في العشرينات من عمره، أكد لـ«الوطن» أنه لا يجيد صوغ جملة كاملة باللغة العربية ويضطر لإقحام كلمات إنجليزية لجهله بمرادفاتها في اللغة العربية.