كتب - حذيفة إبراهيم:كشف مصدر مطلع لـ«الوطن» تلاعب أطباء مناوبين ومقيمين في قسم الباطنية بمجمع السلمانية الطبي بالمناوبات الليلية «الكولات» وقبض مستحقات مالية عنها من دون القدوم للمستشفى، موضحاً أن «التلاعب يتم من خلال تغطية طبيب مناوب على آخر بمقابل مادي، أو من خلال تبادل الأدوار في أيام أخرى». وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن «بعض الأطباء يتفقون مع زملاء مناوبين معهم، على العمل بالمناوبات بدلاً عنهم، بمقابل مادي أو بتبادل الأدوار خلال الأيام الأخرى، ويتم التستر عليه وهو في منزله، بينما من المفترض أن يكون على رأس عمله».وأضاف أن «البعض يسجل أنه أخذ المناوبة، التي تبدأ من الساعة الـ2 ظهراً وحتى الـ7 صباحاً من اليوم التالي، ولكنه لا يحضر، ويكون زميله المشترك مع في المناوبة بدلاً عنه، ويكون ذلك الاتفاق إما بمقابل حصول الطرف الثاني على مبلغ المناوبة بدلاً من الوقت الذي يبذله في المناوبة».وأوضح المصدر أن «بعض الأطباء في القسم من درجة طبيب مقيم أول يتحايلون على النظام، حيث يرسلون الأطباء المتدربين إلى قسم الطوارئ، بمعدل ساعة ونصف لكل طبيب، دون أن يكون متواجداً معه حسب ما تنص القوانين، وعادة ما يكون هناك طبيبان تحت التدريب في المكان، ثم يحضر هو لمدة ساعة أو ساعة ونصف، ويتم تسجيل أنه ظل في قسم الطوارئ لمدة 4 ساعات ونصف، بينما يكون هو في الأجنحة أو خارج المستشفى، وعندها تحصل الأخطاء من قبل المتدربين».وتابع المصدر أن «البعض الآخر يتبادل جهاز (البليب) مع المتدربين رغم أن ذلك ممنوع، بينما يكتفي هو بالإشراف عبر الهاتف».وأشار إلى أن «بعض الأطباء يكونون بحاجة إلى تسجيل ساعات المناوبة، لإكمال شروط الحصول على «البورد العربي» أو الخضوع للاختبار، حيث يسجل أنه يناوب في تلك الأيام بينما يجلس هو في منزله، وهناك من يغطي عنه».وأوضح المصدر أن «الحد الأقصى للمناوبات هو 156 ساعة شهرياً، ولا يتم احتساب ساعات العمل الإضافي بعد ذلك العدد من المناوبات، بينما يتراوح مبلغ المناوبة بين 7-10 دنانير للساعة الواحدة بحسب درجة الطبيب الوظيفية، ما يعني حصول الطبيب على مبالغ تتراوح بين الألف و1500 دينار في حال إتمامهم للحد الأقصى من ساعات المناوبة».وقال إن «التلاعب يحصل عادة في مناوبات نهاية الأسبوع والتي تصل إلى 24 ساعة، دون أن يكون هناك حسيب أو رقيب».وأشار المصدر إلى أن «بعض الأطباء، حتى من الذين يحضرون المناوبة، يتلاعبون بساعات تواجدهم، حيث من المفترض أن يقسم وقتهم بين قسم الطوارئ في المجمع، وبين الأجنحة الخاصة بقسم الباطنية، إلا أن ما يجري هو جلوس الطبيب لمدة تتراوح بين ساعة وحتى 4 ساعات في الطوارئ، ويدعي أن باقي الوقت كان في الأجنحة، وهو غير موجود أساساً».وقال إن «هناك أطباء يغلقون جهاز «البليب»، المخصص لاستدعائهم عند نداء الـ»CPR» أو ما يطلق عليه الإنعاش، فضلاً عن الحاجة أحياناً والاستدعاء من قبل بعض الأجنحة أو قسم الطوارئ، بينما يتم الاتفاق على وجود طبيب واحد يغطي الحالات الطارئة».وبين أن «الهدف أساساً من وجود أطباء كثر في المناوبة -وتتراوح أعدادهم بين الـ15 و20 طبيباً يومياً- تغطية الاحتياجات والحالات المتزايدة، إلا أن هذا العدد ليس حقيقاً في معظم الأيام بل هو عبارة عن أسماء على الأوراق، ويكون الموجود بين 7-10 أطباء في بعض الحالات».وأوضح أنه «تم إبلاغ إدارة المجمع بالأمر، والمسؤولين إلا أنهم لم يحركوا ساكناً ومازالوا نياماً بالعسل، وفي حال حصول أي مشاكل أو حالات طارئة، إما أن تتصرف الممرضة من ذاتها، أو يكون هناك ضغط على الطبيب الذي يعمل حينها».