أكدت رائدات أعمال بحرينيات عاملات في قطاع المطاعم والمقاهي، أن القطاع مازال يولِّد كثيراً من الفرص تناسب المرأة الراغبة في البدء بمشروع خاص أو العمل في أحد المشاريع القائمة، رغم الانتشار الواسع لمحلات تقديم المأكولات والمشروبات؛ داعيات لاستكشاف التطور الحاصل في مجال المطاعم والمقاهي حول العالم والعمل على توطينه في البحرين، والغوص أكثر في المأكولات والمشروبات البحرينية التراثية، وإعادة تقديمها في البحرين والخليج العربي والمنطقة بطريقة جذابة.وقالت مؤسسة وصاحبة مطعم بنت الديرة آيات درويش على هامش اللقاء الذي نظمه المجلس الأعلى للمرأة في مركز تنمية قدرات المرأة البحرينية «ريادات» وأدارته عضو المجلس سيدة الأعمال أفنان الزياني- ؛ إن فرص العمل في مجال قطاع المطاعم والمقاهي كبيرة جداً من ناحية تأسيس مشاريع جديدة أو التوسع في المشاريع القائمة، وقد أثبتت المرأة البحرينية جدارتها في هذا القطاع، وكثير من الفتيات البحرينيات خرجن بفكرة بسيطة مثل طبخة معينة أو حلويات بدأن بطبخها وتحضيرها في المنزل، لينتقلن بعد ذلك إلى تأسيس محل أو مطعم، وبعضهن أصبح لديهن أكثر من فرع ومن بينهن من توسعت بأعمالها في دول الخليج.وأضافت درويش أن مطعم بنت الديرة ومقره جدحفص متخصص في جميع الأكلات الشعبية العربية والصينية والتايلندية وغيرها، وزبائنها من البحرينيين ومختلف الجنسيات، ولديها خدمة توصيل، وتتولى بنفسها الإشراف على الطبخ في المطعم، وأن المطعم الذي لم يمر على افتتاحه سوى عامين بات الآن معروفاً ويحقق مبيعات جيدة، وبإقدامها على تنفيذ فكرتها استطاعت الآن أن توظف 8 أشخاص منهم 3 بحرينيين.بدورها أكدت صاحبة مطعم كيتشن إستا منيرة المناعي؛ أهمية دعم المجلس الأعلى للمرأة في تلافي التحديات التي تواجهها المرأة البحرينية في مختلف المجالات ومن بينها مجال دخول سوق العمل، لافتة إلى أهمية اللقاء الذي عقده المجلس الأعلى للمرأة مع رائدات الأعمال في قطاع المطاعم والمقاهي لتجاوز التحديات التي تواجههن ومن بينها ضرورة توفير الاستشارات المتعلقة بتعريف الطاهيات بكيفية تسجيل وتصديرالماركة دولياً وآلياتها وقوانينها، وتعديل قانون العمل لاستثناء العاملات في مجال المطاعم والمقاهي من العمل حتى ساعات مـتأخرة في الليل، والسماح للمطاعم والمقاهي بوضع الإشارات الإرشادية، وتنظيم عمل المشاريع العاملة من المنزل دون ترخيص.وخصت المناعي بالذكر التحدي الأكبر الذي يواجهها وهو عدم قدرتها على العثور على موقع في منطقة حيوية تتمكن من افتتاح مطعمها فيه، مضيفة «منذ نحو عام وأنا أبحث عن مكان مناسب لافتتاح مطعمي الذي يقدم طبخات محلية وعالمية ومعجنات وغيرها، لكن المشكلة أن إيجارات العقارات في المناطق الحيوية مثل ضاحية السيف أو العدلية مرتفعة جداً». وذكرت المناعي أن الخيارات التي طرحت أمامها هي محلات بمساحة 80 متراً يتجاوز إيجارها الشهري 1500 دينار في السيف، يرتفع في العدلية ليصل إلى 3 أو 4 آلاف دينار. وفي ظل عدم رغبتها في إدخال شركاء معها في المشروع، دعت المناعي إلى توفير قروض ميسرة لرائدات الأعمال.من جانبها ذكرت رائدة الأعمال موزة سعدون صاحبة «بنانا سويت» المتخصص في تقديم أنواع من الحلويات الشرقية، أنها انتقلت بعملها من المنزل إلى المحل الكائن في الرفاع منذ نحو 3 أشهر، لكن وزارة الصحة تضع شروطاً كثيرة على المهنة، لذلك ستضطر قريباً إلى إغلاق المحل حتى تأتي بمقاول يتلافى ملاحظات الوزارة، وهي تخشى أن تفقد زبائنها خلال هذه الفترة، وتفكر بالاستمرار في خدمتهم من خلال المنزل ريثما تفتح المحل مرة أخرى.وأوضحت سعدون أنه رغم أن تكلفة تجهيز المحل أول مرة تجاوزت الـ 3500 دينار، إلا أنها لم تلجأ إلى «تمكين» وذلك بسبب «طول المدة التي يتوجب عليها انتظارها قبل أن تبت تمكين في قبول الطلب من رفضه». من جهتها أكدت رؤيا شريف صاحبة «رؤيا كافيه» الكائن في مركز ريادات، أهمية الالتقاء ومناقشة التحديات التي تواجه قطاع المطاعم والمقاهي والاستماع إلى تجارب رائدات أعمال في ذات القطاع وكيف استطعن تجاوز التحديات التي تواجههن.وشددت على ضرورة الترويج لمنتجات رائدات الأعمال بشكل عام، مشيرة إلى أنها تعاني من قلة الخبرة في مسألة التسويق. وقالت شريف: بدأت مؤخراً بتنظيم زيارات لزبائن محتملين، لكني لا أعرف كيف أنظم تلك الزيارات في جدول وكيفية قياس فاعليتها. ويمكنني إقناع أي زبون يدخل المحل بالشراء، ثم أن منتجاتي هي من يتحدث عني، لكن لا زلت أبحث عن وسائل تصل للزبون المحتمل لا أن أنتظره ليأتي لمحلي، لافتة إلى أهمية تدريب وتشجيع البحرينيين للدخول في قطاع الضيافة بشكل عام عبر إقناعهم بجدوى العمل وإمكان التطور المهني والمادي.في السياق نفسه قالت صاحبة «كافيه نصيف» أمينة نصيف أن المنافسة الشريفة بين المطاعم والمقاهي تدفع كل صاحب عمل لتقديم أحسن ما عنده وبالتالي تطوير القطاع بشكل عام، معربة في هذا الصدد عن رفضها الأصوات الداعية إلى منع رائدات الأعمال من إطلاق أعمالهن في مجال الطبخ والحلويات من المنزل.وأضافت نصيف: أعتقد أنه من الأفضل البحث عن الفتيات العاملات من المنزل ودمجهن في مطابخ تجارية كبرى بما يوفر تكامل الأداء والقدرة على تقديم منتج غذائي تجاري منافس. وذكرت نصيف إنها تتولى إدارة العمل في مطعمها الذي يقع في باب البحرين من الألف إلى إلياء بنفسها، لافتة بهذا الصدد إلى الفرص الوفيرة التي يقدمها قطاع المطاعم والمقاهي لرائدات الأعمال، ودعم وزارة الثقافة، ومساعدة منظمة اليونيدو لرائدات الأعمال البحرينيات في مجال المطاعم والمقاهي في دراسة إمكانية تصدير الماركة المحلية، وتشجيع الدخول للحصول على المناقصات في المناطق الحيوية في مملكة البحرين مثل المطار والفنادق والجامعات.