على عمق 800م تحت جليد القطب الجنوبي، في ظلام دامس وصقيع قارس، مازالت بحيرة ويلانز تحت الأرض معزولة منذ ملايين السنين عن أي بيئة خارجية، لكن ذلك لم يحل دون أن يتكاثر فيها أربعة آلاف نوع من الجراثيم. ويظهر تحليل المياه والرسوبيات المستخرجة من البحيرة وجود «مجتمع» من الجراثيم متنوع بشكل مذهل تتكامل في ما بينها في نظام بيئي مستقل.فعدد من هذه الجراثيم تستهلك الأملاح الموجودة تحت الأرض وتنتج منها الطاقة، وتنهل الكربون الضروري لاستمراريتها من غاز ثاني أكسيد الكربون.وجاء في دراسة نشرتها مجلة «نيتشر» العلمية «نظراً إلى وجود ما يقدر بأربعمائة بحيرة جليدية تحت سطح الأرض، وعدد كبير من الأنهار تحت الغطاء الجليدي في القطب الجنوبي، فإن هذه الأنظمة البيئية قد تكون واسعة الانتشار».