بقلم - الشيخ زياد السعدون:من الصفات التي تبغضها المرأة في الرجل، الأنانية، فهي داء يفسد الحياة الزوجية، ويكون سبباً في كثرة المشاكل، وباباً واسعاً للخلاف والشجار، حيث يقدم الرجل حاجته ومصلحته الشخصية، على احتياجات ومصالح زوجته وأولاده، فتراه عندما يشتري لنفسه، يشتري بأغلى الأسعار، وأجود المنتجات، في المقابل عندما يشتري شيئاً لزوجته وأولاده يبحث عن الأرخص، بغض النظر عن الأجود والأحسن، وبعضهم ما أن يحس بأعراض مرض ما يسرع مهرولاً إلى الطبيب، وإذا قالت له زوجته أشعر بكذا وكذا من أعراض المرض، قال لها: «خذي بندول يمكن تصرين زينه»، فإذا أجابته وقالت: «أخذت بندول، ما في فايدة»، قال لها بكل برود: «اصبري لبكرة، الدنيا ما طارت»! وبعضهم أنانيته تظهر جلية في فراش الزوجية، لا يفكر في الطرف الآخر، المهم أن يقضي شهوته، وليشرب الطرف الآخر من البحر، فإذا كان الزوج بهذا الوصف، لاشك في أن الزوجة مع مرور الليالي والأيام وتجمع الغيظ والحسرات في صدرها، سيأتي اليوم الذي يتسلل كرهه وبغضه إلى قلبها، لأن من علامات الحب الواضحة هي تقديم حاجة ومصلحة المحبوب على النفس، فعندها تصل إلى قناعة تامة أنه لا يحبها، فيترتب على ذلك انعدام المحبة والألفة بين الزوجين، فتصبح الحياة كئيبة رتيبة لا طعم لها، ولا لون، فلا يلوم الرجل الأناني إلا نفسه، إذا وجد من زوجته وأولاده الجفاء والإعراض، وهذا حصاد ما زرعت يده، فهو الذي علمهم أن مصلحة النفس وحاجتها مقدمة على مصلحة الغير وحاجته، فعلى الزوج الذكي الناجح أن يظهر لزوجته وأولاده الاهتمام والرعاية، والتفاني والتضحية من أجلهم، فإذا شعروا بذلك زادت المحبة والتراحم بينهم، بل يكون شعارهم العملي «أول من يضحي وآخر من يستفيد».
الزوج الأناني
22 أغسطس 2014