عندما تتحدث وأنت فوق جزيرة صخورها الأماني، وأشجارها الأحلام وأزهارها الأنغام، وهي في وسط بحر من الوحدة والانفراد فأنت في الحقيقة تتحدث فوق منبرك وهي المحادثة الوحيدة التي يجب أن يكون لها الصدى مع نفسك حين ترتطم الأمواج، لأن صوت الأجراس وهو في ذهنك مزيج مما يجري داخل نفسك وما يتم امتصاصه من الخارج، في حين أن الكثير من الأنغام تشكلت منذ البداية، وكثير منها من على قارعة الطريق. إنها هي حياتك المحاطة بالوحدة والانفراد، ولولا هذه الوحدة والانفراد لما كان كل منا ما هو، لولا هذه الوحدة والانفراد لكان كل منا حينما يسمع صوته سيظن أنه صوت لغيره، ولو رأى وجهه لتوهم نفسه أنه ينظر في المرآة.كلما أصبحت الجزيرة مكاناً صعباً للعيش أصبحت بحاجة إلى إيجاد رؤى جديدة وطرق جديدة للعودة لنفسك، أنت بحاجة إلى استعادة حياتك من جديد، أنت بحاجة إلى زراعة نوع مختلف من البذور، لأنه قبل أن تفنى الشجرة تستعد البذرة لتحيا، إنها تكمن في التعرف على أشياء كثيرة، هي الطريق إلى الهدوء الداخلي حيث لا شيء ولا أحد تهزه الرياح. إنها عزيمة قوية تعطيك قوة الجبال في مواجهة مطبات الطريق، تمنحك التألق في حياتك وهي نفسها من يثبتك في مكانك، فكما تعمل على تنميتك، فإنها تعلمك كيفية استئصال الفاسد من كيانك، فهي ترتفع بك إلى أعلى مستويات حياتك لتعانق كل اللطيف فيك تحت النور.علي العرادي