كشف خبير التنمية البشرية د.عبدالله المقابي اتباع جميعة «الوفاق» وأمينها العام علي سلمان استراتيجية جديدة للتأزيم في البحرين عبر «استحضار الخلافات الخليجية القديمة ومهاجمة النظام والمنظومة الخليجية باسم عائلات وقبائل عربية في البحرين ودول الخليج، مع تشكيل كتائب إلكترونية متخصصة لنشر تلك الاستراتيجية».وقال د.المقابي لـ«الوطن» إنه «تم رصد كتائب ومجموعات تستهدف القبائل البحرينية السنية بهدف زعزعة الثقة بينها وبين النظام، مفادها أن (النظام يريد استبدال شعبه بالتجنيس السياسي)، في وقت تتعمد الوفاق الترويج لمقاطعة الانتخابات بشقيها النيابي والبلدي رغم ضغوط أمريكا لدخولها الانتخابات».وأضاف أن «عملية الابتزاز مستمرة من جمعيات سياسية ومعارضين من خلال مطالبات بتوزير المعارضين بأكثر من المطروح من ذي قبل، في وقت يفاوض المعارض في الخارج علي الأسود على توزيره في المملكة مقابل عودته، والحال مع ما تتسمى بالمعارضة لميس ضيف المشهورة بتقلب آرائها وتطرفها تارة وعودتها تارة للتوسط لطلب توزيرها بوزارة التنمية والشؤون الاجتماعية مقابل سكوتها وعودتها للبحرين». وأكد المقابي أن «عدداً كبيراً من مناصري وتابعي الوفاق ومنهم قيادات في الجمعيات قرروا العودة لحياة ما قبل 2011، وأبدوا ندمهم الشديد لتردي الأوضاع الأمنية في القرى الشيعية، إضافة إلى الفجوة الطائفية التي لاتزال حجر عثرة بينهم وبين أخوانهم في المدن البحرينية».وشدد على أنه «لايزال الاعتراف بعدم أهلية قيادات وفاقية من قيادة الشارع وعلى مر 4 سنوات مضت في تشكيك مستمر لما ستؤول له الأمور بعد الاستحقاق الانتخابي لو رفضت الوفاق الخوض فيه». وتابع المقابي: «منذ شهر واحد قررت قيادات الوفاق استخلاص آلية جديدة للتعامل مع الأزمة التي اصطنعتها ومنذ بداية فبراير 2011، حيث تم التشاور مع قيادات خارجية ارتأت أن تكون الوفاق على الحياد في المرحلة المقبلة مع التركيز على التأزيم من خلال الاستراتيجية الإعلامية». وكشف خبير التنمية البشرية أن «اتهامات متبادلة بدأت بين ما يسمى بالمجلس الإسلامي العلمائي المنحل وأمين عام الوفاق ومجلس شوراهم، إذ تعمد الأول إيقاع اللوم على الأمين العام للوفاق بالأزمات المتلاحقة للجمعية». ونقل عن مصدر من داخل الوفاق أن «العلمائي المنحل أنشأ 19 مدرسة دينية في قرى البحرين وحوزة المصطفى الرئيسة و3 حوزات تابعة له، إضافة لمطبوعات فاقت 80 كتيباً ومطبوعة مقسمة على 6 سنوات منذ إنشائه».استراتيجية «وفاقية» جديدةوأشار المقابي إلى أن «العمل الإعلامي المتواصل بالرصد والفبركة والتزييف يهدف للإساءة بسمعة البحرين وحكمها، كما الاستراتيجية الجديدة متعين عليها خلق الفوضى والفتن وتبادل المواقف القديمة وجلبها ورصدها وإعادة بثها ومنها تشويه سمعة البحرين بملف التجنيس السياسي المزعوم، ويعمل الإعلام الوفاقي ومنه الإعلام المرئي «قناة اللؤلؤة» والإعلام المقروء بكافة شبكات التواصل الاجتماعية على بث الدعايات والأقاويل والنكات بقصد وصول جميع المنشور لكافة المستهدفين من المواطنين والمقيمين وخارج الوطن، مهمة مستمرة لتشويه سمعة البحرين وشعبها وقيادتها».وتابع أن «الاصطياد في الماء العكر مهنة من لا مهنة له في ظل وجود فراغ سياسي يشغله المخربون والمتربصون، الأشهر الماضية الخمسة شكلت هاجساً كبيراً لمتطلعي الديمقراطية والمطالبين بالحرية ومن يتسمون بالمعارضة إذ تزايد عدد المنشقين والمخالفين لتلك الرؤية السوداوية والتي تتبناها جمعيات سياسية تابعة لجمعية الوفاق». وأردف المقابي أنه «منذ شهر واحد قررت قيادات الوفاق استخلاص آلية جديدة للتعامل مع الأزمة التي اصطنعتها ومنذ بداية فبراير 2011، حيث تم التشاور مع قيادات خارجية ارتأت أن تكون الوفاق على الحياد في المرحلة القادمة بالخصوص بعد التلويح لمعاقبة الجمعية بإيقاف كافة نشاطاتها لعدم استكمالها النصاب في انعقاد الجمعية العمومية وعدم شفافية مؤتمراتها لأربع مرات إضافة لفوز الأمين لمرتين متتاليتين بالتزكية في جو يشوبه الشك والريبة».خلافات «العلمائي» و«الوفاق»وقال المقابي إنه «من الواضح أن كل هذه المسائل جعلت أطرافاً وفاقية تنعزل عن الوفاق لممارسات هي أكبر من أن تسمى ديكتاتورية وحسب، من ناحية أخرى لا توجد استراتيجية لاحتواء الأعضاء أو وضعهم في الصورة المستقبلية».وأردف: «كما صرح لي أحد أعضاء الوفاق ومن قياديها بوجود تشكيك في كل من ينتسب لها وأن القرارات الوفاقية لا تصدر إلا عن شخصين كحد أقصى ويتفاجأ الجميع بقرارات ومسيرات ودعوات لم يعلم بها مجلس شورى الوفاق».وكشف أن «اتهامات متبادلة بدأت بين ما يسمى بالمجلس الإسلامي العلمائي المنحل وأمين عام الوفاق ومجلس شوراهم، إذ تعمد الأول إيقاع اللوم على الأمين العام للوفاق لكونه السبب في ما وصلت إليه البحرين وحال الشيعة فيها من جو اتهام بالتهميش والتضييق ما لا صحة له بالأصل».ونقل المقابي عن المصدر قوله إن «ما يسمى بالعلمائي كان يمتلك من الحرية ما لا حد لها إذ أنشأ المجلس المنحل 19 مدرسة دينية في قرى البحرين وحوزة المصطفى الرئيسة وثلاث حوزات تابعة له، إضافة لمطبوعات فاقت 80 كتيباً ومطبوعة مقسمة على 6 سنوات منذ إنشائه، فيما دعا مجموعة من طلبة علوم الدين أمين عام الوفاق مراجعة مواقفه تجاه المملكة والقيادة».وتابع المقابي أن «تبادل الاتهامات سياسة وفاقية قديمة وهي سياسة القائد التابع لحزب الدعوة والذي يقود الجمعيات السياسية وجمعيات اجتماعية بذات القيادة الدعوية لحزب الدعوة المشهور، ولا يعترف أحد منهم بالقيادة أصلاً فيما يقوم بالقيادة وتناديهم الناس قادة مرغمين على ذلك لخوفهم من خسارة مكاسب ذات صلة، وتتبادل الوفاق وجمعيات أخرى الاتهامات المستمرة والتشكيك في آراء بعضهم البعض كما حال الكثير من المؤيدين للفوضى الخلاقة ومصدريها للوطن البحريني».«هدنة ضرورية»وقال المقابي إن «الآلية الجديدة التي عمدت لها الوفاق وبما أن الوضع في تصادم مستمر ولإعادة هيكلة برامج أكثر نفعاً وجدوى في ظل تزايد الانشقاق هي الهدنة الضرورية أو الاستقرار الضروري، وتعتمد الآلية الجديدة على إنهاء كل حالات الاحتقان وعدم التصادم مع أي طرف كان والعمل على نحو إعلامي فقط، وهو الأمر الملاحظ منذ فترة بعمل إعلامي متزايد بعد فترة خمول قاربت ستة أشهر مضت، وحتى توصل القرار النهائي للاستقرار الضروري لغاية 15فبراير 2014 القادم، والذي ستستأنف فيه القيادات المؤزمة أعمال التأزيم من جديد في البلاد».وأضاف أن «عجز المعارضين عن الوصول إلى أي نتيجة يجعلهم يبحثون عن البدائل بشكل مستمر، وفي الإطار دخول البحرين عيداً ديمقراطياً بتوافق شعبي مع النظام بالسعر الانتخابي والاستحقاق النيابي القادم، يجعل من كل كذبة وتلفيقة لفقت على البحرين واضحة طوال السنوات الماضية، وكما المعروف أن الدوائر الانتخابية التي لم تحسم مسألة إعادة توزيعها والتي سيتم اعتماد توزيع جديد للدوائر الانتخابية ليكون أكثر تأقلماً مع متطلبات الشعب البحريني وإرادته، كما إن النظام جادّ في بناء البحرين وتقوية شعبها وإيجاد الأكثر لشراكة حقيقية في الحكم تتطور مع تطور المتطلبات وضروريات التغيير، تجد الوفاق والمعارضون أنفسهم في حيرة ولاتزال المطالبات بضمانات التنفيذ قائمة».وتحدث المقابي عن «معلومات تفيد بأنه ستحصل اجتماعات متواصلة مع السفير الأمريكي المنتهية مدته خلال الشهر المقبل قبل أن يغادر البحرين إلى بلد آخر، فيما من المقرر عودة مساعد وزير الخارجية الأمريكي توم مالينوفسكي ودبلوماسي آخر كبير في الأيام المقبلة»، مشيراً إلى أن «الاجتماعات بين مختلف الأطراف لم تسفر لشهرين ونصف من تقدم أو تقبل».«خارج التاريخ»وأكد المقابي أن خطابات علي سلمان لاتزال «خارجة عن صلب التاريخ وفاقدة للوعي والعلم بمكابرة خارجة عن وعي المطلوب والمفروض لوطن صغير بحاجة إلى لم الشمل أكثر مما هو بحاجة إلى المفاخرة والمحاربة ونقل تصور الحزبيات والتهويل بالفرضيات وتعدد القبليات والأقليات والأكثرية». وقال إن «البحرين بحاجة إلى بناء يستعيد فيها ما هدم مكانه ويعي الشعب بمكوناته المختلفة احترام الأقلية فيه والأكثرية ودون وضع عناوين قبلية ومناطقية ومذهبية وعرقية». وشدد على أن «نظام البحرين نظام متكامل وفيه مقومات لو استغلها المعارض لبنى في الوطن ونمى ببنائه، ولكن من يريد الهدم أو تسليم الوطن وبيعه فديدنه العمل والتغريد خارج السرب، خطابات تقليدية على غرار خطاب أمين عام حزب الله في لبنان، خطاب بهيكلته وتصويره وتمثيله مقلد يهدف لزعزعة الأمن والاستقرار وهو حديث السم في مصفى العسل».وخلص المقابي إلى أن «استراتيجية المعارضين في هذه المرحلة ضرب اللحمة الوطنية وتخويف أبناء الطائفة الكريمة السنية من الحكم وبناء فجوات ونقل إشاعات وتزييف بلا حد، ونشر أخبار كاذبة والعمل على بث الخوف من المستقبل، والنزول بقوة في كل المنتديات وشبكات التواصل الاجتماعية وندوات داخلية وخارجية لتهويل وضع البحرين، بل وتشويه سمعتها والادعاء بما ليس فيها، مهمة إعلامية قذرة لنجاح فصول المحدد تنفيذه في هذه المرحلة». وقال إن «نصيحتي الأخوية لكل أبناء الشعب عدم تصديق الدعايات والانجرار خلفها وتصديق ما يأتي هدفاً لتحقيق هدف آخر، والكل يعلم من الشعب أن ملك البلاد المفدى لا يمكن أن يفرط في شعبه أو بالوطن، كما لا يمكن أن يفرط الشعب الوفي بوطنيته وانتمائه وولائه». ودعا إلى «رص الصفوف بوعــي خلف القيادة فيما تريده وترتئيه وإنجاح العملية الانتخابية بكل أبعادها والدخول في مرحلة التصحيح، والمطالبة بالحقوق بكل الوسائل المتاحة السلمية التي هي لم تغب عن ساحة المطالبة المشروعة الواعية دون الإساءة للوطن أو الوطنية أو خدش الحس الوطني».
المقابي: علي سلمان شكل «كتائب إلكترونية» لتأليب قبائل سنية على الدولة
24 أغسطس 2014