أكد أستاذ علم الاجتماع بجامعة البحرين د.باقر النجار، بروز 3 قوى جديدة على الخارطة العربية هي؛ الشباب، القوى السياسية الدينية والقوى الإثنية، لافتاً إلى أن المنطقة العربية تخلو من مسألة متعلقة برسم سيناريوهاتها من قبل مراكز بحثية على مستوى المنطقة العربية.وقال د.النجار خلال مشاركته في ندوة (العرب غداً: التوقعات والمآل) بمركز الحسن الثاني في مدينة أصيلة المغربية الخميس الماضي، ضمن منتدى أصيلة الثقافي الدولي الـ(36) أن ما هو مطروح وما يطرح من قبل الكثير من الباحثين في المنطقة العربية هي تلك السيناريوهات التي ترسم وتصاغ في مراكز البحث والتفكير الغربية والأمريكية وحتى بعض الشرقية، وتلك الدول تحاول نتيجة لغياب السيناريوهات والأوضاع المتفككة في المنطقة العربية؛ أن تخضع سيناريوهاتها لقدر كبير من التنميط في المنطقة العربية. وأضاف د.النجار أن هناك قدراً من الاستمرارية في قدرة بعض الجماعات الفاعلة في الفترات السابقة على المستوى القريب والمتوسط، لكن في المرحلة الأخيرة لاحظنا بروز قوى اجتماعية جديدة تتعلق بالشباب، إلى جانب بروز قوى سياسية جديدة، هذه القوى قد أخذت بعداً دينياً في نشاطها وفي طرحها وفي خطابها العام إلا أنها أصبحت قوى مؤثرة على الواقع الاجتماعي، لافتاً إلى البروز القوي للسلفية بأشكالها المختلفة في المنطقة العربية وقدرتها على تنفيذ أجنداتها في بعض المناطق التي تعاني من حالة اضطراب، وصولاً إلى قدرتها على تشكيل هذه الدولة سواء قبل بها أو لم يقبل، ما يشير إلى بروز قوى جديدة قادرة على التأثير في المسار السياسي والمسار الاجتماعي في المنطقة العربية، ومنها أيضاً؛ الإثنيات المختلفة، منها الأمازيغ، القوى المسيحية والقوى الشيعية وهي قوى مؤثرة في المنطقة العربية، إلا أن تعاطي كثير من الدول والأنظمة العربية معها هو تعاطٍ -كما أعتقد- غير رشيد، وقد استخدمت عادةً الأساليب التقليدية في مواجهة هذه القوى عوضاً عن احتوائها. وأكد د.النجار أن العسكر والقبائل سيبقون مؤثرين في المجتمع العربي على مستوييه وبعديه القريب والمتوسط، ويمكن أن نرى القوى المختلفة في نماذج عديدة، منها النموذج اليمني والنموذج الليبي والسوري والعراقي واللبناني، والتي يأخذ فيها الصراع أشكالاً مختلفة سواء ما بين القوى التقليدية أو الجديدة، لافتاً إلى أن بعض الدول حاولت أن تمنع هذه القوى من أن تكون فاعلة في الساحة، سواء بمحاولة استئصالها أو غيرها، إلا أن كل الأحداث الأخيرة -النظام المصري على سبيل المثال لم يستطع إخماد قدرة الجماعات الإسلامية في المجتمع المصري- منحتهم نزوعاً جديداً لتبني العنف في علاقاتهم مع الدولة، فكلما نزعت الدولة إلى استخدام العنف في مواجهة المختلف السياسي معها، نزعت هذه القوى كذلك لتبني العنف في صراعها مع الدولة.وقال د.النجار إن الأنظمة فشلت في القيام بما نسميه بالدولة الحديثة، وبالتالي قدرة تلك الدولة الحديثة على تطوير نفسها وتبني آليات ووسائط جديدة في إدارة الدولة والمجتمع، وكذلك في التعامل مع هذا النسيج الاجتماعي بكل اختلافاته وتبايناته، مشيراً أن كل تلك الأمور أوصلت الدولة العربية إلى الحالة التي نحن فيها، مضيفاً أن الدولة العربية تعيش حالة من ضعف القدرة التكيفية مع متغيرات سياسية جديدة ومع تغيرات دولية.. وأشاد د.النجار بقدرة بمنتدى «أصيلة» على الاستمرارية على مدى 3 عقود، والإبداع في طرح القضايا والإشكاليات التي تتسق مع الأوضاع الراهنة طيلة تلك السنوات.