كتبت - شيخة العسم:يؤكد المعالج بالرقية الشرعية الشيخ عادل سعد أبوسراقة؛ إجماع العلماء على جواز الرقية الشرعية من كل داء يصيب الإنسان لكن بشروطها، حيث ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالرقية، وفعلها، وأقر عليها. وذكر أبوسراقة لـ «الوطن» أن الرقية تعالج 3 أنواع من الأمراض، هي الجسدية والتي تحدث ألماً بالأعضاء، والأمراض النفسية كالوسواس القهري والاكتئاب، أما الثالثة فهي ما يسمى بالأمراض الروحية كالعين والحسد. * ما هي الرقية الشرعية؟- الرقية الشرعية؛ فهي عبارة عن مجموعة من الآيات القرآنية والأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأسماء الله الحسنى يقرأها المسلم على نفسه، أو ولده، أوأهله لعلاج ما أصابه من الأمراض النفسية، أو ماوقع له من شر أعين الأنس والجن، أو المس الشيطاني أو السحر».أوردها القرآن الكريم * هل وردت الرقية في القرآن الكريم؟ - ورد ذكر الرقية الشرعية في القرآن الكريم، فقال عز وجل في كتابه العزيز «كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راقٍ» سورة القيامة آية رقم 27، وفي السنة النبوية، سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت أدوية نتداوى بها ورقىً نسترقي بها وتقىً نتقيها هل ترد من قدر الله شيئاً قال هي من قدر الله»، وبهذا فإن تأكيد الرسول عليه السلام على هذه السنة ما هو إلا لتقوية قلوب المسلمين والتوحيد بالله عز وجل بعيد عن الشركيات، فالله عز وجل بيده الشفاء وحدة، وقد رقى جبريل عليه الرسول عليه السلام. وقد ابتعد كثير من الإخوة والأخوات عن منهج التوحيد، وتراجع حسن الظن الحقيقي بالله، وقلة التوكل عليه، واللجوء إليه في أمور حياتهم خصوصاً في حالات الحزن الشديد، أو القلق، أوالخوف من المستقبل، أوالتوتر الدائم، وغيرها من الحالات النفسية، أو التعرض لأزمات صحية أومالية، وتأثير ذلك على عقيدتهم، وعلى أنفسهم، وعلى حياتهم، تأثيراً سيئاً. * ما شروط الرقية؟ - إن للرقية شروطاً وشـروط الرقيـة ألا يكون فيها شرك ولا معصية فلا تكون فيها كلمات تحمل معنى محظوراً شرعاً، ثانياً أن تكون باللغة العربية أوما يفقه معناه، أي بلغة يفقه معناها، ثالثاً ألا يعتقد الراقي أن الرقية تؤثر بذاتها بل بإذن الله تعالى فالضر والنفع بيد الله، وما الرقية الشرعية إلا سبب في العلاج». - ما حكمها؟ - أجمع العلماء على جواز الرقية من كل داء يصيب الإنسان بشروطها الثلاثة والتي سبق ذكرها، وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالرقية، وفعلها، وأقرعليها والأدلة كثيرة منها قول عائشة رضي الله عنها ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى يقرأ على نفسه وينفث فإذا اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيمينه رجاء بركتها )، وأيضاً قوله صلى الله عليه وسلم ( لابأس بالرقى مالم تكن شركاً) ، وقوله صلى الله عليه وسلم ( من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل). التركيز على الرقية الثابتة * وما طريقتها؟ - طريقتها أن يبدأ برقية نفسه بآيات من كتاب الله عز وجل مع التركيز على آيات الرقية الثابتة في السنة المطهرة، كالفاتحة وأوائل سورة البقرة وآية الكرسي، وأواخر سورة البقرة، وأول سورتين من آل عمران، والإخلاص والكافرون والمعوذتين، وأذكر لكم بعض آيات الرقية المختارة وهي عدة، ولا بأس بأن يطلب الرقية، والأفضل وأن لا تطلب الرقية وأن يقوم الشخص برقية نفسه بنفسه وهذا دليل الإيمان والتوحيد بالله. أما عما يقوله بعض الرقاه في أن سورة البقرة هي ليست شفاء أرد قائلاً كيف لا تكون شفاء وهي كلام الله تعالى، والشيطان لا يحب كلام الله، وقراءتها والمواصله في قراءتها دون تسوف أو تعب وملل هو دليل على عدم وجود عين أو سحر فالشيطان لا يحب سماع كلام الله. * هل الرقية خاصة بمرض معين؟- عندما نتساءل عن عدد الأمراض فمن غير الممكن إحصاءها لكثرتها وتنوعها ولكن، هناك 3 أنواع قسمت وصنفت عليها الأمراض، الأولى الأمراض الجسدية والتي تحدث ألماً بأعضاء وسد المريض، ثانياً الأمراض النفسية وهي كالوسواس القهري والاكتئاب، أما الثالثة وهي ما تسمى بالأمراض الروحية وهي مالا يعترف فيها بالعلم الحديث أو الأطباء وهي العين، الحسد المس والسحر، وجميع هذه الأمراض يتم علاجها وشفاؤها بإذن الله بالرقية الشرعية، ومن أعراضها أن يصيب المريض دوار بسيط في الرأس، حرارة في اليدين، خفقان في القلب، وألم في الجسد. إن الرقية شفاء من الله ولابد من الإشارة إلى أنها لا تختص بمرض دون آخر لقوله تعالى (وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين)، لكن على الإنسان ألا يتعجل وأن يتيقن الشفاء ويعرف بأن الشفاء من الله وحده والرقية ما هي إلا سبب في الشفاء، كما أن الشفاء يأتي على مراحل ولا يشترط أن يشفى المريض من أول رقية، فلربما يحتاج المريض لأكثر من جلسة ولفترة علاجية وبعدها فترة نقاه ، حالها حال الأمراض العضوية والدواء. وقد اكتشف الروس مؤخراً بالعلم الحديث أن للعين أسهماً وشراراً تخرج منها، وبهذا يدل على أن هناك سهماً وحسداً يصيبه الإنسان أخاه بقصد أو من غير قصد، لهذا وجب أن يذكر الله في كلامه، وربما أصابه بالموت أيضاً، ففي حديث «سهل» وهي حادثة للصحابة أن صحابياً أصاب صحابياً أخر فصرع فمات من فوره، وقال عليه السلام «علام يقتل أحدكم أخاه» أو كما قال عيه السلام. إمكان رقية المنزل * يمكن رقية المنزل؟ - من الممكن أن يكون البيت مسحوراً أو مصاباً بالعين خصوصاً إذا كان أهله على قلب واحد أو كان منزلاً فخماً وغيره، فيصيب أحدهم المنزل بنظرة حسد، والبيت الذي لا يقرأ القرآن فيه هو عرضة لمثل هذه الأمور، وأيضاً ممكن أن يكون أهل البيت في الخارج يفرحون وسعيدين وعندما يدخلون المنزل يتشاجرون ويشعرون بكتم واكتئاب، وهنا يجب عمل التالي وهو، قراءة القرآن، جلب ماء البحر أوملح ورميه في زوايا المنزل وعتباته، كما قال عليه السلام عن البحر (الطهور ماؤه والحل ميتته، مع السدر والشبه). * ما الفرق بين الرقية والشعوذة؟ - يختلط على الكثير من الناس مسألة التمييز بين الرقية الشرعية الصحيحة المستمدة من السنة النبوية وبين الشعوذة والسحر، كما يختلط عليهم الشخص الراقي في أن يكون راقياً صالحاً أم مشعوذاً ساحراً، أما بالنسبة للرقية فهي تكون آيات قرآنية وأدعية صحيحة عن الرسول عليه الصلاة والسلام والاستعانة بأسماء الله الحسنى وصفاته، وأن تكون واضحة مفهومة بلغة عربية صحيحة، أما الشعوذة، فتكون بتمتمات وكلمات غير مفهومة ومبهمة تتلى بصوت منخفض حتى لا تسمع ما يقال وإن كانت تتلي عليك كلمتان بصوت عالٍ من القرآن ليتم إلهامك بأنه قرآن ويجذبك وهذا عادة السحرة والمشعوذين. وبالنسبة للمشعوذ فإن ليس كل صاحب رقية ولبس شماغاً وثوباً قصيراً فهو معالج، فالشكل ليس دليلاً، وإن أغلب المشعوذين يقومون بهذه الأمور للتنويه، حيث أول سؤال يسأل عن اسمك واسم أمك وهذا حتى يتسنى للجن مساعدته لجلب معلومات له عن المريض، كما يكون من ضمن عمله وعلاجه تمائم أو يطلب جلد حيوان مفترس وغيره، مع طلب مبالغ خيالية للنهب والسرقة تصل إلى آلاف الدنانير».. الراقي مشهود له بالصلاح * ما مواصفات الراقي المعالج؟ - هناك صفات معينة تدل على صلاحه بأن يكون من أهل السنة والجماعة والصلاح، بأن يكون صالحاً، عقيدته التوحيد بالله سبحانه، بأن يقول كلاماً مفهوماً واضحاً خلال الرقية، مشهوداً له بالصلاة جماعة في المساجد. * هناك من لا يعتقد بأحقية الراقي بالحصول على أجر كباقي المهن؟ - قد ينال المشعوذ والساحر في بلادنا العربية والخليجية، نقوداً كثيرة، فلماذا يقصى حق الراقي «المطوع»؟! لقد أمر الرسول عليه السلام الصحابة دفع أجر للراقي، وبهذا يجوز أن يأخذ الراقي حقه، وما نجد من المرضى بأنهم يقومون بإقصاء حق الراقي بإعطائه ثمناً قليلاً جداً كخمسة دنانير أوعشرة دنانير كحد أقصى، وهذا لا يعطيه حقه فهو يقدم خدمة مثله مثل باقي المهن وكالأطباء أيضاً، فهو يعطيك من وقته وجهده وتعبه وكثيراً منهم يستقبل المريض في منزله، فلابد أن تقدر هذا العمل له. أيضاً أصبح اليوم أغلب من يبيع العسل يصبح راقياً، فيبيع العسل بمبالغ طائلة يذكر أنه مقروء عليه، وأنه خص العسل برقية خاصة، فأقول وأتساءل وللمشتري أن يسأل هذا الراقي، من أين لك هذه الرقية الخاصة؟، هل خصك فيها رسولنا الكريم، هل علمك شيئاً وخصك به ولم يعلمنا، وكيف وصلت لك هذه الرقية، فلا تخدعوا من هؤلاء ولا من السحرة المشعوذين. ويمكن أن يجتمع الرقية والأعشاب في العلاج ولا بأس في هذا، كالعسل، والسدر، الحبة السوداء، الزيتون، التمر، تمرعجوة. وفي دعاء علمني إياه الشيخ لمن وقع عليه حسد (اللهم اشفني وعافني من عين وحسد)، ويسمى الاسم المشكوك فيه بالحسد 7 مرات. وأنا شخصياً لا أملك محلاً ولا مركزاً، ولست شريكاً لأحد في الرقية أوغيرها، وقد سألني الكثير من الناس عما إذا كان لي شيء مما ذكرت، وأؤكد على هذا الأمر مراراً وتكراراً.