أطلق مهرجان «فيزا بور ليماج» الدولي للتصوير الصحافي فعاليات دورته السادسة والعشرين أمس في بيربينيان «جنوب فرنسا»، على خلفية قلق متزايد من تداعيات الأزمات والنزاعات على هذه المهنة.وتفرض المستجدات في أوكرانيا وغزة وسوريا والعراق نفسها على هذه الدورة التي لن تغفل عن إحياء ذكرى الصحافيين الكثيرين الذين قضوا خلال تأدية مهامهم والبالغ عددهم حتى الآن 70 منذ بداية العام 2014.وقال جان فرانسوا لوروا مدير المهرجان ومؤسسه خلال عرض دورة العام 2014 أن «الصحافيين لا يحملون الأسلحة ولهذا السبب بالتحديد هم مستهدفون».وانتهز لوروا هذه المناسبة لتكريم ذكرى جيمس فولي الصحافي الأمريكي الذي ذبحه مسلح ملثم من تنظيم الدولة الإسلامية في شريط فيديو نشر على الإنترنت، وذلك بعد اختطافه لأكثر من سنتين. وذكر أيضاً المصور الأمريكي كريس هوندروس الذي قتل في ليبيا سنة 2011 وأنيا نيدرينغهاوز المصورة الألمانية التي قتلت برصاص شرطي أفغاني في كابول فيث أبريل، فضلاً عن الفرنسية كاميل لوباج التي قضت في أفريقيا الوسطى 12 مايو.وكشف مدير مهرجان «فيزا بور ليماج» أنه سيتم قريبا إطلاق جائزة تحمل اسم كاميل لوباج. وتضاف إلى المخاطر المحدقة بهذه المهنة إمكانية بيع الصور اليوم بأسعار زهيدة.وندد مؤسس «فيزا بور ليماج» في افتتاحية برنامج المهرجان الذي تنعقد فعالياته بين 30 أغسطس و14 سبتمبر بممارسات تنشر في هذا القطاع تقضي بـ «تحديد السعر مسبقاً».وتكلم عن الحيرة التي وقع فيها أحد المصورين الذي لم يكشف عن هويته عند الاطلاع على الأسعار المعتمدة اليوم، مثل 0,58 يورو لصورة عن تحركات الربيع العربي أو 0,88 يورو لأخرى عن سقوط جدار برلين. وقال له هذا المصور المعروف الذي يزاول هذه المهنة منذ أكثر من 30 عاماً إن «صوري باتت أرخص من واق ذكري».وطلب جان بول غريوليه رئيس جمعية «فيزا بور ليماج» مساعدة الأوساط السياسية والمالية لإنقاذ التصوير الصحافي من المطامع المالية البحتة.وأكد لوروا أنه، خلافاً للأفكار المتداولة، فإن مهنة التصوير الصحافي ليست مهددة من قبل العاملين المبتدئين في مجال التصوير والفيديو الذين يسعون إلى بيع ريبورتاجات خاصة. وقد خصص المهرجان في دورته هذه معرضاً لهؤلاء المبتدئين تحت عنوان «أماتور أون ذي سبوت».وتقدم الدورة السادسة والعشرون نظرة جديدة إلى حرب فيتنام مع صور ملتقطة من «هؤلاء في الشمال» من أمثال دوان كونغ تينه وماي نام وهوا كييم الذين غطوا الحرب تحت القذائف الأميركية.ويخصص معرضان لبيار تردجمان ومايكل تسومشتاين عن أعمال العنف الطائفية في أفريقيا الوسطى وآخر لماري كالفرت عن الاعتداءات الجنسية في صفوف الجيش الأمريكي، فضلاً عن معرض لأوليفييه لابان-ماتيي عن الاستغلال المفرط للموارد المنجمية في منغوليا، وذلك على سبيل التعداد لا الحصر.وتشارك وكالة فرانس برس في المهرجان من خلال معرض جماعي عن إعصار هايان الذي ضرب الفيليبين نوفمبر 2013.وستقدم عدة جوائز ومنح في هذه الدورة بقيمة إجمالية تناهز 157 ألف يورو.
المهرجان الدولي للتصوير الصحافي ينطلق وسط النزاعات
31 أغسطس 2014