كتبت عايدة البلوشي:طالبت أمهات عاملات ونساء بوضع حضانة أطفال العاملات ضمن جدول المناقشات والاقتراحات في المجلس النيابي المقبل وإيجاد حل لمشكلتهن، فيما اقترحت أخريات تخصيص مكان قرب مؤسسات عملهن لرعاية الأطفال.وأشرن، في مناقشات مع «الوطن»، إلى أن المرأة البحرينية تواجه العديد من الصعوبات عند الجمع بين الأمومة والوظيفة خاصة مع وجود أطفال، حيث لا تجد الموظفة منهن مأوى لطفلها الذي يبلغ شهوراً من عمره أثناء فترة غيابها عن المنزل، ويحتم عليها بأن تختار أحد الخيارات المتاحة أمامها أما تضعه مع أمها التي لا تقوى على رعاية الأطفال لكبر سنها أو مع أم زوجها التي تكون ربما هي الأخرى «مشغولة» أو خيار الخادمة.وطالبن الدولة بالنظر في هذه القضية ووضع حلول موضوعية لها، في سبيل دعم المرأة البحرينية العاملة في القطاعات كافة، ودعون المجلس الأعلى للمرأة بدراسة هذا الموضوع.التغيب عن العملوقالت منى ناصر «المرأة العاملة كثيراً ما تواجه مشكلة في الفترة الصباحية، حيث أنها تكون في هذه الفترة في موقع عملها حتى ما بعد العصر، وبالتالي تحتاج إلى من يعتني بأطفالها الصغار»، مشيرة إلى أنه لا خيار في المجتمع البحريني سوى الخادمة، فتجدها تجلب الخادمة من أجل طفلها.تواصل: وعلى الصعيد الشخصي، لدي طفلة (سارة) في الروضة، أما بدر فيبلغ من العمر 10 أشهر بالتالي لا أستطيع تركه لوحده مع الخادمة في المنزل، لذلك اضطر أخذ الخادمة مع بدر منذ الصباح الباكر إلى بيت والدتي التي تقوم بدورها بالإشراف – إن صح التعبير- على الخادمة، ومع ذلك كنت أواجه بعض الصعوبة، حيث إن والدتي كانت في بعض الأيام تضطر للخروج من المنزل لإنهاء احتياجاتها المنزلية وإلخ..، ففي مثل هذه الأيام كنت أقف حائرة أين أترك طفلي وأضطر بأن أغيب عن العمل وهو ما يؤثر على التقييم السنوي في العمل.المجلس النيابيوتتحدث سميرة عبدالله عن تجربة أختها وتقول: في الحقيقة موضوع حضانة أطفال العاملات من أهم القضايا التي يجب أن توضع ضمن جدول المناقشات والاقتراحات في المجلس النيابي المقبل، وعلى المترشحات طرحه بقوة على أن تكون لهذه المشكلة حل، حتى تأتي الأم إلى عملها وهي مطمئنة على أطفالها كأن يتم تخصيص مكان للأطفال بالقرب من المؤسسة التي تعمل فيها الأم، وإذا كانت هناك استحالة في تحقيق هذا المطلب نرجو أن يتحقق ذلك للأمهات العاملات اللاتي تكون الفترة الزمنية لعملهن طويلة أو أن مؤسساتهن لا تعترف بالإجازات الرسمية أوالوقت كالذين يعملون في قطاع الإعلام.تجربة واقعيةوعن واقعها تقول إيمان إسماعيل إن العمل يحقق أهدافاً وطموحات للإنسان، فالهدف من العمل ليس مكسباً مادياً فحسب، إنما هناك أهداف أخرى تأتي في مقدمتها تحقيق ذات الفرد وصقل مهاراته ومشاركته في بناء الوطن، فهناك كثير من الناس ليس بحاجة إلى دخل مادي آخر حيث لديهم ما يكفيهم الا أن حبهم للوطن ورغبة منهم لتحقيق أهدافهم فهم يعملون.تتابع: على الصعيد الشخصي، اعتبر عملي جزءاً مني، فمن خلاله أستطيع تحقيق أهدافي وطموحاتي، رغم أنني مادياً لست محتاجة فزوجي لديه شركة ولم يقصر معي وترك لي خيار العمل أو تركه إلا أنني اخترت أن أواصل عملي لأحقق أهدافي وطموحاتي، ولكن بعد إنجابي طفلي الأول طلب مني زوجي ترك الوظيفة بحجة ضرورة العناية ورعاية المولود الحديث خاصة وأن والدته تعمل أما والدتي فهي كبيرة في السن ومريضة لم تستطع العناية بالأطفال.مشاكل مع أهل الزوجأما لمياء جاسم فتقول: المرأة العاملة تواجه مشكلة كبيرة عندما يكون لديها طفل لا يتعدى عمره شهوراً، حيث - وبطبيعة الحال - تحتاج إلى من يعتني به أثناء فترة غيابها عن المنزل، بالتالي لا خيار لديها سوى الخادمة إلا أنها لتطمئن على طفلها لابد أن تضع الخادمة والطفل في بيت أمها أو بيت والدة زوجها، وفي كلا الحالتين تكلفهم عناء الاهتمام بالطفل رغم وجود الخادمة. تضيف: في الحقيقة هذه المشكلة تسبب الكثير من المشاكلات في المحيط الاجتماعي، وفي قصة لإحدى قريباتي التي لديها طفلان (توأم) يبلغان من العمر الآن سنتين، وهي أمراة عاملة في إحدى الجهات الحكومية تضطر بأن تترك طفليها لدى الخادمة طوال فترة غيابها حيث إن أمها لا تحب الاهتمام والانشغال بالأطفال وعلى حد تعبيرها (مافيها شدة يهال)، أما والدة زوجها التي دائماً ما تشتكي من إزعاجهم بالتالي لا تفضل بأن تتركهم عندها.وتقترح جاسم: بأن تنظر الدولة في هذا الموضوع وتضع الحلول الموضوعية له، في سبيل دعم المرأة البحرينية العاملة في القطاعات كافة، وعلى المجلس الأعلى للمرأة دراسة هذا الموضوع.