كتب - وليد صبري:يحتاج جاسم (42 عاماً) إلى الحجامة بين فترة وأخرى، وهو على قناعة تامة أنها تعالج الكثير من الأمراض، إلا أنه لا يخفي قلقه من إمكانية إصابته بمرض ما، جراء انتقال العدوى عن طريق استعمال أدوات الحجامة لأكثر من شخص. ويتفق تركي (37 عاماً) مع هذا الرأي، ويدعو لتنبيه الحجام إلى ضرورة تعقيم الأدوات واستخدامها مرة واحدة فقط، والتخلص منها بعد الحجامة. والحجامة علمياً طريقة لتسريب الدم الفاسد والمتخثر وكريات الدم المهترئة باستعمال «الكاسات»، ويكون بطريقتين حجامة رطبة أو جافة، وهي طريقة طبية قديمة كانت تستخدم لعلاج كثير من الأمراض عندما كانت الوسائل العلاجية محدودة.الممنوعون من الحجامةويخشى الباحث في الطب النبوي كمال مال الله بورشيد، من يوم ينفر الناس فيه من التداوي بالحجامة الإسلامية التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم، بسبب ممارسات خاطئة وخطيرة لبعض الحجامين.ولفت إلى أن الحجامة علاج طبي ينبغي أن يكون منضبطاً بشروط واحتياطات طبية وصحية، وقال إن «الإساءة في تطبيق الحجامة ينشر الأمراض وينقلها لآخرين وضعوا ثقتهم في غير محلها».ونصح بورشيد «الحجام والمحجوم بضرورة اتباع نصائح وإرشادات صحية قبل إجراء الحجامة»، داعياً الحجام لتقوى الله في عمله وأن يكون حريصاً على اكتساب الخبرة والثقافة الطبية ومعرفة كيفية التشخيص والإلمام بالإسعافات الأولية والأشخاص الممنوعين من الحجامة».ونبه إلى ضرورة تعقيم أدوات الحجامة والتخلص منها بعد الاستعمال، وعدم استخدام نفس الأدوات لأشخاص آخرين، وتعقيم أماكن الحجامة على الجسم قبل وبعد إجراء الحجامة.وأضاف بورشيد أن قائمة الممنوعين من الحجامة تشمل مرضى الغسيل الكلوي، وسيولة الدم، ومرضى القلب والحوامل والمصابين بالحمى والسكريون من الدرجة الثانية.ونفى أن تكون الحجامة علاجاً لكل داء، موضحاً أنه «لا يمكن علاج الأمراض المستعصية بالحجامة، ولكن يمكن استخدامها كعلاج جانبي لتسكين الألم أو تحسين الحالة العامة للمريض».وقال بورشيد «من يطبب بالحجامة فهو بين أمرين، إما أن يكون ماهراً حاذقاً ذي خبرة ودراية، أو متطفلاً جاهلاً بالعواقب المترتبة شرعاً وقانوناً».تعقيم الأدوات وقالـــت استشــارية طـــــب العائلة والأخصائــــية النفسية والمعــــالجة بالحجامة د.سمية الجودر إنه «من أجل ضمان عدم انتقال العدوى من شخص إلى آخر خلال ممارسة الحجامة، لا بد من استخدام المحجوم لأدواته مرة واحدة فقط». وذكرت أن «هناك نوعين من الأدوات المستخدمــة، الأول زجاجــــي وهنا لابد من جهاز تعقيم (أوتوكليف)، والثاني بلاستكي وهو النوع الأكثر انتشــاراً واستخـــــداماً، وبالإمكان تعيقمها باستـخــدام أقراص التعقيم أو الكلوركــس أو الديتــول، ويفضل استخدامها مرة واحدة، وينصح أيضاً استخـــدام البيتاديــن تركيز 10%، لتعقيم منطقة الجروح قبل التشريط وبعد انتهاء الحجامة، لوقاية الجروح من المضاعفات والالتهابات، وحتى لا تترك آثاراً مكان الحجامة».ولفتت الجودر إلى أن «الحجامة لها دور كبير في التخلص من أنواع الصداع وآلام المفاصل والفقرات وانزلاق الغضاريف، وتنشيط الجهاز المناعي، والتغلب على الخمول والأرق، والوقاية من جلطات القلب والدماغ».وأوضحت أن «هناك ضوابط لابد من اتباعها خلال عملية الحجامة أبرزها معرفة مواضعها حسبما أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم مثل الهامة والكاهل ومواقع الألم».ودعت إلى الاستعداد نفسياً قبل إجراء الحجامة «يفضل أن تتم أيام 17 و19 و21 من الشهور القمرية العربية، حيث أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن «سوائل الجسم ترتفع مع اكتمال القمر بدراً وترتفع الخلايا الضارة والشوائب إلى أعلى جدران الأوعية الدموية، وتبقى قرب الشعيرات الدموية، وهي لا تخرج إلا بالحجامة».ونصحت الجودر «بضرورة التركيز أثناء إجراء الحجامة، وإسعاف الأشخاص الذين يشعرون بهبوط الضغط أو الدوار»، مشيرة إلى «ضرورة عدم إجراء حجامة لشخص يعاني من ارتفاع درجة الحرارة أو في موضع التهاب أو خراج أو خلية سرطانية».فاصل زمني بين الحجامةوقــال الحجــام «إ . أ»، إنه «قبــل إجراء الحجامة لا بد من التأكد من سلامة الشخـص المحجـــوم ومعدل سيولة الدم لديه ومعرفة الأمراض المعدية وتحري الوقت المناسب للحجامة».وأضاف «لابد من وسائل التعقيم والقفازات واستخدام الأدوات مرة واحدة وعدم تكرر استعمال المشرط لأكثر من شخص، لضمان عدم انتقال العدوى من شخص لآخر».وأشار إلى أن «الحجامة تلعب دوراً في تخفيف الآلام وعلاج بعض الأمراض، ومنها ضغط الدم والأملاح، والتهابات المفاصل»، فيما نصح «باختيار الوقت المناسب لإجراء الحجامة ويفضل أن تكون منتصف الشهر العربي خاصة أيام الوتر، والتأكد من الحالة الصحية للشخص، والتمهيد لمن يحجم لأول مرة بشرح العملية وتبسيطها، مع مراعاة مراقبة المريض الذي قد يصاب بالإغماء أثناء الحجامة وتزويده بالسكريات». ونفى صحة ما يشاع أن الشخص يجب أن يتحجم مرة كل عام لا أكثر، وقال «يمكن عمل الحجامة بحسب الحالة أكثر من مرة في الأسبوع، مع مراعاة الفاصل الزمني».