دعا المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية جموع الأمة بعلمائها ومفكريها وفقهائها ودعاتها إلى محاصرة فكر تنظيم «الدولة الإسلامية» الإرهابي المتطرف، والتحذير من خطره، لصيانة شباب الأمة من الوقوع في مصائد التكفيريين المتطرفين والانضمام إلى التنظيمات المشبوهة، مؤكداً أن «ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» وغيره من التنظيمات التكفيرية الإرهابية المتطرفة خطر داهم على الأمة؛ بل وعلى البشرية جمعاء».وقال المجلس، في بيان أمس، إن «على العلماء والخطباء والدعاة والمفكرين والإعلاميين القيام بواجبهم ببيان خطر ذلك التنظيم المارق وكشف جرائمه، والتحذير من آثارها على الأمة في حاضرها ومستقبلها، وبيان حرمة الانضمام إلى تلك التنظيمات الإرهابية أو مناصرتها أو تمويلها».وأكد المجلس «ضرورة قيام العلماء والدعاة والخطباء بدورهم في توعية الشباب وتعريفهم بجوهر الإسلام النقي ووسطيته، ورحمته، وسماحته بالناس كافة، ليكون ذلك حصناً لهم من الوقوع فريسة وضحيةً في مستنقع هذا الفكر الإرهابي المتطرف». وأدان بشدة ما يفعله ذلك التنظيم الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية المتطرفة من قتل للأبرياء وسفك للدماء المعصومة من المسلمين وغير المسلمين، مستنكراً «جرأة المنتسبين لهذا التنظيم على إزهاق الأرواح باسم الدين والدين منهم براء».واعتبر المجلس في بيانه أن «داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية قد ارتكبت من الجرائم البشعة الشنعاء المحرمة تحريماً قاطعاً، مما يخالف نصوص الشريعة الإسلامية الغراء، ويتناقض مع مقاصدها وغاياتها السمحة، مستهيناً بحرمة الدماء وعصمة الأنفس التي التي حرم الشارع الحكيم المس بها فضلاً عن إزهاقها».وأوضح المجلس أن «الله تبارك وتعالى جعل من حرمة الدماء حصناً محمياً ضمن مقاصد الشريعة الغراء، وتواردت النصوص الشرعية القاطعة من الكتاب والسنة على حرمة سفك الدماء، وأن إزهاق الأرواح من أبشع الجرائم النكراء في حق الإنسانية، قال تعالى في محكم التنزيل: «أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً»، وقال سبحانه: «وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطئاً». وقال صلى الله عليه وآله وسلم مخاطباً أمته في حجة الوداع: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم؛ كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا». وقال النبي الكريم : «لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً»، وقال: «كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه وماله وعرضه»، وقال: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده»..وأشار «الأعلى للشؤون الإسلامية» إلى أن «الأمة الإسلامية أجمعت -سلفاً وخلفاً- على وجوب صيانة الأرواح من كل ما يهدد وجودها أو ينتقص من حقها في الحياة الكريمة، بغض النظر عن الدين أو العرق الذي تنتمي إليه، واستناداً إلى جملة النصوص الشرعية الواردة في حرمة الدماء».واستنكر المجلس الأعلى بشدة «الأعمال الإجرامية التي أقدم عليها ذلك التنظيم المتطرف بحق المسلمين الأبرياء وبحق المستأمنين والمسالمين من غير المسلمين، كما يؤكد على أن بشاعة جرائم ذلك التنظيم الإرهابي الهمجي، وما يمارسه من صور مفزعة لقتل الأبرياء والتعدي السافر على الأنفس المعصومة؛ لهو أشد خطراً على الإسلام والمسلمين من جرائم غير المسلمين بحق المسلمين، حيث تمثل هذه الصور النكراء لجرأة التنظيم وبشاعته في القتل وسفك الدماء المحرمة، وهو ما يعتبر خروجاً صارخاً عن الطبيعة الإنسانية وليس فقط عن جوهر الإسلام ومبادئه وقيمه، ما يؤدي بدوره إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين، ويعكس للعالم صورة غير حقيقية منافية لما جاء به الإسلام من رحمة وسماحة عامة بالخلق أجمعين، إذ قال تعالى: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»».واختتم المجلس بيانه بسؤال الله تبارك وتعالى أن يجنب بلاد المسلمين شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحفظهم من كل سوء ومكروه.