أدى حريق في مكب يضم ستة ملايين طن من النفايات في العاصمة التايلاندية بانكوك مع انبعاثاته السامة، إلى إدراك الكثيرين لهذه الآفة الخطيرة التي تمثل قنبلة موقوتة تهدد مستقبل المدن الكبرى.ويطالب السكان منذ زمن طويل إقفال مكب برايكسا الذي تنبعث منه الروائح الكريهة في حيهم الواقع في ضاحية صناعية بعيدة من العاصمة.. لكن عبثاً.غير أن هذا الحريق الهائل الذي لوث هواء شرقي بانكوك على مدى ثمانية أيام في الربيع، أثار جدلاً وطنياً بشأن كيفية إدارة أزمة ملف النفايات.وتنتج بانكوك -المدينة الكبرى التي تعدادها 12 مليون نسمة- 10 آلاف طن من النفايات يومياً، وهي نسبة لا يستهان بها من أصل 27 مليون طن من النفايات تنتجها البلاد سنوياً، ويساهم في تفاقم هذه المشكلة توافد عشرات ملايين السياح إلى البلاد.ووضع المجلس العسكري الذي تولى حكم تايلاند إثر انقلاب عسكري مايو، إدارة ملف النفايات على سلم أولوياته في برنامجه للحكم.وليست تايلاند في هذا المجال نموذجاً يتيماً. فمن جاكرتا إلى مانيلا، تواجه كبرى مدن جنوب شرق آسيا أزمة في إدارة مكبات النفايات المقامة في الهواء الطلق، خصوصاً في ظل استمرار التوسع المدني من دون أي تخطيط حضري.ويحذر الخبراء من خطر هذه المكبات التي تمثل قنبلة موقوتة بالنسبة للبيئة وللمجموعات السكانية المرغمة على العيش بالقرب منها.وأشارت نتائج دراسة صادرة عن الأمم المتحدة أن المكبات المقامة في الهواء الطلق «تقدم حلاً سريعاً وسهلاً على المدى القصير»، محذرة من مشاكل صحية تظهر على المدى الطويل جراء تلوث التربة والمياه.ومن أصل المكبات الـ 2500 الموجودة في تايلاند، واحد من أصل خمسة يدار بشكل سليم، بحسب مديرية مراقبة التلوث في المملكة.أما المكبات الأخرى فتشهد عمليات إفراغ كميات من النفايات غير القانونية (بما فيها مواد خطرة) إضافة إلى حرائق وتسرب مواد ملوثة إلى المياه الجوفية. الحريق الكبير الذي شهده مكب برايكسا في الربيع استتبع بسلسلة حرائق أخرى لم تسترعِ الانتباه بالقدر نفسه. كذلك يتم تسجيل حوالي عشرة حرائق شهرياً في مكبات عدة في سائر أنحاء البلاد.