(تقرير- بنا): أكد تقرير لوكالة أنباء البحرين أن المواقف البحرينية السعودية المشتركة والدعم الذي تبديه كلتا الدولتين لبعضهما يتضح جلياً إزاء قضايا التطرف وملفات الإرهاب، تحديداً، التي لم تعد أي دولة في المنطقة والعالم بعيدة عنها، وهو الموقف الذي تتبناه الدولتان بكل قوة وحسم، ويأتي على قمة أولويات المباحثات البحرينية السعودية، السابقة منها والحالية والمنتظرة، خاصة على مستوى القيادات العليا التي سيجريها جلالة العاهل المفدى خلال زيارته الحالية.وأشار التقرير، الذي أعدته ونشرته «بنا» أمس، أن موقف الدولتين من قضايا التطرف والإرهاب ينبني على ضرورة وأهمية استقرار المنطقة والحفاظ على أمنها وإبعادها عن التوترات بكل أشكالها مع العمل على إيجاد السبل الكفيلة بمواجهة التحديات الجسام التي تفرضها ممارسات المتطرفين وجرائم الإرهاب، وبدا ذلك في أكثر من مناسبة وحدث، ولعل أهمها ما قدمته المملكة السعودية ومازالت تقدمه للبحرين من دعم ومساندة إزاء محاولات الخروج على الشرعية وتجاوز القانون من جانب البعض من وراء ستار الديمقراطية وحقوق الإنسان.وأوضح أن هذه هي الزيارة الثانية التي تتم في غضون الأشهر الأربعة الأخيرة، حيث قام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى بزيارة الشقيقة المملكة العربية السعودية أواخر أبريل الماضي، وها هو يقوم بزيارتها ثانية اليوم لتأكيد العلاقات الأخوية الوطيدة التي تربط المملكتين والمساعي المشتركة لتطويرها وبما يسهم في ازدهار وخير ورفاهية شعبيهما.ويكشف توقيت الزيارة التي بدأت أمس عن عدة دلالات مهمة تصب في مجملها في رغبة قيادات البلدين الشقيقين للارتقاء بمستوى التنسيق الثنائي بينهما، وعزمهما على مواصلة خطاهما التي بدأت منذ ما قبل الاستقلال وتأسيس دولهما الحديثة، وحتى الآن، نحو التكامل الوحدوي الذي يغطي المجالات كافة، ويشمل كل القضايا المصيرية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما في مواجهة التحديات التي باتت تلقي بظلالها على النظامين الإقليمي والعالمي.المشاورات والاتصالات المتبادلةوفي الحقيقة، أن الزيارة السامية لجلالة العاهل المفدى إلى الشقيقة السعودية تكتسب أهمية قصوى لأكثر من سبب إضافي غير مجرد النهوض بأطر العلاقات الثنائية وتدعيمها، لعل أهمها أنها تأتي ضمن سلسلة من المشاورات المتبادلة والاتصالات المكثفة التي تجري بشكل شبه منتظم ويقوم بها مسؤولو الدولتين كلما يعني لهما أمر بحاجة إلى تبادل وجهات النظر بشأنه..وهنا يمكن الإشارة إلى غيض من فيض من هذه التحركات المتواصلة والمستمرة التي يجريها مسؤولو البلدين ويقومون بها لبعضهما البعض وترعاها القيادات الحكيمة، والتي شهدتها الأشهر الخمسة الأخيرة..من بين أهم هذه الزيارات واللقاءات المتبادلة حضور جلالة العاهل المفدى للحفل الختامي للتمرين المشترك «سيف عبدالله» الذي نفذته وحدات عسكرية من أفرع القوات المسلحة السعودية بالذخيرة الحية قبل نحو أربعة أشهر، وذلك تلبية للدعوة التي تلقاها سموه من أخيه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة السعودية..وخلال الشهرين الماضيين، استقبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية بالمملكة السعودية الشقيقة على رأس وفد عالي المستوى يضم صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود رئيس الاستخبارات العامة وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية..وأواخر شهر يوليو الماضي استقبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، والذي نقل إلى جلالة الملك المفدى تحيات أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة السعودية الشقيقة...يضاف إلى ذلك، أن زيارة العاهل المفدى للشقيقة السعودية تجيء عقب شهرين فقط من زيارة كبيرة قام بها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، والتي عكست هي الأخرى في توقيتها وبالمباحثات التي أجريت خلالها وحفاوة الاستقبال التي قوبل بها سموه مدى عمق الوشائج التي تربط البلدين، البحرين والسعودية، والمصير المشترك الذي يجمعهما، والخصوصية التي تتمتع بها العلاقات المشتركة..فضلاً عن النتائج التي تحققت من ورائها، ولعل أكثرها أهمية تمتين أواصر العلاقات من ناحية وبحث الأوضاع الإقليمية والدولية ذات التأثير على أمن واستقرار الدولتين من ناحية أخرى.وهنا تجدر الإشارة إلى أن مثل هذه التحركات والزيارات المتبادلة لم تقتصر على كبار قادة الدولتين، مثلما اتضح، حيث يلاحظ أنه خلال فترة الأشهر الأربعة الأخيرة أيضاً شهدت أروقة الدبلوماسية البحرينية والسعودية أكثر من اتصال تجاوزت نحو الـ15 لقاءً، كان أبرزها على الجانب البحريني حضور المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين المرحلة الختامية للتمرين العسكري «سيف عبدالله»، الذي أثار كثيراً من الاهتمام والمتابعة من جانب الكثير من الدول ووسائل الإعلام المختلفة، ليس فقط لمشاركة قطاعات عسكرية وأمنية عدة فيه، وإنما لأنه عكس حجم التنسيق والتعاون المشترك الذي يتم في إطار منظومة مجلس التعاون الخليجي بقيادة المملكة السعودية، خاصة لجهة الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة ودولها.هذا إلى جانب استقبال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة سفير المملكة السعودية لدى البحرين د.عبدالله بن عبدالملك آل الشيخ، واستقبال وزير الأشغال عصام خلف وفداً رسمياً من وزارة النقل بالمملكة السعودية، واجتماع القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة مع مساعد مدير عام الإدارة العامة للتفتيش المركزي بالقوات المسلحة بالمملكة السعودية، وهي اللقاءات التي تعكس في مجموعها استمرارية المشاورات الثنائية في المجالات كافة.على الجانب السعودي، كان صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ثم بعد ذلك صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، قد استقبلا سفير مملكة البحرين لدى المملكة الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة...ناهيك بالطبع عن اللقاء الشهري للسفارة السعودية في البحرين، الذي يجمع نخبة العمل السياسي والفكري في البلدين، ويكفل تحقيق التواصل المستمر بينهما على كافة المستويات، لاسيما على الصعيد غير الرسمي والأهلي، حيث يجمع الشعبين البحريني والسعودي علاقات القربى والمصاهرة التي تمثل أحد أعمدة العلاقات الثنائية بين المملكتين.وقد كشف مجموع هذه اللقاءات المتعددة عن عمق العلاقات المتميزة والتاريخية والوثيقة التي تربط المملكتين الشقيقتين بقادتهما وشعبيهما، وما يشهده التعاون والتنسيق المشترك بينهما من تطور ونماء، والمواقف المشرفة التي يتبناها الطرفان إزاء الآخر، والتي عكست على الدوام «روابط الأخوة الوثيقة والمصير المشترك بين البلدين الشقيقين على مر التاريخ، والدور الرائد الذي تقوم به الشقيقة السعودية في دعم مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والعمل -بالتعاون مع مملكة البحرين- على تعزيزها وتطويرها لكل ما فيه خير وصالح أبناء دول المجلس»، مثلما أكد على ذلك العاهل المفدى في تصريحات سابقة لسموه.رفض التطرف وإدانة الإرهابيبدو مهماً هنا التأكيد على أن المواقف البحرينية السعودية المشتركة والدعم الذي تبديه كلتا الدولتين لبعضهما يتضح جلياً إزاء قضايا التطرف وملفات الإرهاب، تحديداً، التي لم تعد أي دولة في المنطقة والعالم بعيدة عنها، وهو الموقف الذي تتبناه الدولتان بكل قوة وحسم، ويأتي على قمة أولويات المباحثات البحرينية السعودية، السابقة منها والحالية والمنتظرة، خاصة على مستوى القيادات العليا التي سيجريها جلالة العاهل المفدى خلال زيارته الحالية.وواقع الأمر، أن موقف الدولتين من قضايا التطرف والإرهاب ينبني على ضرورة وأهمية استقرار المنطقة والحفاظ على أمنها وإبعادها عن التوترات بكل أشكالها مع العمل على إيجاد السبل الكفيلة بمواجهة التحديات الجسام التي تفرضها ممارسات المتطرفين وجرائم الإرهاب، وبدا ذلك في أكثر من مناسبة وحدث، ولعل أهمها ما قدمته المملكة السعودية ومازالت تقدمه للبحرين من دعم ومساندة إزاء محاولات الخروج على الشرعية وتجاوز القانون من جانب البعض من وراء ستار الديمقراطية وحقوق الإنسان.الأمر ذاته بالنسبة للبحرين التي تقف موقفاً رافضاً للفكر الضال الذي يحاول البعض ترويجه في الشقيقة السعودية وللمخططات التي تحاول النيل من أمنها واستقرارها، ولعل إشادة الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية بالعمليات النوعية التي نفذتها الأجهزة الأمنية في المملكة السعودية خلال الفترة الأخيرة بعد إحباط مخططات عشر خلايا إرهابية والقبض على (88) من المتورطين في عدد من المناطق هناك، يعد دليلاً على ذلك.ولاشك أن هناك من البواعث ما يدفع إلى هذا الحرص الذي تبديه المملكتان للتصدي بحزم مع الفكر المتطرف وعمليات الإرهاب، منها: - أن مواجهة هذا الخطر الذي يمثله المتطرفون ويجسده الإرهابيون لم يعد خياراً مطروحاً، بل فرضاً واجباً يحتمه الشرع الحنيف، خاصة أن الفكر الضال يشوه الدين، ويحاول الانحراف به عن مساره الصحيح في العدل والتسامح..- التنسيق الدائم والتعاون الكبير بين البلدين والذي يشمل القطاعات كافة، لاسيما في المجال الأمني، حيث يقدم البلدان نموذجاً في هذا التعاون المشترك إلى درجة اعتباره النواة الأساسية للتكامل والوحدة بين دول الخليج العربية..- المصلحة الاستراتيجية العليا المشتركة في مواجهة خطر الإرهاب الجاثم، وبما يؤكد ارتباط أمن كل من الدولتين بأمن الأخرى، والذي من شأنه أن يدعم منظومتي الأمن الخليجي والعربي سواء بسواء..- هذا بجانب الدور الرائد الذي تقوم به الدولتان ضمن الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب ومصادر تمويله، والذي لا يمكن التراجع عنه قيد أنملة باعتباره تفرضه مسؤوليات وواجبات البلدين ناحية الأمن والاستقرار العالمي.التنسيق المشترك إزاء القضايا الإقليميةهو العنوان الثالث الذي من المنتظر أن يحتل أولوية إضافية ضمن أولويات زيارة ومباحثات جلالة العاهل المفدى الملك حمد بن عيسى آل خليفة للشقيقة السعودية اليوم بجانب قضايا التعاون الثنائي ومواجهة الفكر المتطرف وجرائم الإرهاب، خاصة أن تبادل وجهات النظر حول تطورات الوضع الإقليمي باتت تمثل أهمية قصوى لمواجهة التحديات الكبيرة التي تلقي بظلالها على استقرار وأمن وسيادة الدول الإقليمية ككل.والمدقق في أحداث المنطقة ومواقف كل من البحرين والسعودية ناحيتها يجدانها تستند للأسس نفسها وتنطلق من البواعث ذاتها وتتفق في أسلوب الحل والمعالجة والتعاطي معها..ولا يتسع المجال هنا للتذكير برؤى الدولتين المشتركة إزاء الأوضاع في المنطقة، وتكفي الإشارة إلى أن مباحثات القيادتين البحرينية والسعودية لن تغفل بكل تأكيد الدعوة والعمل لرفع الظلم عن الشعوب التي تتعرض للانتهاكات في سوريا والعراق والأراضي الفلسطينية المحتلة وغيرها، وضرورة تجنب السياسات الطائفية والإقصائية التي تثير البغض والكراهية في المنطقة ككل، ناهيك عن تهديد أمنها واستقرارها وسيادات دولها في إشارة لرفض البلدين الصريح والواضح لكل ما من شأنه التأثير على وحدة وسلامة أراضي الدول العربية أو التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية.
التطرف والإرهاب على قمة أولويات المباحثـــــــــــــات البحرينيــة السعوديــة
06 سبتمبر 2014