لندن - (وكالات): قالت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية إن «تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في الشرق الأوسط سوف يؤجج الطائفية في عدد من الدول خاصة لبنان». وأوضحت الكاتبة إريكا سولومون في مقال لها بالصحيفة أنه «رغم الفزع الذي يثيره المشهد إلا أنه يتكرر كثيراً: مشهد طرح رجل أرضاً ونحره على يد مسلح ملثم، ولكن الفيديو هذه المرة كان لجندي لبناني سني من نفس الطائفة التي ينتمي إليها قاتله». وأضافت أن «مقتل الجندي علي السيد على يد تنظيم «الدولة الإسلامية»، المعروف سابقاً باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، الأسبوع الماضي يصور معضلة اللبنانيين السنة الذين يجدون أنفسهم ضحية المتطرفين وفي نفس الوقت فإن بعضهم ينخرطون في صفوف المتطرفين.وتقول سولومــون إن مقاتلـي داعش يسيطرون الآن على نحو ثلث مساحة سوريا والعراق، وأعلنوا الخلافة الإسلامية في المنطقة التي يسيطرون عليها، ويخشى لبنان بتوازناته الطائفية القابلة للاشتعال وبحكومته الضعيفة أن يكون الهدف القادم لداعش.وترى الكاتبة أنه حتى الآن لا يوجد ثقل كبير لداعش في لبنان، ولكن التطرف يتزايد في الدولة الصغيرة المساحة، كما أن الصراع على السلطة بين الأغلبية السنية الشيعية والأقليات المارونية والدرزية يجعل من السهل زعزعة استقرار لبنان.وتشير الكاتبة إلى أن شن داعش لهجمات في لبنان كالهجمات التي شنتها في سوريا والعراق سيكون أمراً صعباً، حيث سيواجه التنظيم خصماً قوياً هو «حزب الله»، الجماعة الشيعية التي تتلقى الدعم من إيران.وترى سولومون إنه قد يكون من السهل التأثير على السنة في لبنان، فهم، كما تقول، يعانون من التمييز والتهميش والافتقار للزعامات القوية، الأمر ذاته الذي دفع الكثير من السنة في العراق وسوريا إلى قبول داعش وتأييدها في بعض الأحيان.وتقول الكاتبة إن شمال لبنان ذا الأغلبية السنية يعد من أفقر المناطق في لبنان، وينضم الكثير من الشباب إلى صفوف الجيش في محاولة للحصول على دخل وراتب.وتنقل الكاتبة عن أحد الشيوخ السلفيين في مدينة طرابلس الشمالية اللبنانية قوله إن «الفقر ليس أكبر مشكلة، بل القمع».وتوضح سولومون أن مثل هؤلاء الشيوخ يقولون إنهم يعارضون داعش ولكنهم ليسوا معتدلين، حيث يقول منتقدوهم إنهم قريبون من فكر الإسلام المسلح ويتهمونهم بأنهم ساعدوا في تسفير جهاديين إلى سوريا والعراق.